المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية الشباك المكسور



المراسل الإخباري
09-29-2019, 19:12
http://www.qatarat.com/ يتفق علماء الاجتماع ورجال الشرطة على أن نتيجة عدم إصلاح شباك مكسور في أي مبنى تؤدي حتماً إلى أن تكسر بقية الشبابيك الأخرى. ينطبق هذا الأمر على الأحياء الراقية والأحياء المهجورة. لا يأتي كسر النوافذ في حي ما نتيجة وجود مجموعات من الناشطين في كسر النوافذ بينما الأحياء الأخرى يقطنها مجموعة من محبي زجاج النوافذ¡ إنما يأتي لأن عدم إصلاح زجاج شباك واحد يؤدي إلى شعور باللامبالاة وعدم الاهتمام¡ كما أن كسر شبابيك إضافية لا يكلف شيئاً.
المقطع السابق مترجم من مقالة نشرت في مجلة (الأتلانتك) بعنوان (الشباك المكسور) لعالمي الاجتماع جيمز ويلسون وجورج كيلينج في وصف ما يعرف في علم الجريمة اليوم بنظرية الشباك المكسور. تصف النظرية أثر اختلال جزء من نظام ما على أجزائه الأخرى مؤدياً في نهاية الأمر إلى انتشار الجريمة والفوضى. فإن أدنى اختلال في النظام¡ مثل كسر زجاج نافذة مثلاً¡ قد يؤدي نتيجة للإهمال إلى مزيد من النوافذ المكسورة والأبواب المخلعة والأرصفة المحطمة. فكما ينتشر المرض في دائرة صغيرة فإنه إذا أهمل تتسع دائرته حتى يصبح وباءً.
نشرت هذه المقالة في بداية الثمانينات¡ ونالت اهتماماً خاصاً¡ فقامت إدارة نيويورك للنقل بالاستعانة بجورج كيلينج لتطبيق هذه النظرية على مدينة نيويورك التي كانت تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة.
كانت ترى إدارة النقل العام في نيويورك أن مشكلة النقل جزء من مشكلة المدينة¡ لكن كان لكيلينج رأي آخرº بناء على نظرية الشباك المكسور¡ فإن مشكلة أمن المدينة تبدأ من النقل العام¡ حيث أصبحت بؤرة تصدر الفوضى¡ فالحل الأمني للمدينة يبدأ من النقل العام وليس العكس. فقد رصدت إدارة النقل العام ميزانية بيليونية لتطوير النقل العام¡ وعينت إدارة النقل العام مديراً جديداً تبنى وجهة نظر كيلينج ووضعها حيز التطبيق.
فبينما كانت رؤية المديرية هي استبدال المنظومة الحالية التي توشك على الانهيار بمنظومة جديدة¡ كان رأي المدير الجديد أن الحل في مكان آخر. فقد كانت رؤيته أن حل المشكلة لا يكون باستبدال منظومة قديمة بأخرى جديدة¡ طالما أن المشكلات الجذرية لم تعالج بعد. كانت المشكلات الجذرية التي يراها هي الزجاج المكسور الذي لا يصلح¡ إنها عملية تفشي الفوضى من الداخل دون التصدي لها قبل أن تصبح وباء. كان رأيه أنه حالما يبدأ النظام الجديد بالعمل¡ سوف تبدأ عملية الفوضى بالنمو من الداخل حتى تنتشر شيئاً فشيئاً¡ فيعود النظام الجديد إلى التآكل من الداخل¡ فيذهب ما أنفق على الإصلاح الشامل هباءً. لذلك رأى أن يعالج المشكلات الداخلية للنظام القديم بحثاً عن بؤر الفوضى التي تبث العدوى في ما حولها. وبعد أن أقنع المديرية بمنهجيته لمعالجة المشكلة بدأ في علاج أولى بؤر الفوضى في نظام النقل العام.




http://www.alriyadh.com/1779340]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]