المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيارة لعبدالباسط عبدالصمد



المراسل الإخباري
03-29-2019, 15:19
http://www.qatarat.com/ في عام 1971م¡ سافرت للمرة الأولى إلى خارج المملكة¡ وإلى مصر تحديدا¡ التي كانت تشهد إقبالا خجولا من المواطنين السعوديين. كانت القاهرة¡ التي وصلتها مساء قادما من جدة¡ حزينة لوفاة رئيسها الذي حدثت الهزيمة في عهده¡ وتترقب في الوقت نفسه اليوم الذي ترد فيه الدَّين للعدو الإسرائيلي¡ لم يخفف من وطأتها تسميتها النكسة أو الكبوة.
قبل السفر كنت عند عمنا الكبير خالد خليفة - رحمه الله - مدير العلاقات في وزارة المعارف وكاتب القصةº لأخذ نصيحة منه تنفعني في بلد أزوره أول مرةº فقد كان بالنسبة لنا في مقام الأبº رجل هادئ¡ وقور¡ يبش في وجه كل من يدخل مكتبه.. قال لي عندما أخبرته برغبتي في زيارة مصر¡ إنه سيعطيني رسالة إلى الشيخ عبدالباسط عبدالصمد¡ حالما طلب مني ذلك¡ شعرت بالقلق¡ قلق شاب يحلم بلقاء الأدباء والسهر في المسارح والسينما¡ والعم خالد يريد أن يرسل معي رسالة لمقرئ!
طلب مني المرور عليه في منزله بشارع الوشم ليعطيني الرسالة. أخذت الرسالة ومعها وصايا هادئة¡ ومعلومات عن بعض الأماكن التي تزار. خرجت من عنده ورسالة المقرئ المشهور في جيبي¡ وعلى ظرفها العنوان مفصلا¡ فقد كانت المكالمات الدولية من المملكة إلى القاهرة في غاية الصعوبة.
في اليوم التالي لوصولي¡ ذهبت إلى حي العجوزةº حيث يسكن الشيخ في منزل فاخر¡ أمامه سيارة باهظة الثمن. تلك الرفاهية أعادت بعض الاطمئنان إلى نفسي¡ فها أنا أمام شيخ مقبل على منجزات العصر من دون تردد أو وجل. قابلني ابنه¡ وأخذني إلى مجلسه¡ عندما عرف أنني قادم من الخارج وأحمل رسالة خاصة. ذلك اللقاء الخجول¡ أدخل الشيخ عبدالباسط إلى قلبي¡ وجعلني أحرص¡ بعد ذلك¡ على نسخ أسطواناته على شريط كاسيت.
لم يكن معي أحد في تلك الرحلة¡ لكنني تعرفت في مطار جدة على شابين كانا ذاهبين للقاهرة¡ وكلا الشابين لا يعرف أحدهما الآخر! اتفقنا في المطار على السكن معا¡ وعلى تقاسم المصروفات! أخذنا شقة واسعة¡ كان صاحبها الشاب يمر علينا يوميا¡ ليطمئن على راحتنا¡ وتلبية طلباتنا. كان شابا نبيلا¡ يركب سيارة فاخرة قياسا إلى السيارات التي تدور في المدينة. كان معي ألف ريال¡ عشت بها شهرا كاملا! كان مبلغا باهظا في مدينة تتناول فيها وجبة "فول" في أشهر المطاعم بثلاثة قروش¡ وتشتري كيلو اللحم بسبعين قرشا¡ وتشتري شقة في المهندسين بثلاثة آلاف جنيه¡ وإذا كنت مثل زملائي¡ الذين ذهبوا للدراسة الجامعية في مصر¡ بعد تخرجهم في الثانويةº فإن أجرة الشقة التي - كما يقولون - يرمح فيها الخيلº لا تزيد على الخمسة عشر جنيها في الشهر! رحم الله عمنا الكبير خالد خليفة¡ ورحم الله أياما كانت فيها الأمور سهلة وبسيطة ونقية¡ ورحم الله قاهرة زمان¡ ومقرئها الأنيق صوتا وشكلا¡ عبدالباسط عبدالصمد!




http://www.alriyadh.com/1746385]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]