المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا ترجع للبيتقبل الخامسة



المراسل الإخباري
07-24-2019, 23:45
http://www.qatarat.com/ تقول الزوجة لزوجها المفصول من الشركة¡ لا ترجع للبيت قبل الخامسة مساءً¡ وخذ حقيبتك معك حتى لا يعرف الجيران أنك عاطل.
هذا الزوج لم يكن عاطلاً بل خدم الشركة خدمة طويلة ومميزة هو وعدد من زملائه¡ لكنه تعرض هو وبعض من زملائه لإنهاء الخدمة بسبب ظروف الشركة المالية.
تلك صورة من أحد الأفلام لكنها صورة واقعية تنقل ما يحدث للإنسان عندما يفقد عمله فيجد نفسه أمام ضائقة مالية تحاصره ضغوط العائلة والمجتمع¡ يضطر إلى تخفيض المصروفات وإلغاء الكماليات وخسارة البيت المرهون¡ وقد يضطر إلى بيع السيارة¡ والعودة للعيش مع أهله هو وزوجته وأولاده. الأخطر من الخسائر المادية هو الحالة النفسية التي يمر بها من يفقد عمله فجأة فيجد نفسه يشعر بالعجز والخجل أمام عائلته. هذه العائلة قد تزيد عليه الضغوط بسلبيتها¡ وقد تقف معه بصلابة وإيجابية وتدعمه بكل الطرق ليعود من جديد ولا يستسلم. طريق العودة للعمل قد يمر ببعض الصعوبات ولكنه ليس مستحيلاً. قد تنسد الأبواب أمام وظيفة مكتبية إدارية كما كان في السابق فيضطر إلى ممارسة عمل يتطلب جهداً بدنياً مثل عامل البناء. هذا ما حصل مع أحد الموظفين الذين فقدوا وظائفهم في فيلم من أفلام الواقع وليس أفلام الخيال.
هذا الموضوع له جوانب إدارية واقتصادية وإنسانية. الجوانب الإنسانية الأهم هي التي تفتقدها بعض الشركات التي تتجه مباشرة إلى حل واحد هو إنهاء الخدمة. الجانب الآخر يتعلق بمسؤولية الفرد الذي لا يدير سياسته المالية بالشكل الذي يحتاط فيه للظروف المتغيرة حيث يطغى الجانب الاستهلاكي على حياة الإنسان¡ لا استثمار ولا ادخار وكأن وظيفته الجيدة وراتبه الكبير ثابتان بلا تغيير. يضاف إلى ذلك ضغوط الدائرة الاجتماعية التي يعيش فيها وتفرض عليه بتأثير المظاهر اقتناء الأشياء غالية الثمن.
زوجة أحد الذين فقدوا عملهم كانت بطلة بموقفها الإيجابي والعملي مع زوجها¡ لم تكتفِ بالعمل¡ ولكنها دعمت زوجها بتحمل الظروف المتغيرة وتشجيعه على البحث عن فرص عمل بصرف النظر عن طبيعة العمل وبريقها الاجتماعي.
المسؤولية الاجتماعية في هذه القضية تتمثل في الحاجة إلى تقدير خدمات من يخدم بإخلاص سنوات طويلة مميزة فيها إضافة وإنجازات. هذه فئة ما زالت لديهم القدرة على العطاء.
ويحتاجون إلى جمعية تحتويهم لاستقطابهم في جهات أخرى.
نعود للزوجة التي قالت لزوجها¡ لا ترجع للبيت قبل الخامسة. هذه ضغوط اجتماعية سلبية قد يجدها البعض غريبة في المجتمعات الغربية كما ورد في الفيلم. الواقع أنها ظاهرة إنسانية تعكس أهمية العمل في حياة الإنسان ولكن يجب أن تتحول إلى دعم اجتماعي ومواقف إيجابية تقف مع من يبحث عن العمل بداية من الجيران الذين يجب أن يكونوا أول من يعلم فقد تأتي فرصة العمل الجديد عن طريقهم.




http://www.alriyadh.com/1767738]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]