المراسل الإخباري
08-06-2019, 17:18
http://www.qatarat.com/ وصلني فيديو طريف. مطعم فاخر. يطلب الزبون وجبة باسم فرنسي أو إيطالي¡ فيتبين أن الطلب حبتا سمبوسة يحضرها الجرسون من أحد باعة الشوارع مقدمة في طبق فخم. عند تجريد المطاعم الفاخرة من بهارجها ستتأكد أن هذا الفيديو الساخر حقيقة.
أول تحديات المطعم الفاخر أن الزبون يستحي أن يعبر عن رأيه الحقيقي في الطعام¡ يتوجب عليه أن يمدح الطعام أمام الجرسون وأمام ضيوفه. لا يمكن للمرء أن يدفع ألفي ريال في وجبة نفرين ثم ينتقدها. هذا الانتقاد يرتد عليه. سيتهم بالسفاهة. كل من زار هذا المطعم سيضطر إلى أن يكيل المديح نفسه من باب الدفاع عن النفس. ويزيد الأمر سفاهة التحليل الذي تقدمه بعض الصحف في الغرب لبعض الوجبات وبعض المطاعم في الجرائد التي يتابعها رجال الأعمال. تضطر الشركات الكبرى إلى أخذ ضيوفها المهمين إليها. وهكذا تصبح هذه المطاعم رمزًا للثراء والجودة والكرم. تحقق هذه المطاعم أرباحًا هائلة لا ينافسها سوى المطاعم الشعبية. الأكل نفسه مع اختلاف في الاسم والإناء والمرقة التي ترش على اللحمة أو الرز. فالسمبوسة تصبح "شاتو بريان لافاغيه"¡ وبدل أن تلف في كيس الورق¡ تقدم في صحن معدني ذهبي مغطى بفوطة أنيقة إلى آخر التمايزات الشكلية التافهة.
تحقق المطاعم الفاخرة أرباحها من أسعارها الباهظة¡ بينما تحقق المطاعم الشعبية أرباحها الهائلة من تدافع الزبائن عليها لرخص وجباتها وبساطة الجلوس والأكل في أجوائها. إذا أردت أن تعرف هذه الحقيقة¡ فقم بزيارة مطعم فول من الساعة السادسة صباحًا إلى التاسعة مساء. بالكاد ستحصل على طاولة تجلس عليها. لا تكلف الوجبة أكثر من ستة ريالات¡ لكن عدد الزبائن أكثر مئتي شخص¡ وتكاليف المواد والإدارة متدنية. بادية فول وربع خبزة تميس وكوب شاهي وأحيانًا قارورة ماء¡ وعمالة متدنية المهارة. لا يوجد فيها ديكورات¡ ولا يوجد فيها أرضيات رخامية أو سجاد¡ ولا يوجد فيها طاولات فاخرة.. إلخ. ومن أهم ميزاتها أن الزبون يمسح البادية بربع خبزة تميس في عشر دقائق ويتسهل. فأجواء مطاعم الفول غير مهيأة للجلسات الطويلة. الطاولة الواحدة تستضيف عشرات الزبائن في اليوم الواحد.
أقول قولي هذا مستغربًا غياب السعوديين عن امتلاك هذه المطاعم. كل العاملين فيها غير سعوديين¡ ومن الواضح أن ملاكها أيضًا غير سعوديين. المطاعم الشعبية البسيطة أكثر ربحًا من أي نشاط تجاري آخر يعمل في تجارة التجزئة. لو عاد بي الزمان إلى أيام التطلعات لتركت الكتابة وفتحت مطعم فول¡ أو أن أجمع بين المهنتين وأكسب الحسنيين.
http://www.alriyadh.com/1770100]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أول تحديات المطعم الفاخر أن الزبون يستحي أن يعبر عن رأيه الحقيقي في الطعام¡ يتوجب عليه أن يمدح الطعام أمام الجرسون وأمام ضيوفه. لا يمكن للمرء أن يدفع ألفي ريال في وجبة نفرين ثم ينتقدها. هذا الانتقاد يرتد عليه. سيتهم بالسفاهة. كل من زار هذا المطعم سيضطر إلى أن يكيل المديح نفسه من باب الدفاع عن النفس. ويزيد الأمر سفاهة التحليل الذي تقدمه بعض الصحف في الغرب لبعض الوجبات وبعض المطاعم في الجرائد التي يتابعها رجال الأعمال. تضطر الشركات الكبرى إلى أخذ ضيوفها المهمين إليها. وهكذا تصبح هذه المطاعم رمزًا للثراء والجودة والكرم. تحقق هذه المطاعم أرباحًا هائلة لا ينافسها سوى المطاعم الشعبية. الأكل نفسه مع اختلاف في الاسم والإناء والمرقة التي ترش على اللحمة أو الرز. فالسمبوسة تصبح "شاتو بريان لافاغيه"¡ وبدل أن تلف في كيس الورق¡ تقدم في صحن معدني ذهبي مغطى بفوطة أنيقة إلى آخر التمايزات الشكلية التافهة.
تحقق المطاعم الفاخرة أرباحها من أسعارها الباهظة¡ بينما تحقق المطاعم الشعبية أرباحها الهائلة من تدافع الزبائن عليها لرخص وجباتها وبساطة الجلوس والأكل في أجوائها. إذا أردت أن تعرف هذه الحقيقة¡ فقم بزيارة مطعم فول من الساعة السادسة صباحًا إلى التاسعة مساء. بالكاد ستحصل على طاولة تجلس عليها. لا تكلف الوجبة أكثر من ستة ريالات¡ لكن عدد الزبائن أكثر مئتي شخص¡ وتكاليف المواد والإدارة متدنية. بادية فول وربع خبزة تميس وكوب شاهي وأحيانًا قارورة ماء¡ وعمالة متدنية المهارة. لا يوجد فيها ديكورات¡ ولا يوجد فيها أرضيات رخامية أو سجاد¡ ولا يوجد فيها طاولات فاخرة.. إلخ. ومن أهم ميزاتها أن الزبون يمسح البادية بربع خبزة تميس في عشر دقائق ويتسهل. فأجواء مطاعم الفول غير مهيأة للجلسات الطويلة. الطاولة الواحدة تستضيف عشرات الزبائن في اليوم الواحد.
أقول قولي هذا مستغربًا غياب السعوديين عن امتلاك هذه المطاعم. كل العاملين فيها غير سعوديين¡ ومن الواضح أن ملاكها أيضًا غير سعوديين. المطاعم الشعبية البسيطة أكثر ربحًا من أي نشاط تجاري آخر يعمل في تجارة التجزئة. لو عاد بي الزمان إلى أيام التطلعات لتركت الكتابة وفتحت مطعم فول¡ أو أن أجمع بين المهنتين وأكسب الحسنيين.
http://www.alriyadh.com/1770100]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]