المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روحاني ونووي إيران.. أزمة مصطنعة مع الغرب أم تُقية سياسية¿



المراسل الإخباري
06-27-2019, 05:36
http://www.qatarat.com/
الموقف الإيراني لا يُستَغرب منه هذا التزمّت والتشبّث بالاتفاق لآخر رمقº فمن يقرأ عن مراحل الاتفاق في عهد أوباما والمفاوضات والنقاشات المستفيضة في الغرف المظلمة والوساطات والاجتماعات خلال أعوامº يدرك أنّ إيران لا تتخيّل فداحة خسارتها هذا اللهاث الدبلوماسي على مدى سنوات..
يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيظلّ مُلاحَقاً بمتاعب وحماقات سلفه السابق باراك أوباما الذي لم يشأ أن يغادر البيت الأبيض إلاّ بعد أن يُنجز - كما يُسمّيه اتفاقاً تاريخيّاًº مع إيران تمثّل في توقيع اتفاق نووي على حساب الشركاء العربº ليخرج من دائرة القرار السياسي بعد أن لطّخ تلك الفترة المشؤومة بأداء سياسي سلبي أرعن وفترة حُكْم لم يجد فيها العرب أي شراكة استراتيجية حقيقية مع الولايات المتحدة الأميركيةº فكافة الملفات العربية التي تعامل معها جرى إدارتها بشكل مخز وسيّئ.
اليوم يقف ترمب وقفة حازمة مع العربدة الإيرانية بعد أن أجهض هذا الاتفاق بين بلاده وإيران¡ ويمضي في اتخاذ إجراءات تسعى لأن يحتفظ بشركاء بلاده وحلفائها الذين تربطهم معها علاقات تاريخية واستراتيجية لا تقبل المساس أو المجازفة الغير محسوبة¡ وأوّلها وأهمها المملكة العربية السعودية بكامل حمولتها السياسية والاقتصادية وأهمية موقعها جيوبوليتيكياً.
الموقف الإيراني لا يُستَغرب منه هذا التزمّت والتشبّث بالاتفاق لآخر رمقº فمن يقرأ عن مراحل الاتفاق في عهد أوباما والمفاوضات والنقاشات المستفيضة في الغرف المظلمة والوساطات والاجتماعات خلال أعوامº يدرك أنّ إيران لا تتخيّل فداحة خسارتها هذا اللهاث الدبلوماسي على مدى سنوات. لذلك لا يتفاجأ المتابع بتداعيات آثار الاتفاق النووي والعقوبات الخانقة التي طالت إيران وشملت مؤخراً قيادات إيرانية لتتواصل بعدها حرب التصريحات بين البلدينº فهذا الرئيس ترمب يصف التصريحات بعد فرض عقوبات اقتصادية جديدة على قيادات إيرانية "بالجاهلة والمهينة" وكتب ترمب في حسابه على موقع تويتر قائلا: إن هذه التصريحات "أظهرت أن القادة الإيرانيين لا يفهمون الواقع"º رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي قال فيها إن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران يؤكد أن البيت الأبيض "متخلف عقليا".
وفرض ترمب العقوبات الجديدة الإثنين مؤكداً أنها تأتي كرد فعل على "السلوك العدائي الإيراني" الذي تصاعد مؤخرًاº وهي عقوبات جديدة تستهدف مجموعة من الشخصيات الإيرانية البارزة على رأسها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.
هذا العنت والتعنّت والإصرار الإيراني على المضيّ في محاولة استرجاع مشروع الاتفاق النووي الذي ألغاه دونالد ترمبº يؤكد خطورة هذا النظام ومراميه الشريرةº ونهجه العدائي ومنطلقاته الفكرية التي تثبت هيمنة النزعة التوسعية والحلم المُلحّ بالسيطرة على الإقليم بأكمله والعرب عموماًºوهي نزوعات شريرة وأحلام تتعاظم يوماً بعد يوم هدفها تحقيق حلمها بالانقضاض على العرب والسيطرة على مقدراتهم وأراضيهمº وتلك الأهداف لم تعد خافية على أي مراقب ومتابع حتى وإن مارست التقية السياسية وادّعت براءتها وأنها لا تُشكّل تهديداً على جيرانها كما ادعى روحاني خلال الاجتماع التفاوضي الذي تم بين إيران والكتلة السياسية لما يسمى بـ"مجموعة الخمسة زائد واحد" حين وصف المواجهة مع الغرب حيال برنامج النووي بـ"الأزمة المصطنعة" وقال: "أرجو أن نكون قادرين على تحقيق تقدّم في حل هذه القضية في وقت مناسب استناداً إلى احترام حقوق الشعب الإيراني بالحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية"¡ ولكن بقراءة لما تقوم به إيران من استفزاز لجاراتها عبر تصدير الإرهاب ودعم الثورات والإرهابيين فضلاً عن سلوكها المعتاد الذي دأبت عليه من عقودº وهو التدخّل السافر والفجّ في شؤون الدول وسياساتها فيما داخلها يئن من الفقر والظلم ومصادرة الآراء والقمع لكل صوت مخالف وضمير يقظ يأنف من الظلم وغياب العدل والمساواة وفقدان الكرامة في وطنه.
ومع تداعيات الجدل الدائر حالياً بين ترمب وروحاني الذي يصعب التكهّن بمآلاتهº فإنّ السلوك الإيراني بحاجة ملحّة لا تقبل التأخير للردع الحقيقي الذي يضمن استقرار وأمن النطقةº فما يحدث تكرار لحوادث استفزازية ومناكفات عبر أذرعها وجيوبها المنتشرة في عدة دولº وإطلاقها العنان لميليشياتها ووحداتها العسكرية النخبوية¡ وقوّات حرسها الثوري الذي يؤدي مهام مختلفة دون مجابهة دولية رادعة يؤكد أنّ التعاطي مع الملف الإيراني لا زال قاصراً وأنّ السياسة ببراغمياتها المراوغة لا يؤمن جانبها في عالم يصطرع ويموج بالمفاجآت والتقلّبات وفي الوقت نفسه ينشد الاستقرار والأمن وصون مقدراته وكرامة مواطنيه.




http://www.alriyadh.com/1762853]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]