المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول «المِبْخَرة»..!



المراسل الإخباري
12-01-2018, 11:11
http://www.qatarat.com/ منذ البدء كان احتراق العود الطيّب عطرًا¡ هذه النار التي تتقوّى على ما على الأرض¡ كيف لم تنتبه لشجرة طيب كلما احترقت تطاير دخانها عطراً¡ وتحوَّل رمادها إلى حقلٍ محروث¡ يُبذر فيه عطرٌ جديد...!
هي رؤيا الاحتراق عطرًا في الوجود.. حين تتباين المحترقات فيه (عودًا) على اختلاف كنهه أو حتى انعكاسات ما حوله عليه... لنجرّب هذه العملية العطرية المحزنة في رؤياها العامةº حيث لا يفوح العطر إلا بالاحتراق.. على الحالة الإنسانية بشكل عام حينما لا يظهر بخورها إلا حيث تتماس مع جوهرها الإنساني المشعّ والحارق جدّا.. لنقرّب الصورة حتى نبلغ فيها الشعراء.. أولئك الذين وصفهم التاريخ بكذب العذوبة في جريمة لن يغفرها له أولئك المحترقون بجوهرهم¡ حينما يقفون بائسين في آخر الصورة دون وعيٍ منهم حتى بجدوى وقوفهم بجوار "مبخرة " أرواحهم¡ فضلا عن إقبالهم الطوعي على الاحتراق..
هذه الروح المركونة في رفوف الوقت.. ماذا علق فيها من عوادمه¿ وماذا ستحمله للنار حينما تقبل عليها كفراشة مكابرة¿ بل من أوهمها أن وهج الجوهر الإنساني الحارق أشبه بجمرة ستنطفئ بعد أن تفرغَ منها.. هذه الروح المزدحمة بكل ما يفوح... من أول الحنين..حتى آخر الذكرى..من نفي الموت إلى إثبات الحياة.
فقدٌ هنا..وحنين هناك.. يتمٌ في أقصى الطفولة.. غربةٌ في غرفة لا تتسع لغيره.. حبيبةٌ في آخر الذكرى تفتش عن ربيعِ قلبها في صحراء يومه¡ وجع قديم يستعين به على وهم قهوته¡ سيجارة تتشبّه روحه بها حينما يرشي اشتعالها بقبلاته لها.
كيف سيكون عطرها حينما تحترق¿ وما مصير مبخرته بعده¿
هذه الأسئلة.. بين حين وآخر..كلما اشتعلت بحثت عن عطرها أو حتى إجاباتها لدى الآخرين..!
فاصلة:
مرّةً زرتني.. كنت أجلس فوق عيونِ صغاري...
وحولي ضحى زوجتي...
بينما الظلُّ في شارع الحيُّ..
يكنسهُ عاملٌ مُتْعبٌ باتجاهِ الظهيرةِ مستعجلاً بالتحيةِ..
منتظرًا أن أقولَ لهُ أي شيءٍ وأعطيه باقي الريالاتِ في المحفظةْ...
كنتُ أسألني عن طريقي
وآخذني لحنيني¡ فأنسى العبور بمخبزنا..
قبل أن يوصدَ الباب صاحبه للصلاة.. ويزدادُ خبزًا...!
سيدي.. يا أنا..
متى زرتني مرّة غير هذي... فردّ عليّ السلامْ..!




http://www.alriyadh.com/1721969]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]