المراسل الإخباري
07-03-2019, 01:19
http://www.qatarat.com/ قبل عدة أيام كنت في زيارة عمل لطوكيو¡ كانت تلك هي رحلتي الأولى لليابان¡ معبأ بالخيال دخلت أرض البلاد المشرقة¡ ورغم أن رحلات العمل لا تمنحك ترف الوقت للتجول والتأمل في البلد الذي تزوره¡ إلا أن اليابان لا تنتظر أن يستكشفها زائروها¡ فالتفاصيل بصغيرها وكبيرها تستقبلهم منذ لحظة نزولهم في المطار.
لا يستطيع زائر البلد أن يتأمل جمالها دون أن يعبر بذاكرته التاريخ المرير الذي مرت به¡ والذي يشكل جزءاً من عظمة شعبه الذي لم يستسلم لأقدار الماضي¡ بل أعاد تشكيل الرماد وأخذه إلى أبعد ما يمكن أن تصل إليه حضارة بشرية في العصر الحديث.
اليابان¡ هي كل ما يتبادر إلى مخيلتك وأكثر¡ النظام الصارم في كل شيء¡ الشوارع البراقة النظيفة¡ وشعب في غاية اللطف والاحترام. لكنها تظل مجتمعاً بشرياً ككل المجتمعات¡ ليست كوكباً آخر كما يسميه البعض¡ إنما هي أمة لا تعرف الانحناء أمام النكبات¡ فالكثير لا يعلم ربما أن محاولة النهوض اليابانية لم تكن بعد الحرب العالمية الثانية فقط¡ بل كانت جذوتها قد سبقت ذلك بكثير¡ ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت اليابان تعيش تعافياً كبيراً في الاقتصاد وتحديداً في الفترة ما بين عامي 1870 و1940 بفضل السياسة الإصلاحية الشاملة التي عاشتها البلد آنذاك¡ إلا أن الحرب العالمية الثانية أعادت تلك العملية إلى المربع الأول. لم يستسلم اليابانيون رغم مرارة الهزيمة ورغم دك مدنهم بالقنابل النووية¡ بل زادهم ذلك إصراراً على مسابقة الدول الصناعية الكبرى نحو التقدم وانتهوا بأن يكونوا في المراكز الأولى ويضربوا أروع الأمثلة في التفاني والإصرار.
التغيرات التي أوصلت اليابان إلى ما هي عليه خضعت لعوامل مختلفة¡ ومنهج الإصلاح الاقتصادي وضع ليكون شاملاً¡ لكن خطط التحديث مهما كانت محكمة تحتاج لمجتمع مهيأ لتقبلها وتفعيلها¡ لذلك لم تستطع كثير من الدول المحيطة باليابان والتي تتقاطع معها في الكثير من الملامح الثقافية والمجتمعية أن تطبق تجربتها¡ باستثناء كوريا الجنوبية التي تمكنت أخيراً من اللحاق بالركب وسطرت تجربتها الرائعة أيضاً في التطور والنهوض.
اليابانيون أدركوا أنه لا مناص من تهيئة المجتمع والأخذ به في خط موازٍ لخط النهضة الاقتصادية الصاعد¡ لذلك كان تركيزهم على رفع جودة التعليم مسألة لا تقبل المساومة¡ فكان أن وضعوا أفضل معلميهم في الصفوف الأولية مع الأطفال¡ وحرصوا على ابتعاث الطلاب للخارج¡ واستقطبوا الخبرات الأجنبية لتعليم وتدريب أبنائهم¡ وإذا كان لا يمكن استنساخ التجربة اليابانية لاعتبارات كثيرة¡ إلا أن الاستفادة من تجربتها في التعليم تستحق الكثير من الاهتمام¡ خصوصاً أن تلك التجربة هي إحدى أهم أسرار الخلطة اليابانية التي ما كان لهم أن ينجحوا دونها.
http://www.alriyadh.com/1763680]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
لا يستطيع زائر البلد أن يتأمل جمالها دون أن يعبر بذاكرته التاريخ المرير الذي مرت به¡ والذي يشكل جزءاً من عظمة شعبه الذي لم يستسلم لأقدار الماضي¡ بل أعاد تشكيل الرماد وأخذه إلى أبعد ما يمكن أن تصل إليه حضارة بشرية في العصر الحديث.
اليابان¡ هي كل ما يتبادر إلى مخيلتك وأكثر¡ النظام الصارم في كل شيء¡ الشوارع البراقة النظيفة¡ وشعب في غاية اللطف والاحترام. لكنها تظل مجتمعاً بشرياً ككل المجتمعات¡ ليست كوكباً آخر كما يسميه البعض¡ إنما هي أمة لا تعرف الانحناء أمام النكبات¡ فالكثير لا يعلم ربما أن محاولة النهوض اليابانية لم تكن بعد الحرب العالمية الثانية فقط¡ بل كانت جذوتها قد سبقت ذلك بكثير¡ ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت اليابان تعيش تعافياً كبيراً في الاقتصاد وتحديداً في الفترة ما بين عامي 1870 و1940 بفضل السياسة الإصلاحية الشاملة التي عاشتها البلد آنذاك¡ إلا أن الحرب العالمية الثانية أعادت تلك العملية إلى المربع الأول. لم يستسلم اليابانيون رغم مرارة الهزيمة ورغم دك مدنهم بالقنابل النووية¡ بل زادهم ذلك إصراراً على مسابقة الدول الصناعية الكبرى نحو التقدم وانتهوا بأن يكونوا في المراكز الأولى ويضربوا أروع الأمثلة في التفاني والإصرار.
التغيرات التي أوصلت اليابان إلى ما هي عليه خضعت لعوامل مختلفة¡ ومنهج الإصلاح الاقتصادي وضع ليكون شاملاً¡ لكن خطط التحديث مهما كانت محكمة تحتاج لمجتمع مهيأ لتقبلها وتفعيلها¡ لذلك لم تستطع كثير من الدول المحيطة باليابان والتي تتقاطع معها في الكثير من الملامح الثقافية والمجتمعية أن تطبق تجربتها¡ باستثناء كوريا الجنوبية التي تمكنت أخيراً من اللحاق بالركب وسطرت تجربتها الرائعة أيضاً في التطور والنهوض.
اليابانيون أدركوا أنه لا مناص من تهيئة المجتمع والأخذ به في خط موازٍ لخط النهضة الاقتصادية الصاعد¡ لذلك كان تركيزهم على رفع جودة التعليم مسألة لا تقبل المساومة¡ فكان أن وضعوا أفضل معلميهم في الصفوف الأولية مع الأطفال¡ وحرصوا على ابتعاث الطلاب للخارج¡ واستقطبوا الخبرات الأجنبية لتعليم وتدريب أبنائهم¡ وإذا كان لا يمكن استنساخ التجربة اليابانية لاعتبارات كثيرة¡ إلا أن الاستفادة من تجربتها في التعليم تستحق الكثير من الاهتمام¡ خصوصاً أن تلك التجربة هي إحدى أهم أسرار الخلطة اليابانية التي ما كان لهم أن ينجحوا دونها.
http://www.alriyadh.com/1763680]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]