المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هاشتاق إسقاط الولاية والمهر والنفقة



المراسل الإخباري
08-08-2019, 06:47
http://www.qatarat.com/
دعاة الباطل في كل زمان ومكان لا يَعدمَون من يُلبِّيهم إذا دعوا¡ ويجري وراء ما موّهوا به من زخرف القول¡ ومن هذا القبيل الهاشتاقات التي يقوم بإنشائها بعض أعداء الوطنº لإحداث البلبلة في المجتمع¡ ولتصوير المجتمع السعودي بصورةٍ سيئةٍ كهشتاقات إسقاط الولاية¡ والمهر والنفقة¡ واللائق بهذه الهاشتقات أن لا يُلتفتَ إليها..
لا يخفى على ذي بصيرةٍ أن لوسائل التواصل الاجتماعي جانبين مشرقاً ومُظلماً¡ فمن المشرق طيّها المسافات¡ واختصارها الطرق للتواصل مع القرابة والأصدقاء¡ وتسهيلها مهمة النصح والإرشاد ونشر المعرفة¡ ومن المظلم كونها فرصةً يستغلّها كلُّ من لا يستحقُّ أن يُصغى إليه لرفع عقيرته بأفكاره الهدامة¡ ومسرحاً لنشر الشرور وترويج المنكرات¡ وأسوأ ما فيها إمكانية أن يتقمّصَ فيها المفسد أيّةَ أرديةٍ يشاء¡ ويتوارى خلف أسماءٍ مستعارة¡ ومعرّفات مجهولةº ليبثَّ سمومه¡ ويُوضعَ خلال المجتمعات فساداً يبغيها الفتنة¡ ومهما كانت ضحالة آرائه التي طرحها¡ وخطورة الحِبَالة التي نصبها¡ فلن يَعدَمَ فئاتٍ من الناس يستهويهم¡ ويؤزهم السّفهُ إلى الإصغاء إليه¡ فدعاة الباطل في كل زمان ومكان لا يَعدمَون من يُلبِّيهم إذا دعوا¡ ويجري وراء ما موّهوا به من زخرف القول¡ ومن هذا القبيل الهاشتاقات التي يقوم بإنشائها بعض أعداء الوطنº لإحداث البلبلة في المجتمع¡ ولتصوير المجتمع السعودي بصورةٍ سيئةٍ كهشتاقات إسقاط الولاية¡ والمهر والنفقة¡ واللائق بهذه الهاشتقات أن لا يُلتفتَ إليهاº لأسبابٍ منها:
أولاً: أن ما تتضمنه من مطالباتٍ بإسقاط بعض الأحكام الشرعية المنصوصة في الكتاب والسنة والمجمع عليها¡ وفي ذلك محادَّةٌ لله جل وعلا¡ ومشاقَّةٌ لرسوله صلى الله عليه وسلم¡ ومعلومٌ أنه لا يحلُّ لأحدٍ كائناً من كان أن يُغيّرَ حكم الله تعالى¡ ولا يجوز لأحدٍ أن يُطالب بذلك¡ وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حين طلب الكفار منه أن يأتي بقرآنٍ غير القرآن¡ أو أن يُبدِّله: (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)¡ بل قال تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ)¡ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم¡ وهو من أتى بهذه الشريعة¡ لم يُعطه ربُّهُ الخيار في التقوُّل عليه¡ وتغيير أحكامه¡ وقد بلّغ الرسالة كاملة¡ وأدّى الأمانة¡ وأكمل الله على يديه دينه¡ وأتمَّ علينا نعمته ببعثته¡ ورضي لنا الإسلام ديناً.
ثانياً: أن الأحكام الشرعية¡ والثوابت الدينية أجلّ وأعظم من أن تُجعلَ محلَّ تراشقٍ وتجادلٍ واستخفافٍ¡ ومن يفعل ذلك فهو على خطرٍ كبيرٍ¡ وعلى شفا جُرُفٍ عظيم¡ فتلك الأحكام لها قداستها وحصانتها من أن تطالها الألسن بمثل ذلك¡ ولا مجال لجعلها محلَّ تنكيتٍ وتندُّرٍ¡ ومن علامات التقوى احترام شعائر الله وتعظيمها¡ قال الله تعالى: (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)¡ وهذه الثوابت الدينية هي من قِيَمِ مجتمعنا التي يعتزُّ بها¡ ويفتخر بتمسُّكه بها¡ وهي جزءٌ لا يتجزأ من منهجه في الحياة¡ لا يبغي بها بدلاً¡ ولا يُساومُ عليها.
ثالثاً: أن هذه الأباطيل التي تُروّجُ لها مثل هذه الهاشتاقات رعوناتٌ زائفةٌ يجب أن تُـمَاتَ بعدمِ التفاعل معها¡ ففي تجاهلها والإعراض عنها صفعةٌ قويةٌ للمتخفّي الذي يُحاولُ ترويجها¡ فإذا أُميت باطلُهُ أيقَنَ أنه مجرّد تيسٍ هبَّ إلى جبلٍ شاهقٍ ينطحه¡ وكانت عاقبة سعيه أن ينقلب على عقبيه خاسئاً وهو محسور¡ وبالمقابل ففي ترويج أباطيله¡ وتداولها إنجاحٌ لمحاولته¡ وتحقيقٌ لبعض مآربه¡ بحيث يستشعر أن بيده أداةَ تأثيرٍ يُؤبَهُ بها¡ وسيعيد الكَرَّةَ في مناسبةٍ قادمةٍº ليُحدثَ خُروقاً¡ ويَخْلِقَ أزماتٍ¡ ولا يخفى ما في مساعدته على ذلك من إشاعةٍ للمنكر¡ وتعاونٍ على الإثم والعدوان¡ فبسبب النشاط في هذه الهاشتاقات¡ واحتدام النقاش فيها¡ تكتسبُ الزَّخَمَ وتروج¡ وبالإعراض عنها تبور¡ وهل تستحقُّ إلا البَوَارَ والإهمال¿
رابعاً: أن منشئي مثل هذه الهاشتاقات من أعداء الدين والوطن¡ ومن مناوئي دولتنا المملكة العربية السعودية¡ والمتربصين بها¡ ويستهدفون من وراء هذا التطاول عليها وعلى مكانتها¡ والتحريش بين المجتمع¡ ومنذ قيام المملكة نالت مكانةً مرموقةً تتزايدُ وتتصاعدُ وتتنوَّعُ في جميع المجالات العلمية والدينية والاقتصادية والسياسية والإستراتيجية لم تزل تلك النعم غُصَّةً في حلوق فئاتٍ من الناس من أعداء الدين والإنسانية¡ وكثيرٌ من فرص التشفِّي مسدودةٌ أمامهم¡ قد جرَّبوها مراراً وتكراراً فلم يُفتحْ أمامهم بابٌ¡ ولا نجَحَ لهم سعيٌ¡ وآخرُ صيحةٍ تصدحُ بها حناجرهم مثل هذه الهاشتاقات التي يندسُّ فيها كلُّ خِبٍّ لئيمٍ من خصوم الوطن¡ فالواجب على المواطن أن لا ينساق لها¡ ولا يغترَّ بما تُروِّجُهُ¡ وأن يقفَ بالمرصاد لكلِّ عدوٍّ متطاولٍ على ثوابتِ دينِهِ¡ متربِّصٍ بوطنه¡ مستهدفٍ لقيادتِهِ الـمُفدَّاة¡ وأن يكون ذكياً فطناً في اكتشاف حيل الأعداء¡ وأن يتعاملَ معها بما يُناسبها من الحزم والعزم.




http://www.alriyadh.com/1770471]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]