المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللغة.. هوية الحضور



المراسل الإخباري
09-28-2019, 23:33
http://www.qatarat.com/ قلت ذات تغريد «اللغة الفاتنة.. بوابة القبول»¡ وهذه غواية اللغة التي نشأنا عليها نحن العرب «أدبًا»¡ حين اقتطعنا نصف مكتبتنا لها¡ وتخلّقت في رحمها التواريخ والمعارف.. وتباينت فيها الأحداث ما كبر بفتنتها¡ وما صغر بانصرافها عنه¡ وبالتالي شكّلت قوانينها وقواعدها وإملاؤها مرجعيّة تاريخيّة وقوميّة غاية في الأهمية¡ وهويّة لا مفرّ منها حين نحضر بها¡ ولا نكون إلا بقوالبها...
ومردّ هذه المقدمة التي قد تبدو بدهية عند جلّنا¡ ما ألاحظه ويلاحظه غيري من أخطاء لغوية في الكتابة لدى شرائح كثيرة ومتنوعة من المجتمع عبر مواقع التواصل أو حتى التداول الاجتماعي¡ والحقيقة أننا اليوم نكتب أكثر مما نقول¡ ونقرأ أكثر مما نسمع¡ وبالتالي علينا تطوير أو على الأقل الحفاظ على هويتنا اللغوية¡ واستدراك الفجوة الزمنية التي تركها تعليمنا العام حينما تخلّى عن «تدريس الإملاء» في مدارسنا¡ فنتج عنها هذا الجيل الذي تعددت معارفه واهتماماته بل تميزه وتفرده أحيانًا في علوم مختلفة¡ وسقط دائمًا في فخ المكتوب حينما حاول إبراز ما لديه¡ أو تقديمه لنا.
إن ما يكتب هو ما يقرأ أيًا كان¡ ليس على القارئ تأويل الخطأ اللغوي بحجة عدم أهميته في النظرية العلمية¡ أو الوصفة الطبية¡ أو الموعظة الاجتماعية¡ فاللغة ظلت دائمًا الغلاف النفسي للفكرة¡ فلا أحد سيثق بفكرة لا تحسن حضورها¡ ولا ثقة بعلم لا يدرك أدوات تقديمه¡ ولأحدنا أن يقول إن اللغة العربية لم تعد لغة علم وابتكار وتطوير¡ وبالتالي عليها أن تكون وعاء فقط..!
والحقيقة أنه أيًا كان نوع المنقول باللغة¡ فاللغة حينما نحضر بها علينا أن نمنحها حقّها بالحضور كهوية ومرجعية عامة¡ وفق قواعد ورّثها لنا الأجداد الأموات لنحيا بها هويّة تجمعنا بهم¡ وتحيلنا إليهم¡ كلما تباينت اللهجات وتعددت الدلالات وتفرّقنا شعوبًا لا يجمعنا إلا لسان لم يعد له إلا أن نحصّنه عن مواقع الزلل والحضور المرتبك...
فيا أساتذتي الأجلاء الذين تصدّرت أسماؤهم بالألف والدال¡ رفقًا بمن وثقوا بعلمكم¡ وعانقوا حضوركم¡ اكتبوا لهم لغة سليمة¡ تعينهم على ألا يفقدوا هويّتهم.. وإن صعب عليكم ذلك فعودوا إلى كتب الطفولة¡ لعلها تعيد إليكم الإيمان بهويّتكم.




http://www.alriyadh.com/1779220]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]