المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقاطعة الشعبية.. "لن نسمح يا أردوغان"!



المراسل الإخباري
05-07-2019, 18:49
http://www.qatarat.com/
السعوديون لا يقبلون إطلاقاً أن يكونوا جزءاً من حراك دعم أو إسناد أو حتى إشادة بنظام أو دولة تحمل مواقف سلبية عن وطنهم¡ أو يتربصوا بقيادتهم¡ أو يلحقوا الضرر بمشروع وحدتهم ونهضتهم¡ وهو ما جعل أيقونة هذا الشعب العظيم صعبة التهكير أو الاختراق..
المقاطعة في قاموس الشعوب أكبر من وسيلة ضغط لتحقيق هدف وقتي¡ أو مشروع حصاد لانتصار مرحلي¡ أو حتى مجرد وسيلة لإعادة التوازن في إحدى مراحل الصراع¡ بل مع كل ذلك تبعث برسالة شعبية متزامنة بين الوعي والمشاركة السياسية في صناعة موقف اتصالي جديد¡ وتهيئة المستقبل للانخراط في مهمة عمل واقعية¡ وتعيد معها الأطراف الأخرى حساباتها في التعامل على أساس من الاحترام والتقدير.
شعوب كثيرة تقاطع منتجات¡ وخدمات¡ وأفكار¡ وتقف من كل واحدٍ منها موقفاً له ما يبرره¡ أو يسنده من وجهات النظر¡ أو ما تتركه من مصالح وعلاقات¡ ولكن من النادر أن تجد شعباً يقرأ المشهد السياسي بوعي¡ ويأخذ منه موقفاً معلناً دعماً لوطنه¡ وقيادته¡ ومستقبله¡ ويراعي في ذلك المصالح والمشتركات¡ ويعبّر عنها بأسلوب مختلف¡ وعميق في بناء الرسالة¡ ويكشف معها تفاصيل دقيقة للتأثير في الآخر.
السعوديون لا يقبلون إطلاقاً أن يكونوا جزءاً من حراك دعم أو إسناد أو حتى إشادة بنظام أو دولة تحمل مواقف سلبية عن وطنهم¡ أو يتربصوا بقيادتهم¡ أو يلحقوا الضرر بمشروع وحدتهم ونهضتهم¡ ولا يمكن أن يكونوا أيضاً وسيلة لغاية تنال منهم¡ أو تؤثر فيهم¡ أو تسبب حرجاً لهم¡ وبالتالي هم دائماً على الموعد الذي يراهنون فيه على وحدتهم¡ وتماسكهم¡ وتفاعلهم مع قيادتهم¡ وتضحيتهم لوطنهم¡ وهو ما جعل أيقونة هذا الشعب صعبة التهكير¡ أو الاختراق¡ أو حتى الاقتراب من حدود سيادته¡ وأمنه¡ واستقراره.
الشعب السعودي لم يكن راضياً عن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أساء فيها إلى المملكة وقيادتها¡ وسعى إلى إثارة الرأي العام الدولي في قضية المواطن جمال خاشقجي¡ وساهم في تسريب معلومات إلى وسائل إعلام مضادة¡ وشكك في نزاهة القضاء السعودي¡ بل التطاول على مواقف المملكة المعلنة من قضايا المنطقة¡ ومحاولة التقليل منها¡ أو التشكيك في ثوابتها من تلك القضايا¡ حيث يرى السعوديون أن أردوغان وحكومته لا يستحقان أن يحصلا على عائدات سياحية وتجارية بعد كل تلك المواقف المعادية لوطنهم.
تركيا بعد الأزمة القطرية كانت أمام مفترق طرق صعب وخطير¡ وانحازت فيه لصالح قطر سياسياً وقبلها إخوانياً¡ وزادت عليه مصادقة البرلمان على الاتفاق العسكري بين البلدين¡ وهو قرار لا نتدخل فيه¡ ولكن على تركيا أن تتحمل تبعاته¡ وتدرك أن طريق العودة منه مكلف¡ ولن يكون أفضل مما كان¡ والإشكالية الأخرى أن الرئيس أردوغان شخصياً لا يزال يحمل مشروعاً طوبائياً حالماً في إعادة سيادة إمبراطورية بنو عثمان على دول المنطقة¡ وهو ما تم التصدي له ومواجهته.
جميل حين يكون الشعب السعودي بهذا الوعي الذي يمكّنه من فهم الرسالة السياسية¡ ويباشر معها دوره ومشاركته على أساس من الانسجام والتكامل مع حكومته¡ من خلال تحديد الرؤى والأهداف والأدوار¡ والخلوص منها إلى مهمة حضور في المنصات الإعلامية المتعددة لإعلان موقف واضح من أن السعودية خط أحمر¡ ولن يكون هناك حالة فصل أو انفصال بين السياسة والمجتمع¡ أو ازدواجية المعايير في الوصف والتفسير والحكم والتنبؤ على تداعيات تلك العلاقة¡ أو تبرير وجهات النظر على أساس من المصالح التي لم تعد كافية لإثبات حسن النيات بعد كل المواقف الحكومية التركية المعلنة تجاه المملكة¡ وتحديداً بعد الأزمة القطرية.
المجتمع السعودي اليوم في وضع تشغيل دائم على شبكات التواصل الاجتماعي¡ وفي حالة انعقاد مستمرة مع حساباتهº لتجلية الحقائق¡ والتصدي للشائعات¡ والأخبار الملونة¡ وتعرية المعرّفات الوهمية¡ والأهم قدرته على بناء المواقف الوطنية التي لا يمكن لأي طرف أن يفسرها إلاّ بشيء واحد¡ وهو أن السعوديين لا يحبون من يسيء لوطنهم¡ ويدافعون عنه إلى أن تصل الروح حلقوم العزة والكرامة.




http://www.alriyadh.com/1754301]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]