المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر حول القرية والمدينة



المراسل الإخباري
07-07-2019, 20:37
http://www.qatarat.com/
في بعض المدن اختفى وسط المدينة القديم الذي يعبر عن شخصيتها وتاريخها وعاداتها وتحول إلى شوارع حديثة لا تعطي للزائر فكرة تميز شخصية المدينة فهي تكاد تكون صورة مكررة في أكثر من مدينة..
من عناصر الجذب في المدن مظهرها العام ثم تفاصيلها الداخلية من حيث تخطيط الشوارع وتصميم المباني وألوانها وتوفر الحدائق العامة¡ ومسميات أحيائها وشوارعها وأسواقها ودوائرها الرسمية ومسميات محلاتها التجارية¡ وخدماتها بشكل عام وسلوك سكانها وفعالياتها الثقافية والاجتماعية.
المدن تطورت تطوراً ملحوظاً في بنيتها التحتية وخدماتها وطرقها وحدائقها وبناياتها وإن كان يعيبها التشابه في كثير من الملامح التي لا تميز مدينة عن الأخرى إلا في جوانب محدودة.
من المهم أن أتعرف على شخصية المدينة من مظهرها العام أولاً ثم من وسط المدينة والتفاصيل المتعلقة بجغرافيتها ومناخها وتاريخها ومنتجاتها. التشابه الكبير بين المدن يجعلنا أمام مدينة واحدة.
في بعض المدن اختفى وسط المدينة القديم الذي يعبر عن شخصيتها وتاريخها وعاداتها وتحول إلى شوارع حديثة لا تعطي للزائر فكرة تميز شخصية المدينة فهي تكاد تكون صورة مكررة في أكثر من مدينة. ويفترض أن يكون لكل مدينة هويتها في الشكل والمضمون.
يتضح تشابه المدن بصورة أكبر خارج نطاق وسط المدينة. عندها سنشاهد الشوارع المتشابهة والمسميات المكررة والمحلات التجارية المنتشرة في كل الشوارع بأسماء وألوان لا تخطر على البال. سوف نشاهد أن كثيراً من المحلات والمنشآت العامة والخاصة لا يتوفر لديها مواقف للسيارات. أما مواقف السيارات في بعض الأسواق المركزية فهي غريبة التصميم إن وجدت لها مدخلاً فلن تجد المخرج! سوف نشاهد أن الاهتمام بمظهر المدينة والجوانب الجمالية غير مكتمل بسبب الدكاكين المتنافرة ومحطات البنزين التي لا تخضع لمعايير موحدة حتى الآن من حيث التصميم وجودة الخدمات والجوانب الجمالية.
تلك الجوانب الجمالية التي تساعد على أنسنة المدينة وجعلها مدينة صديقة حضارية قد توجد في الشوارع الرئيسة لكنها تختفي في الشوارع الخلفية. بعض المدن العربية السياحية لا يستطيع الإنسان المشي في شوارعها بسبب الأرصفة المهترئة والحفر والتلوث وفوضى المرور.
شخصية المدينة تبرز أيضاً في الثقافة والسلوك. عندما يخطط الإنسان للسفر إلى بلد معين فهو يستفسر في الغالب عن الأمن ثم عن طبيعة الناس في هذا البلد وهل يرحبون بالزوار وكيف يتعاملون معهم. هذا الجانب يبدو أهم من معالم المدينة السياحية ومن توفر خيارات السكن¡ والأسواق وأماكن الترفيه. قد تكون البلد متطورة ومن أجمل بلدان العالم لكن التعامل الإنساني فيها لا يشجع على السفر اليها.
وحيث إن المدينة تختلف عن القرية من حيث الكثافة السكانية وتنوع السكان والازدحام المروري والحجم الكبير الذي يتمدد أحياناً بلا حدود. لهذا السبب يبحث الناس في المدن الكبيرة عن ما يساعدهم على تحمل ضجيجها وزحامها وربما تلوثها البيئي. العلاج الأمثل والأجمل لهذه السلبيات هو التعامل الإنساني وثقافة المدينة الصديقة التي ترحب بالجميع دون تمييز. إن لم يتوفر ذلك بحث عنها الإنسان في القرى.
ولكن لماذا تكتظ المدن في كل العالم بالسكان رغم تلك السلبيات ¿ أحد الأسباب هو فرص العمل والتنظيمات الإدارية المركزية التي تجعل كافة الصلاحيات في الأجهزة المركزية¡ وتجعل المدن مقراً رئيساً للمشروعات الكبيرة. وهذا أحد أسباب عزوف كثير من الناس عن العمل في المدن الصغيرة والقرى رغم ما يتضمنه العمل فيها من إيجابيات خاصة في بداية الحياة العملية.
إيجابيات كثيرة رغم أن بعض القرى تحولت إلى مدن صغيرة وتكاد تفقد هويتها¡ لأنها تنقل كل ما يوجد في المدينة إليها كي تجتمع فيها شروط (المدينة) فتفقد القرية شخصيتها وما يميزها من صفات لا تتوفر في المدن الكبيرة. هل لا تزال القرية تحتفظ بصفاتها الجميلة مثل العلاقات الإنسانية والمشي في الشوارع أم تحولت إلى مدن صغيرة¿.




http://www.alriyadh.com/1764583]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]