المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غداً يوم عرفة .. وما أدراك ما يوم عرفة



تشيكو
12-26-2004, 12:17
أخي المسلم..أختي المسلمة..


قبل فترة يسيرة ودعنا شهر رمضانالمبارك¡ وتشوب أنفسنا آهات وحسرات¡ فكل موسم نودعه نشعر بالتقصيرفيه¡ وهذا جهد البشر القاصر دائماً. وها نحن الآن قد أقبلنا على موسم آخرمن مواسم الخير والبركة¡فلنشمر عن السواعد¡ ولننفض غبار الكسل¡ ولنجد ونجتهد في التحصيل بشتى الطرق والأساليب¡ فالأيام التي تتسرب من بين أيدينا لا تعود¡ والدقائق والثواني لا تعوض¡ ونحن الآن في دار عمل¡ أما في الغد فنكون في دار المحاسبة والجزاء حيث لا ينفع الندم.


وغداً هو يوم عرفة


ورد في فضل عرفة أحاديث منها :


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء ¡ فيقول لهم : انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا ) رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال : صحيح على شرطهما .
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة ¡ وإنه ليدنو يتجلى ¡ ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء¿ رواه مسلم والنسائي ¡ وابن ماجة وزاد رزين في جامعه فيه اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم )
وعن عبد العزيز بن قيس العبدي قال : سمعت ابن عباس يقول : كان فلان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن أخي ¡ إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني .

أيهما أفضل: يوم عرفة أم يوم عاشوراء¿


أـ قال ابن حجر في "فتح الباري" : "روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً: "إن يوم يوم عاشوراء يكفر سنة¡ وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين".
وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء¡ وقد قيل في الحكمة في ذلك: "إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام¡ ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلمº فلذلك كان أفضل" اهـ.
ب ــ وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد": "فإن قيل: لم كان عاشوراء يكفر سنة¡ ويوم عرفة يكفر سنتين¿ قيل: فيه وجهان:
أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام¡ بخلاف عاشوراء.
الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا¡ بخلاف عاشوراء¡ فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم".


وبعض المسلمين هداهم الله ... يؤدي به تفريطه إلى :
قلة الدعاء في يوم عرفة عند أغلب الناس والغفلة عنه عند بعضهم¡ وهذا خطأ عظيمº حيث يُفوِّتُ الشخص على نفسه مزية الدعاء يوم عرفة¡
فإن الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (خَيْرُ الدّعَاء دعاء يَوْم عَرَفَةَ¡ وَخَيْرُ مَا قُلتُ أنا والنّبِيّونَ مِنْ قَبْلي: لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ¡ لَهُ الملْكُ¡ وَلَهُ الحَمدُ¡ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ)

قال ابن عبد البر: (وفيه من الفقه: أن دعـــــاء يوم عرفة أفضل من غيره¡ وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره¡ وفي فضل يوم عرفة دليل على أن للأيام بعضها فضلاً على بعضº إلا أن ذلك لا يُدْرَكُ إلا بالتوفيق¡ والذي أدركنا من ذلك التوفيق الصحيح: فضل يوم الجمعة¡ ويوم عاشوراء¡ ويوم
عرفةº

وجـــاء فـي يوم الاثنين ويوم الخميس ما جاءº وليس شيء من هذا يدرك بقياس¡ ولا فيه للنظر مدخـل¡ وفي الحديث أيضاً: دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب¡ وفيه أيضاً أن أفـضـــــل الـذكـــر: لا إله إلا الله...)

أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:

ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة¡ وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء¿)

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة¡ فيقول: انظروا إلى عبادي¡ أتوني شعثاً غبراً) [رواه أحمد وصححه الألباني].

وينبغي على الحاج أن يحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة ومنها:

حفظ جوارحه من المحرمات في ذلك اليوم: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة¡ فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن¡ وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه من خلفه¡ وجعل الفتى يلاحظ إليهن¡ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (ابن أخي¡ إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) [رواه أحمد].

الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة¡ فمنا المكبر ومنا المهلل …) [رواه مسلم)

الإكثار من الدعاء بالمغفرة والعتق في هذا اليوم¡ فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة¡ وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له¡ له الملك وله الحمد¡ وهو كل شيء قدير) [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم¡ وليدع لنفسه ولوالديه ولأهله وللمسلمين¡ ولا يعتدي في دعائه¡ ولا يستبطئ الإجابة¡ وليلح في الدعاء¡ فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.

