المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفارقة الواقع!



المراسل الإخباري
10-07-2018, 12:57
http://www.qatarat.com/ ليس الكتّاب فقط¡ هم الذين يفارقون الحياة في لحظة يأس¡ حصل هذا مع المطربة «داليدا « المصرية/ الفرنسية¡ بنت شبرا¡ التي تميز صوتها بالقوة والانطلاق والفرح. لم يكن أحد ليصدق¡ أن هذه الفنانة الاستعراضية المنطلقة¡ سوف تتمدد على سريرها¡ بعد أن أخذت جرعة الموت¡ في لحظة يأس¡ من الواقع¡ من أهلها¡ من الوسط الذي تعيش فيه! وغيرها¡ هناك عديد من المطربين والمطربات¡ وممثلي المسرح والسينما¡ ساروا في لحظة يأس¡ على نفس الطريق. بعض هؤلاء كما دلت عديد من الفرضيات¡ كانوا يهربون¡ من توديع النضارة¡ وإطلالة الشيخوخة¡ وانحسار الأضواء¡ وهي حالة واجهتها بعض الفنانات بجسارة وإقدام¡ من خلال اللجوء إلى العمليات التجميلية¡ والمكياج المكثف¡ وبعضهن اعتزل الأضواء¡ ومن تحتها وحولها وأمامها¡ من الفنانين والفنانات¡ حتى آخر العمر¡ والشواهد في هذا المجال كثيرة.
إذا كانت هذه الفرضيات صحيحة¡ إذاً لماذا ينتحر الكتّاب¡ كتّاب الجغرافيا والتاريخ «حالة جمال حمدان¡ مؤلف موسوعة عبقرية مصر»¿ ولماذا ينتحر كاتب مقدام¡ مثل «أرنست همنجواي»¡ الحاصل على» نوبل»¡ ومؤلف «وداعاً للسلاح¡ والشيخ والبحر¡ وروابي إفريقيا¡ والوليمة المتنقلة»¡ والصحافي الذي توغل في كواليس السياسة¡ وتنقل في أدغال إفريقيا¡ وأحد المقربين من الزعيم الكوبي المثير للجدل» فيدل كاسترو»¿ إنه الاكتئاب¡ هذا الغول¡ هو الذي دفع «فرجينيا وولف»¡ لأن تلف حول جسدها¡ حزاماً مليئاً بالحجارة¡ حتى تقضي على حياتها مباشرة¡ ولم يعثر على جثمانها إلا بعد أسابيع¡ وكانت قد تعاهدت مع زوجها¡ على أن ينتحرا معاً¡ لكنه تردد¡ وأقدمت هي برباطة جأش نادرة¡ وللأسف لم تكتشف موهبتها الكبيرة في النقد والرواية¡ إلا بعد أن طحنها الاكتئاب! إنها مبدعة تعادل «جيمس جويس¡ ومارسيل بروست¡ وصمويل بيكيت»¡ يكفينا منها «السيدة دولاي¡ وإلى الفنار¡ وأورلندو¡ وغرفة تخص المرء وحده»!
ونفس الداء¡ دفع «تيسير اسبول»¡ أحد أبرز كتاب القصة والرواية في الأردن¡ إلى الانتحار¡ وهو في العقد الرابع من عمره¡ دون أن يتمكن من ترسيخ بصمته الخاصة¡ التي وقف بها عند رواية «أنت منذ اليوم»! ومازلنا¡ حتى أيامنا هذه نقرأ ديوان «أبيات ريفية» للشاعر السوري «عبدالباسط الصوفي»¡ الذي قضى منتحراً¡ قبل أن يكمل الثلاثين! لكن يظل أشهر من قضوا انتحاراً¡ الشاعر اللبناني الكبير «خليل حاوي» الذي أدخلته الحرب اللبنانية¡ في يأس من لبنان ومن العرب. هذا الشاعر الكبير¡ كنا ونحن في مقتبل العمر¡ نتبادل دواوينه¡ ونتتبع مواقفه¡ ولأننا نعرفه لم نفاجأ بانتحاره!
لماذا يزور الاكتئاب¡ وبشراسة المبدعين¿ ولماذا تسود حياتهم ألوان من العزلة والشراسة وغرابة الأطوار¿ إنها الشفافية العالية¡ التي تجعل المبدع الصادق¡ يرى ما لا يراه غيره¡ لذلك يكون عذابه مضاعفاً¡ لنفسه ولمن حوله¡ حتى لو غرق في المتع كافة!




http://www.alriyadh.com/1709187]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]