المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمير بندر بن عبد العزيز..رحمه الله



المراسل الإخباري
08-01-2019, 08:04
http://www.qatarat.com/
من صميم حقِّ أمثاله أن نتحدّث عنهم¡ ونبثُّ من مزاياهم ما بلَّغَنَا مَنْ جَالَسَهُمْ¡ فما زال الناس بخيرٍ ما تناقلوا أخبار خيارهم¡ واستضاؤوا بمشاعل سير الصالحين من أسلافهم¡ ولست بصدد تفصيل أخلاقه ومآثره¡ ولا مكارمه ومفاخره¡ فذلك ما لا تستوعبه مثل هذه المقالات¡ ويضيق عنه فسيح العبارات
بادئ ذي بدء أتقدم بأحرِّ التعازي وأصدق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ أيده الله بتأييده¡ وألبسه تاج الصحة والعافية¡ وإلى مقام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان¡ وإلى مقام أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر وأولاد الفقيد من الأمراء والأميرات خصوصاً¡ وإلى جميع الأسرة الحاكمة الميمونة¡ وإلى شعب المملكة الكريم¡ داعياً الله عز وجل أن يثقل موازين حسناتهم بهذه المصيبة¡ وأن يبوئ الفقيد الفردوس الأعلى من الجنان¡ وأن يُرْوي ثراه بوابل الغفران¡ والفقيد -رحمه الله تعالى- ممن جمع الله له بين طيب الـمَحْتِدِ وكرم الأصل¡ وبين زكاء النفس وحسن الفعل¡ ¡ ونرجو أنه ممن تنطبق عليه الخيرية المنوطة بطول العمر وحسن العمل¡ فعن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ¡ قَالَ: (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ¡ وَحَسُنَ عَمَلُهُ¡ قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ¿ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ)¡ أخرجه الترمذي وغيره¡ ومن صميم حقِّ أمثاله أن نتحدّث عنهم¡ ونبثُّ من مزاياهم ما بلَّغَنَا مَنْ جَالَسَهُمْ¡ فما زال الناس بخيرٍ ما تناقلوا أخبار خيارهم¡ واستضاؤوا بمشاعل سير الصالحين من أسلافهم¡ ولست بصدد تفصيل أخلاقه ومآثره¡ ولا مكارمه ومفاخره¡ فذلك ما لا تستوعبه مثل هذه المقالات¡ ويضيق عنه فسيح العبارات¡ لكن أُسلِّطُ بعض الضوء على شخصيته الكريمة وفاءً بحقِّهِ¡ فمن فضائله الجمّة: الزهد في الدنيا¡ ومعلومٌ أن المناصب المرموقة متاحةٌ له¡ لا يحتاج إلى أن يخطبها¡ فهي التي تخطبه¡ وهي التي جاءته تُجَرِّرُ أذيالها¡ فهو نجلُ السّادة العظماء¡ وسليلُ العِليةِ الكرماء¡ وابنُ صقر الجزيرة وحاميها¡ الـمُشيِّدِ من مفاخرها أسمى معاليها¡ وإلى إخوانه تُلقى مقاليد الأمور¡ وبهم تُناطُ أسنى المناصب¡ وهم لها أهلٌ¡ وهل يقوم بمعالي الأمور إلا أماثل الرجال¡ لكن لـمّا كان في أسرته أكفاءٌ مشهود لهم بالكفاءة¡ وأفذاذٌ لا يُشقُّ غبارهم¡ وكانوا يسدّون هذا الثغر¡ ويقومون بالواجب أتمَّ قيام¡ وقد سخّروا أوقاتهم لإقامة الدولة وحياطتها¡ وتحكيم شرع الله فيها¡ وهذا من أسنى الأعمال وأجزلها أجراً¡ أما الفقيد فاختار أن يُسخِّرَ جهده ووقته في بابٍ آخر¡ فتفرغّ للتّعبد¡ ولم يألُ جُهداً في الإحسان إلى الناس¡ وقد سمعت من عمّي الشيخ حمد ووالدي سليمان رحمهما الله تعالى عن هذا الأمير رحمه الله تعالى ما يَشْرُفُ الحِبْرُ بكتابته¡ والورق بحفظه واحتوائه¡ من الصدقة والمعروف¡ والبرِّ والإحسان¡ ورحابة الصدر¡ وحسن المجالسة¡ ومتانة الديانة ووفرة التواضع¡ لكن إقباله على شأنه الخاص لم يكن إعراضاً منه عن الإسهام في النّفع العام –حاشا وكلّا-¡ فقد أَسْهَمَ في النهوض بهذا الوطن الغالي من خلال تربية وتكوين أبناء صالحين أكفاء لا يخفى حُسْنُ أثرهم¡ ويُـمْنُ نقيبتهم في خدمة الدولة¡ من خلال تقلُّد مناصب شديدة الأهمية¡ والإبداع فيها¡ وكانت كفاءتهم بعد فضل الله ثمرةَ جهدِ والدهم وحرصِه وتربيته¡ ولا يُستغربُ أن يُربِّي الفقيد الأمير بندر رجالاً أكفاء¡ ويُرسِّخُ عندهم حُبَّ الوطن¡ فهذا الدور هو المنتظر من متربٍّ في حضن المغفور له الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه¡ فقد كان يُربِّي على شتى أنواع الصفات المحمودة¡ ومدرسته التربوية لها أحسن الأثر على الأمة¡ فقد جمعت بين الديانة والشهامة والأصالة¡ وتلك هي أخلاق الإسلام¡ وصفات الكرام¡ وهي من أسباب العزة والكرامة والرفعة.
وأخيراً أقول: "إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ¡ والقَلْبَ يَحْزَنُ¡ ولا نَقولُ إلا ما يُرضِي رَبّنا¡ وإنَّا بِفِراقِك يا بندر لَمحزُونون"¡ وأنبه على أننا مع ما تكبّدنا من ألمِ الـمُصاب بوالدنا الفقيد رحمه الله تعالى إلّا أنَّ لنا أن نتعزَّى ونتسلَّى بأنه قد خلَّفَ فينا خيرَ خلفٍ لخيرِ سلفٍ¡ ومن خلَّف أمثالهم فلم يفقد الناس إلّا شخصه¡ وقديماً قال أحد العرب لما حضرته الوفاة¡ وقد خلَّفَ ولداً نجيباً كريماً اسمه مالك: "لم يهلك هالك ترك مثل مالك"¡ كما أننا نتعزَّى ونتصبَّرُ بما قدّمه الفقيد من أعمالٍ صالحةٍ مـمّا يبقى ريعه غير منقطع من بينها طباعة وتوزيع كتب العلم الشريف¡ والإنفاق على تصنيف الكتب النافعة¡ ونحتسب عند الله أن يكون بهذا ممن اجتمعت لهم أنواع العمل الصالح الذي لا ينقطع بالموت¡ ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه¡ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ¡ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ¡ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)¡ أخرجه الإمام أحمد وغيره.




http://www.alriyadh.com/1769192]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]