المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السردُ في دُور السِّينما



المراسل الإخباري
08-03-2019, 12:15
http://www.qatarat.com/ حين رسم الفرنسي (إيتيان سوريو) دائرة الفنون الجميلة وضع لكل فن قُطْراً¡ وكان للأدب¡ و(السينما) نصيبهما من تلك الأقطار إضافة إلى النحت والرسم والتلوين والرقص والموسيقا والضوء. وجعل الرسمَ متفرّعاً عن الزخرفة¡ والسينما متفرعةً عن الضوء¡ والإيماءَ متفرعاً عن الرقص¡ والنحتَ متفرعاً عن العمارةº والمتأملُ في تلك التفرّعات يجد أنها قد تتداخل¡ وقد يتضافر بعضها في خدمة بعض¡ كالعمارة والزخرفة¡ والنحت والرسم¡ والشعر والموسيقا¡ والرقص والضوء¡ وبوسعنا أن نطلق على هذه الطريقة (تداخل الفنون الجميلة) كما هو الحال في (تداخل الأجناس الأدبية).
ولئن كانت دائرة (إيتيان سوريو) مكتفية بتلك الفنون السبعة وتفرّعاتها¡ فإن بعض أقطار تلك الدائرة قد تحتاج إلى تفريع آخر غير التفريع الأول. فمثلاً الأدب المتفرّع عن البيان والعروض -بحسب دائرة إيتيان- يمكن أن نفرّع عنه (السرد) بأنواعه¡ وألوانه¡ وأشكالهº ولا شك فإن السردَ مادةٌ مهمةٌ جداً لدائرة (الضوء) التي يتفرّع عنها فن (السينما) ويندرج تحت لواء السرد: الرواية¡ والقصة¡ والمسرحية¡ والسيرة¡ والرسالة¡ ونحوها. وكلها روافد مهمة جداً¡ ولا ننكر إذا قلنا: إن (السينما) تتكئ عليها بشكل كبير¡ في دُورها المغلقة¡ والمفتوحة.
ولو تأملنا في استلهام (السينما) من الرواية لوجدنا أن (الأفلام) العالمية استفادت من روايات أجنبية كثيرة مثل:(الحجرة- بروكلين- المرّيخي- السرّ في عيونهم) كما استفادت (السينما) المصرية -بوصفها الأقدم عربياً- من عمالقة الرواية العربية أمثال: (نجيب محفوظ¡ وإحسان عبدالقدوس¡ وثروت أباظة¡ وعبد الحميد جودة السحار) وغيرهم. كما تأثرت (السينما) المصرية بالرواية المعاصرة التي يكتبها بعض الشباب اليوم¡ كما في روايات (أحمد مراد).
لقد تلاقح السرد الروائي بالعرض السينمائي¡ وأضحت الرواية مصنعا لـ(السينما) وعلامة فارقة في دُورها وصالاتها¡ وعلى الرغم من أن أكثر المخرجين وكتّاب (السيناريو) جعلوا من السرد الروائي مادة يصنعون منها ما يشاؤون¡ كما يصنع الأثاث من الخشب¡ فقد أخفق بعضهم في تعامله مع النص الروائي¡ ونجح آخرون في المؤاخاة بين الرواية والمشهد¡ والإفادة منهما في عرض الأحداث¡ واستعراض الشخصيات¡ وصناعة الحبكة.
ثمة رأي حول اغتنام القصة القصيرة جداً بوصفها نصاً سردياً مختزلاً يتناسب مع عصر السرعة¡ إذ يمكن أن يتخذ منها المخرجون والسينمائيون مادةً جاهزة لصنع عروضهم¡ وإعلاناتهم¡ وبخاصة أنها تتوافق مع (الفيديوهات المقتضبة) و(الأفلام القصيرة) والعروض المرئيةº ولا شك أن صناعة المحتوى السينمائي الجديد تتوافق مع مثل هذا اللون السردي الموجز¡ الذي يمكن أن يتقبّله الناس كتقبلهم لـ(سناب شات) و(انستقرام) وغيرهما. كما يمكن للمخرجين وكتّاب (السينارست) أن يتعاملوا مع هذا النص السردي وفق فضاء مفتوح بعيداً عن قص النص¡ و(تقصيصه).




http://www.alriyadh.com/1769531]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]