المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جميلٌ أن تكون قدوة



المراسل الإخباري
08-10-2019, 06:03
http://www.qatarat.com/
مهما تحدثت وكتبت عن الصديق والزميل أبي طلال فلن أوفيه حقه¡ فقد سبقني الكثير من الكتاب ممن عرفوه جيداً¡ كما تم رثاؤه في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات وعبارات لا يحظى بها سوى القلة ممن أعطوا بإخلاص وتفانٍ..
«منّ الله على كاتب هذه المذكرات أن وفقه لتخصيص جزء من نشاطه ووقته لصور من مساهمات العمل التطوعي قبيل التقاعد وبعده¡ وما قصد من إظهاره هنا إلا بهدف نشر ثقافة التطوع قدر المستطاع¡ وترغيب أفراد الأسرة والمجتمع للاتجاه إليه وعدم إغفاله¡ وبكل الجهد المقدور¡ الفردي والجماعي أياً كان¡ وعدم انتظار المقابل النفعي من كل عمل¡ فالتطوع مدرسة لها قواعدها وتدريباتها¡ وهي جزء مساند ومتمم للعمل الخيري¡ المادي والمعنوي المبذول¡ وفي الذاكرة مركزان ثقافيان هما مركز حمد الجاسر الثقافي¡ والثاني هو مركز عبدالرحمن السديري الثقافي.» وأما الثالثة فهي الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر ويتولى رئاستها الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومنذ إنشائها.
بهذه المقدمة تحدث الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن التطوع والعمل الخيري في سيرته الذاتية «مشيناها..» فقد كان الدكتور - رحمه الله - حريصاً على حضور جميع الأنشطة¡ ولا يكتفي بالحضور¡ بل يسجل طلبه للمداخلة وينتظر دوره ليدلي بمداخلاته الجميلة والهادفة بكل تواضع وهدوء¡ كما يكتب المقالات التي لها علاقة بأنشطة وأعمال هذه المراكز ومنها ما كتبه عن الجمعية الخيرية لمرض ألزهايمر وأهدافها وخطورة هذا المرض في كل من جريدة الجزيرة والشرق الأوسط.
ولا يتسع المقال للحديث عن كل أنشطة ووظائف ومساهمات الفقيد لكنني أتحدث عما عايشته معه فقد سبقني عضواً في مجلس الشورى فحرصت حال تعييني عضواً في المجلس على قراءة ما كتبه الدكتور عبدالرحمن وعدد من زملائه عن المجلس وتجربتهم الشورية والدروس المستفادة¡ ومن باب الوفاء الذي عُرف به الفقيد وحرص عليه إبقاء أواصر المحبة والزمالة بعد مغادرة المجلس فقد كان له لقاء إسبوعي في منزله¡ كما كان من أول المشاركين في رحلة أصدقاء الشورى السنوية والتي بدأت قبل حوالي عشرين سنة¡ وهي رحلة جميلة وهادفة يخطط لها بعناية في فصل الشتاء ويستضيفهم فيها الزميل د. زياد السديري ويركز في الرحلة على المشي والتنزه في النهار وأحاديث السمر من شعر وقصص وخبرات¡ وهم متحلقين حول نار الشتاء في الليل¡ مع الحرص على تنويع الأماكن في كل عام لاكتشاف مناطق المملكة من جنوبها لشمالها ومن شرقها لغربها¡ ويتقاطر الزملاء أعضاء المجلس السابقين من مختلف مناطق المملكة لحضورها¡ ويكون التجمع والانطلاق من منزل المرحوم أبي طلال.
لقد كان أبو طلال شعلة من النشاط في حله وترحاله¡ وتوفرت فيه صفات كثيرة قلما تجتمع في شخص واحد¡ فقد كان أباً رحيماً يتضح مما كتبه في مذكراته عن ابنه طلال ومعاناته مع المرض حتى توفي - رحمه الله -¡ ليمتد عطفه على بناته وأحفاده وأسباطه واهتمامه بتعليمهم وتهيئة الظروف المناسبة لهم في العطل الصيفية ومنها مصاحبتهم إلى فرنسا حيث الأنشطة الثقافية والرياضية¡ لقد كان زوجاً مخلصاً وأخاً صادقاً ومواطناً يقتدى به¡ وكاتباً وقارئاً¡ عف اللسان واليد¡ ومن شأن هذا وأمثاله ترسيخ القيم في المجتمع وفي الأسرة بشكل خاص¡ فلا شيء كوجود شخصية يُقتدى بها¡ وقد كان أبو طلال قدوة لغيره منذ الصغر ذلك أنه تربى في بيت أسرة تميزت بوجود رجال ونساء توارثوا قيم الكرم والأمانة وتحدث عنهم الدكتور عبدالرحمن في كتابه سابق الذكر¡ ومن مدينة اشتهرت برجالها وحبهم للتعليم والترحال والتجارة¡ وإخلاصهم لمدينتهم «عنيزة» التي أصبحت مثالاً يحتذى في رعاية ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة¡ ومراكز التدريب غير الربحية¡ ودار الفنون وغيرها من الجمعيات الخيرية.
ومهما تحدثت وكتبت عن الصديق والزميل أبي طلال فلن أوفيه حقه¡ فقد سبقني الكثير من الكتاب ممن عرفوه جيداً¡ كما تم رثاؤه في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات وعبارات لا يحظى بها سوى القلة ممن أعطوا بإخلاص وتفانٍ¡ فهنيئاً له هذا الوداع¡ ولا يسعني إلا أن أختم مقالي بأبيات لشاعر وإمام زملائه من مجموعة الشورى السابقة الذكر¡ اللواء عبدالقادر كمال يرثي فيها الفقيد حيث قال:
ولقد خبرتك يا نبيل مُنزهاً
تأبى السقوطَ بحمأة النعرات
مترفعاً عن زلة وخطيئة
متنزهاً عن حوبة الشهوات
أنت الحليمُ إذا تصدى جاهلُ
تغضي حياءً عند كل هنات
ولقد عرفتك عالماً ومعلماً
ولقد شهدتك سيّد الندوات
رحم الله الدكتور عبدالرحمن فقد كان قدوة ونموذجاً يُحتذى في الإخلاص والاستقامة ودماثة الخلق.




http://www.alriyadh.com/1770826]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]