المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ضوء العدالة



المراسل الإخباري
09-14-2019, 06:17
http://www.qatarat.com/ انتصار الإرادة دائمًا يكون للخير¡ وليس للشر. ولا مهرب من ذلك الجمال سوى الركون إلى أرذل الأعمال وهي الشر والقبح. فكل الأعمال السيئة التي نسمع عنها ونراها ما هي إلا ظاهرة بوضوحها وحضورها المتوهج بالكبرياء¡ ذلك ما نسميه القبح.
فالقبح كثيره بيّن والشر قليله ظاهر¡ وجل أعماله مبطنة في النفوس وربما في بعض المجتمعات المنعزلة التي ترى في نفسها الأفضلية والأرقى دينيًا أو عرقيًا أو قوميًا..
فسلّم التطور الأخلاقي يرتقي تارة وتارات يتراجع بسبب حدوث تصدعات ثقافية أو أطماعº حيث ينتج من هذين المصطلحين الحروب والنزاعات. الاختلاف وارد في كل زمان وكل مكان¡ وليس لنا المصير أن نتفق على رأي واحد¡ وإنما نبادر في حل اختلافاتنا بالقواسم المشتركة¡ فهناك الكثير من الأشياء التي تجمعنا¡ وأولها الكوكب الذي نعيش فيه¡ والسماء التي نحن في ظلالها¡ وذلك الإنسان النابع من تربة الأرض¡ الذي يتصف بوحدة الدم¡ وجوهره الواحد¡ والعقل الذي يفكر بحكمة¡ فجل هذه الإشكالات¡ أو إن صحت العبارةº المفاهيم الرياضية والفلسفية المتعالية نحو الكمال الذي يصمد عندما نتسامح معًا على اختلافنا.
هذا هو الرقي الذي ينشده العالم المتحضر¡ ولا سبيل للوصول إلى هذا الترقي إلا الجد والعزيمة في إقامة الندوات والأمسيات في كل بقعة من بقع الأرض¡ وأن يكون مشتركًا من كل الفئات البشرية.
عندما قلت إن الشر قليله ظاهرº لأنه لا يكشف معدنه¡ وإنما يرتدي أقنعة مزيفة تارة بوجه الدين وأخرى بوجه القومية أو الوطنية¡ وربما بوجه الإنسانية أو العرقية. فهذه الوجوه لا تتشكل في كل زمان أو مكان¡ وإنما حسب ضعف الأنظمة والقوانين مع تدني الأخلاق وضعف الميزان الاجتماعي واتخاذ كل فرد هواه تاركًا الجماعة. فصاحب الشر بطبعه ينتهز الفرص كي يمتثل أمام الناس بجبروته وطغيانه¡ أما صاحب الخير فموقفه ثابت لا يتغير¡ ولا نرى علامات القبح¡ وإنما ندرك التفاؤل من خلال أفعاله لا أقواله وحسب.
فهذه الدنيا منقسمة في شنآنِها ولها اختلافاتها المعقدة منذ انبثاق أول مخلوقاتها الفطرية وهي الخليةº التي انقسمت على نفسها¡ لتكون الحياة أكثر ملاءمة بتكاثر الأنواع في اختلاف أشكالها وألوانها¡ ليأتي ذلك الإنسان عبر مخاضٍ من الأزمنة الغابرة ليحكم الأرض بجبروت عقله تاركًا الماضي خلفه¡ مستبطنًا الحقيقة التي تكمن في إقامة العدالة مع نفسه أولًا ومع أسرته ثانيًا وثالثًا مع مجتمعه ومع كل مخلوق يراه.




http://www.alriyadh.com/1776553]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]