المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الإخوان» في ثياب الوطنية



المراسل الإخباري
03-10-2019, 22:37
http://www.qatarat.com/ التنظيمات السياسية الدينية دائما أسوأ أنواع التنظيمات السياسية. السياسة ممرات زلقة¡ تفرض عليك أن تبدل تحالفاتك¡ وأن تتخلى عن أصدقائك¡ وتجري تعديلات على برامجك¡ وقد تضطر إلى أن تنتقل من عدو إلى صديق أو العكس. كما يقال "السياسة فن الممكن". الدين عكس كل هذا. لا تسمح لك قيمه بأن تبدل أصدقاءك وتحالفاتك¡ أو أن تجري تعديلا على برامجك الدينية. الدين مجموعة من المبادئ على الإنسان الالتزام بها¡ أو أن يخرج من الملة. المسلم لا يمكن أن يتخلى عن حليفه بمجرد أن انتهت المصلحةº لأن المسلم لا يقيم علاقاته على المصالح¡ بينما السياسي يعمل كما يعمل التاجر¡ عندما ينقضي العقد ينقضي التحالف. فالسياسي لا يخون حليفه¡ فما بينه وبين الحليف يقوم على الاتفاق لا على قيم معينة. فمثلاº يستطيع السياسي أن يقيم حلفا مع دولة على غير دينه. هذا الحلف يقوم على مصلحة محددة تنجز باتفاق الطرفين. لا تشمل أي شيء آخر. فمثلاº تستطيع إندونيسيا - على سبيل المثال - أن تبرم تعاونا تجاريا مع روسيا من دون أن تتفق معها على موقف موحد في القضية السورية أو القضية الفلسطينية. في هذا الاتفاق¡ لا يغدر طرف بالآخر¡ كلاهما يعرف حدود هذا الاتفاق¡ ويعرف أن الطرف الآخر يختلف عنه في القضايا الأخرى. بيد أن الديني لا يمكن أن يقيم هذا الاتفاق.
بغض النظر عن موقفنا من "داعش"¡ فالدولة الإسلامية التي أقامها البغدادي نموذج لما يدعيه الإخوان من تطبيق المبادئ. جعل البغدادي علاقات دولته قائمة على مبادئه الدينية¡ التي يراها¡ فأصبح (مضطرا) عدوا للجميع. مبادئ "داعش" تقسم العالم إلى فسطاطين: هو أو الآخر العدو. على أحد الطرفين أن يخضع الآخر أو يسحقه¡ هذا ما حدث رغم أن النتيجة لم تأت لمصلحة "داعش".
نجح "الإخوان المسلمون" في البقاء عشرات السنين¡ والتنقل من حضن إلى آخرº لأنهم رفعوا شعارات "داعش"¡ وطبقوا الميكافيلية السياسية. على المستوى النظري¡ يتحدثون أن الإسلام هو الحل¡ وعلى المستوى العملي يتحركون كتاجر ينظر للمصلحة أولا. على استعداد أن يقيموا تحالفا مع الشيطان للفوز بالسلطة¡ على استعداد للتحالف مع أميركا والصين و"داعش" في الوقت نفسه إذا لزم الأمر.
قد يرى بعضنا أن "الإخوان" اختفوا¡ أو أنهم على وشك الاختفاء. هذا وهْم. "الإخوان" يتخفون وراء خطابات عدة¡ ليس بالضرورة بينها الخطاب الإسلامي. يظهر الإخواني في صورة الوطني الغيور¡ ويظهر في صورة الليبرالي¡ ويظهر في صورة السلفي¡ ويظهر في صورة التاجر الحر. أخطرهم في معركة اليوم الإخواني المندس في ثياب الوطنية.




http://www.alriyadh.com/1742592]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]