المراسل الإخباري
09-29-2019, 19:12
http://www.qatarat.com/ عاش ومات الدكتور غازي القصيبي ظاهرة يعز شبيهها. كان كاتبًا وشاعرًا ووزيرًا مميزًا وبارعًا في علاقاته¡ وكان في فوق ذلك مناضلاً من أجل السلام والإسلام. تصدى بوعيه وقلمه ومكانته لطغيان الفكر الأحادي. هذا ما جعل اسمه ما زال قيد التداول حتى بعد موته. لا نعرف أن اسمًا من الأسماء الكبيرة التي خدمت المملكة ثقافيًا في الماضي حظي بحجم التداول الذي حظي به اسم القصيبي. يمكن القول إن القصيبي الكاتب الوحيد الذي انتقل معنا إلى العصر الجديد رغم موته. ظاهرة تدرس.
عندما توفيت أم كلثوم صدم العرب. كانت ظاهرة في الغناء غير مسبوقة. لم تجمع الشعوب العربية على شيء كما أجمعوا عليها. حتى قيل في زمن دعاوى الوحدة العربية إن أم كلثوم أنجزت ما عجز عن إنجازه الزعماء العرب.
من سيملأ الفراغ الكبير الذي ستتركه وراءها¿ سؤال كبير ملأ الصحف والإذاعات والحوارات والنقاشات على وسائل الإعلام.
تذكرت سؤال أم كلثوم هذا عندما قرأت أكثر من مرة من يطرح السؤال نفسه عن الدكتور غازي القصيبي. من سيملأ الفراغ الذي تركه غازي القصيبي¿ سؤال يطلب منا البحث عن نسخة جديدة¡ وكأن الزمان وزارة أو شركة إذا مات مديرها بحثنا عن مدير في كفاءته يحل محله.
هذا السؤال - في ظني - يعبر عن روح الجمود في الثقافة العربية. يطرح على أساس أن الزمان يقوم على نظرية العود الأبدي. كل شيء فيه يتكرر كما هو. يمكن تتبع روح العود الأبدي في كل نواحي الحياة التي نعيشها. مقاومة نقل المسؤولية إلى الأجيال الجديدة مثالاً. كما أن الأب يريد أن يكون أبناؤها نسخة منه¡ هذا السؤال هو الممارسة الأوسع لعملية التناسخ. يمارس المجتمع الحجر والحبس نفساهما في ثقافة ووعي وذوق وتقاليد وطرق عيش لا تتغير.
ليس من الصعب أن ندرك أن غازي القصيبي وطلال مداح وطه حسين تخلقوا في ظروف وتربة لم تعد موجودة ولا يمكن إعادة حرثها. قضايا جيل القصيبي وذوق جيل طلال مداح واهتمامات مثقفي جيل طه حسين أصبحت منتهية الصلاحية. لكي نعيد خلق قصيبي جديد علينا أن نعيد خلق الصحوة ودعاتها والشعر الحر بنجومه نزار قباني وعبدالصبور وأمل دنقل¡ وأن نعيد الإعلام الضيق المقيد¡ وأن نلغي السوشال ميديا. أي ظاهرة لن تتكررº لأن الزمان لا يعود إلى الوراء¡ وليس لأنها قدرة يمكن تعويضها.
الخلود لله فقط¡ أما استخدام كلمة الفنان الخالد والمفكر الخالد والزعيم الخالد ليست سوى ترهات تنتجها لواعج الحنين لزمن ولى أو التعبير عن الفشل للتغني بأمجاد الماضي.
http://www.alriyadh.com/1779338]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
عندما توفيت أم كلثوم صدم العرب. كانت ظاهرة في الغناء غير مسبوقة. لم تجمع الشعوب العربية على شيء كما أجمعوا عليها. حتى قيل في زمن دعاوى الوحدة العربية إن أم كلثوم أنجزت ما عجز عن إنجازه الزعماء العرب.
من سيملأ الفراغ الكبير الذي ستتركه وراءها¿ سؤال كبير ملأ الصحف والإذاعات والحوارات والنقاشات على وسائل الإعلام.
تذكرت سؤال أم كلثوم هذا عندما قرأت أكثر من مرة من يطرح السؤال نفسه عن الدكتور غازي القصيبي. من سيملأ الفراغ الذي تركه غازي القصيبي¿ سؤال يطلب منا البحث عن نسخة جديدة¡ وكأن الزمان وزارة أو شركة إذا مات مديرها بحثنا عن مدير في كفاءته يحل محله.
هذا السؤال - في ظني - يعبر عن روح الجمود في الثقافة العربية. يطرح على أساس أن الزمان يقوم على نظرية العود الأبدي. كل شيء فيه يتكرر كما هو. يمكن تتبع روح العود الأبدي في كل نواحي الحياة التي نعيشها. مقاومة نقل المسؤولية إلى الأجيال الجديدة مثالاً. كما أن الأب يريد أن يكون أبناؤها نسخة منه¡ هذا السؤال هو الممارسة الأوسع لعملية التناسخ. يمارس المجتمع الحجر والحبس نفساهما في ثقافة ووعي وذوق وتقاليد وطرق عيش لا تتغير.
ليس من الصعب أن ندرك أن غازي القصيبي وطلال مداح وطه حسين تخلقوا في ظروف وتربة لم تعد موجودة ولا يمكن إعادة حرثها. قضايا جيل القصيبي وذوق جيل طلال مداح واهتمامات مثقفي جيل طه حسين أصبحت منتهية الصلاحية. لكي نعيد خلق قصيبي جديد علينا أن نعيد خلق الصحوة ودعاتها والشعر الحر بنجومه نزار قباني وعبدالصبور وأمل دنقل¡ وأن نعيد الإعلام الضيق المقيد¡ وأن نلغي السوشال ميديا. أي ظاهرة لن تتكررº لأن الزمان لا يعود إلى الوراء¡ وليس لأنها قدرة يمكن تعويضها.
الخلود لله فقط¡ أما استخدام كلمة الفنان الخالد والمفكر الخالد والزعيم الخالد ليست سوى ترهات تنتجها لواعج الحنين لزمن ولى أو التعبير عن الفشل للتغني بأمجاد الماضي.
http://www.alriyadh.com/1779338]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]