تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاستدامة 5-7



المراسل الإخباري
09-05-2019, 13:23
http://www.qatarat.com/ من المبادئ المستديمة المشار إليها من قبل العالم البيئي "ديفيد هولمجرين David Holmgren" في كتابه "الزراعة المعمرة.. مبادئ ومسارات تتجاوز الاستدامة Permaculture: Principles and Pathways Beyond Sustainability" المبدأ الذي يقول: "طَبِّقْ أو مارس عمليات تنظيم الذات وتقبل الملاحظات التي تردك Apply Self Regulation and Accept Feedback"¡ والمقصود هنا التأمل في الذات ومراقبة استجابتها وردود أفعالها على العالم معطياته وأفعال كائناته¡ تأمل الفرد بينه وبين ذاته في عملية واعية لردود أفعاله وبالذات الاستجابات العاطفية أو العقلية¡ أي المحاولة المستمرة الحثيثة لوعي الفرد بما يعتمل داخله وبالذات في لحظات الاحتدام للمواقف وإثارتها للمشاعر¡ حين يفقد العقل سيطرته على ردود الأفعال¡ عندها يكون الفرد في حالة لمس للأعماق السحيقة لذاته وفي اتصال بمشاعره في حالتها الفجة أو الخام¡ هنا يأتي دور التنظيم للذات¡ وهنا يأتي دور الإنصات لما تقوله الحياة للفرد¡ الإنصات للرسائل التي تبعثها لنا الحياة بأصوات من حولنا¡ إذ كل من حولنا ما هم إلا مزامير تعزف من خلالهم الحياة توجيهاتها لنا¡ تلك التوجيهات التي هي مسخرة لتعديل مساراتنا وتنقيح وتصفية نفسياتنا وما يصدر عنها من ردود أفعال¡ كل ما يقال لنا ومن أي لسان جاء سواء من شخص عظيم أم بالغ البساطة شخص نعتد برأيه أم لا نحفل به¡ كلهم أصوات الحياة أو صوت وعينا الذي يسعى للدوزنة وبالتالي للنمو¡ نعم نولد بآلات نفسية شأنها شأن الآلات الموسيقية¡ آلات عظيمة وتحمل من نفحة المُطْلَق لكننا نحتاج التدرب على العزف بها لكونها آلات ربما بالغة الحساسية وبالتالي تأخذ في التعقيد مع كل خطوة احتكاك بالعالم ومحاولاتنا لقراءة نوتاته الموسيقية الدائمة التبدل والمتفاوتة الصعوبة والإعجاز¡ وهذا التدرب - المطلوب و بإلحاح يتزايد - تقودنا في مسالكه الوعرة درجة نضج وعينا نتيجة للتجارب التي ستتلاحق مثل فيضان وتتلاحق معها ردود الأفعال أو استجابات من تضعهم الحياة في طريقنا¡ شخوص ربما لن نختار عبورهم لكن الحياة تنتقيهم لنا بإعجازها الذي يفوق كل مخيلاتنا وحبكاتنا التي قد نختارها لأنفسنا¡ شخوص مثل لقاحات أو فيروسات تعاريف تحفزنا لإنتاح أجسام مضادة لأنواع من الهشاشة تسكننا دون وعينا بكمونها¡ وبالتالي الخلوص للمناعة ضدها¡ بقبولنا لتلك الفيروسات المتمثلة في كل احتكاك بالحياة و بالآخر ومهما بدت قاسية وربما لا عادلة فإننا نخفز وعينا¡ هذا الوعي الذي هو المطلق فينا وتضببت رؤيتنا له بالولادة والخوض في الدنيا سعياً وراء التفاحة.
نعم كلما أمعنا في القبول كلما تدوزنت استجاباتنا وشفت دواخلنا وكشفت عن المطلق ساكننا.




http://www.alriyadh.com/1775015]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]