المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتوى والمجتمع



المراسل الإخباري
02-23-2019, 15:11
http://www.qatarat.com/ على مدار سبع وتسعين حلقة¡ قدمت برنامجاً إذاعياً حمل هذا العنوان: «الفتوى والمجتمع» كنت أريد أن أقرأ جدلية التأثير بين الفتوى والمجتمع¡ كيف تؤثر الفتوى في المجتمع¿ وكيف يؤثر المجتمع من خلال تطوره في الفتوى¿ وابتدأت في حلقات متتابعة أدرس تاريخ الفتوى منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم مروراً بعهد الصحابة فالتابعين فالمجتهدين كالأئمة الأربعة وغيرهم إلى العصر الوسيط إلى العصور المتأخرة حتى عصرنا هذا.
وكانت قراءة تناولت أبرز المفتين في تلك المراحل¡ واستعرضت أيضاً مزاياها وخصائصها¡ ومثلت ببعض القضايا والمسائل الفتوية التي طرحت في تلك المراحل التاريخية.
وقد عرجت على مباحث لم تدرس من قبل¡ وعلى سبيل المثال فقد درست جملة من فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم واستخرجت بعض مزاياها¡ مثل كون كثير منها جوامع كلم تصلح أن تكون قواعد¡ ومع ذلك فهي واضحة لا إشكال فيها¡ كما لحظت أن الفتوى النبوية لم تكن فقط تركز على إعطاء الجواب بقدر ما كانت تريد أيضاً الإقناع¡ كما تميزت بالواقعية¡ والتنبيه على المقاصد الشرعية إلى غير ذلك من المزايا التي يمكن أن نرجع إليها في مقال مستقل.
الذي لفت انتباهي ما كان عليه العلماء المجتهدون عبر عصور التاريخ الإسلامي من القدرة المميزة في استخدام أدوات فقهية «إن صح التعبير» من خلالها يتوصلون إلى إعطاء الأحكام الصحيحة في تدبير نوازل مجتمعاتهم¡ مراعين في ذلك تطور المجتمعات في ظروفها وأحوالها. وأقدم هنا مثالين:
الأول: أبو حنيفة والاستحسان.
والثاني: مالك والمصالح المرسلة.
والاستحسان طريقة عجيبة في الفقه¡ وهي تدل على عظمة عقول الفقهاء¡ المستنيرين بنور الشريعة¡ وخلاصة مفهومه: العدول بالمسألة عن حكم نظائرها إلى حكم آخر¡ لوجه أقوى يقتضي هذا العدول كما يقول أبو الحسن الكرخي من أئمة المذهب الحنفي. وغايته: الالتفات إلى المصلحة والعدل كما يقول ابن رشد الحفيد¡ ولا بد إذا أردنا توضيحه من العودة إليه في مقال مستقل أيضاً¡ وسيكون ذلك بإذن الله.
كان محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة يقول عن الاستحسان وأبي حنيفة: كان أبو حنيفة يناظر أصحابه في المقاييس¡ فينتصفون منه ويعارضونه¡ حتى إذا قال: استحسن لم يلحقه أحد منهم لكثرة ما يورد في الاستحسان من مسائل فيذعنون جميعاً ويسلمون له.
أما مالك والمصالح المرسلة: فالمصلحة المرسلة هي التي لم يرد في الشرع نص على اعتبارها بعينها أو بنوعها¡ عندئذ يذهب الفقيه إلى بناء حكمه الفقهي على مقتضى المصالح المرسلة¡ ومع مستجدات العصر فإن «مسلك المصالح المرسلة» هو من أوسع الطرق التي يسلكها الفقيه في تدبير نوازل المجتمع ونوائبه الشرعية.




http://www.alriyadh.com/1739631]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]