المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تدير معركتك مع نفسك



المراسل الإخباري
10-03-2018, 19:22
http://www.qatarat.com/ من أفضل عاداتي المكتسبة مؤخراً أن أجلس في مكتبي وأغلق الباب وأتجول في اليوتيوب. عادة أخذت تقربني من الحقائق.
كما هو معروف الإنسان أسير ما تعلمه في مراحل حياته الأولى¿ كل تعليم يتلقاه المرء لا يمكن أن يخلو من موقف يروج له صاحبه. المدرسة والكتاب ومحطات التلفزة والصحف. لم أصادف أن أي من هذه المصادر تقدم المعرفة أو العلم الخالي من التوجيه والأدلجة والتربية والتحريض على اتجاه من اتجاهات الحياة. كل إنسان يتم إعداده أن يكون جندياً في حرب يقيمها أحدهم لمحاربة آخرين. **
عندما نتحدث عن الحرية فنحن في الغالب نتحدث عن وهم. ثمة مستوى معين من الحياة لسنا أحراراً فيه. في الطبيعة شيء اسمه الأفق. الخط الدائري الذي تراه نهاية للأرض التي تقف عليها. كلما اقتربت منه ابتعد وكلما ارتفعت عن مستوى الأرض اتسع. الحرية أفق, المعرفة أفق التفكير أفق أيضا. كلما سعيت فيها تبتعد¡ وكلما اعتليت تتسع. سعي محموم لا نهاية له. ما تظنه نهاية العالم هو ليس كذلك. هو نهاية أفق تفكيرك ومعرفتك وحريتك. عندما نكون سعداء بما نملك من معرفة في الواقع هذه السعادة زرعت فينا بأيدي الآخرين وليست سعادتنا. تتحطم هذه السعادة عندما تقع على مصدر معرفة يتعارض مع معرفتك وإيمانك بهذه المعرفة. ستبدأ بالغضب.
قبل اليوتيوب والنت توفر للناس حارس اسمه الرقابة يقوم بحماية السعادة التي يريدها لنا. يحصنك من غضب الاكتشاف والانكشاف على معارف جديدة. يجعلك لا تصادف ما يكدر صوفك.
في اليوتيوب ستصادف كل شيء يتعارض مع كل شيء آمنت به يوماً أو أحببته أو صدقته. الحارس الوحيد الذي يسير معك في النت هو عقلك. في البداية ستجد أن معارفك القديمة تقاوم ولكنها في النهاية سوف تذعن لسلطة العقل. مهما تهربت من التعرض لهذا التيار أو ذاك سوف تعود في اللحظة التي تنكشف فيها معرفتك القديمة لأنك وقعت في فخ الفضول. بداية العقل والحرية.
كنت أعرف أن الغرب هزم ألمانيا النازية. كشف اليوتيوب أن الاتحاد السوفيتي أكثر المساهمين في النصر. كنت أعرف أن الجيش الأحمر السوفيتي أممي على قاعدة الإنسان أخو الإنسان فعرفت أن الجيش الأحمر أبشع من دخل برلين وعاث فيها. **
خلال ساعتين مشاهدة في اليوتيوب بين فترة وأخرى ستعرف أنك كنت ضيق الأفق وتحت سيطرة الآخرين. عرفت حضارة الأزدك وعرفت المايا وعرفت الهندوس وعرفت اليازيدية وعرفت تاريخ اليابان والصين كما لو كنت لا أعرفهم من قبل. تجربة علمتني أن أذهب إلى الشيء ونقيضه. من يشتم ديانة الدروز ومن يمدحها. رواية الأميركان عن بيرل هاربر ورواية اليابانيين. في الأخير تبين لي أن ما يحدث ليس سوى معركة أضرمت في داخلي.




http://www.alriyadh.com/1708428]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]