ولتحذر أخي الحاج من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم¡ كالإصرار على الكبائر والاختيار والكذب والنميمة والغيبة وغيرها¡ إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب¿! وكيف ترجو المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم.!

ومن آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة¡ رافعاُ يديه¡ متضرعاً إلى ربه¡ معترفاً بتقصيره في حقه¡ عازماً على التوبة الصادقة.
من أحوال السلف بعرفة



كان السلف يستعدون ليوم عرفة بالإغتسال والتهيؤ لهذا اليوم لتتهيأ النفوس للدعاء
أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة فقد كانت تتنوع :
فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة¡ فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه¡ وعيناه تذرفان فالتفت إلي¡ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً¿ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
العبد بين حالين
إذا ظهر لك _أخي الحاج_ حال السلف الصالح في هذا اليوم¡ فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم.
والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى¡ فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله¡ فهو راج لثواب الله¡ أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله¡ فهو راج لمغفرته وعفوه.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218".
فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاءº فتخاف من عقاب الله وعذابه¡ وترجو مغفرته وثوابه.

ها هنا•• تُسكب العبرات وتُستجاب الدعوات

"إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له بذلك أمرت وأنا من المسلمين"•
هذه ليست مجرد كلمات بل هي تلخيص وثيق لمن انخلع من ثوب الدنيا وبريقها وأقبل يحبو متلهفاً مجيباً دعوة ابراهيم
وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق
يتيمم البيت العتيق وقلبه يخفق لهفة وشوقاً وأحشاؤه تلتهب رغبة ورهبة¡ لعلها فرار الى رضوان الله
أو اتصال بعد طول انفصال أو هي لهفة الى نضرة نعيم الى من يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
أياً كانت لكنها بلا ريب:
روح دعاها للوصال حبيبها
فسعت إليه تطيعه وتجيبه
يا مدعي صدق المحبة هكذا
فعل الحبيب إذا دعاه حبيبه

يصف ابن خزيمة في صحيحه حج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: "استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلاً فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال يا عمر• ها هنا! تسكب العبرات"!


وانظر الآن الى صفة العارف بربه الهائم بحبه إذا أقبل على ربه حاجاً بيته• يقول العلاء ابن هارون: حجّ "مسروق" فما افترش إلا جبهته• بل قال ابن اسحاق: ما نام "مسروق" في الحج إلا ساجداً!
يآه! إذا كانت هذه أحوال العارفين¡ فيا ويح الغافلين•••
سئل يوماً أحد الصالحين عما رأى في الحج فقال: "رأيت العجب! رأيت رجلاً معلقاً بأستار الكعبة وقلبه معلق بالدنيا ورأيت رجلاً نائماً في الحرم وقلبه معلق بالرحمن"•

تُرى ما هو السر المكنون في الحج المبرور حتى يخرج العبد من ذنوبه كيوم ولدته أمه¿

ففي مسند البزّار: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء• فيقول انظروا الى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً ضاجين جاؤوا من كل فجّ عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي• فلم ير يوم أكثر عتقاً من النار يوم عرفة• "أيقع سرّها كونه ذلاً وانكساراً وخشوعاً ورهبة ومحبة وطاعة ورغبة وشوقاً وتحسراً وندامة وفقراً وفاقة أو هي في تقطع الأكبدة وانخلاع الأفئدة رجاء للمغفرة¡ فتسكب العبرات مقرونة بالتأوهات على ما قصَّر في حق رب العباد•

فقد قيل إن من الذنوب ما لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة•
وقل للذي غاب يكفي عقوبة
غيبك عن ذي الشأن لو كنت واعياً

وهذه هي حال العارفين دوماً حين يحملون لواء (وعجلت إليك ربي لترضى)

فيقتلهم لهيب الشوق أو يحرقهم شعاع النور•

زر من هويت وإن شطت بك الدار
وحال من دونه حجب وأستار
لا يمنعك بعد عن زيارته
إن المحب لمن يهواه زوار

الوفاء
12-27-2004, 02:17
اخ تشيكو

اسعدني تواجدك بقطرات وبالاخص بزمزم

اخي الاتلاحظ معي ان الموضوع وقته مبكرجدا عليه لاسيما عنوان الموضوع

بارك الله فيك اخي على تذكريك ان الذكرىتنفع للمؤمنين
يعطيك العافيه
تحيتي