المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيئة الصحفيين بين المنتدى والجائزة



المراسل الإخباري
09-30-2019, 18:35
http://www.qatarat.com/
صناعة القوة الناعمة تحتاج جهوداً ضخمة في ظل عصر الإعلام الجديد والتحول الرقمي¡ كما تحتاج خطاباً مغايراً لما قبله¡ لذا كانت الأدوات - خاصة البشرية والتقنية - هي العنصر الحاسم في هذه المعركة المتجددة..
من الصعب تحديداً الكتابة عن هيئة الصحفيين السعوديين¡ هذا الكيان الذي تم إنشاؤه وتدشينه للمرة الأولى بالرياض¡ وشُكّل مجلس أعضاء إدارتها في دورتها الأولى العام 2005. ليكون كياناً جامعاً للصحفيين السعوديين¡ ومعبراً عنهم بشكل يليق بجلال المهنة وسمو الهدف ونبل الكلمة وصدق التوجه.. وربما تكمن الصعوبة في أنني تشرفت بأن أكون زميل مهنة قبل أن أكون عضواً بها لفترة طوال 12 عاماً من عمرها إبان رئاسة الأستاذ الكبير تركي السديري - رحمة الله عليه - لمجلس إدارة الهيئة¡ وأدرك جيداً كيف كانت البدايات¡ وكيف تأتي التطورات¡ ومن ثم التقييم الموضوعي للكيان ككل.
والآن أجد الهيئة تخطو بعد 14 عاماً من التأسيس¡ نحو ترسيخ نفسها مجدداً ككيان مهني راقٍ يخدم كل أبناء صاحبة الجلالة¡ ويضمهم في بوتقة واحدة رصيدها مزيد من الثقة الوطنية وإطارها المهنية والموضوعية.. ويقودها الآن رمز كبير من رموز الصحافة السعودية - إن لم يكن شيخها - وهو أستاذنا خالد المالك.
وأعتقد أن توجه الهيئة الآن بدأ في تغيير لغة الخطاب بما يتوازى مع عصرنة الإعلام¡ والسير على نسق الهم الاجتماعي العام¡ وهو أمر يستحق التقدير¡ ولعل من خطوات التطوير التي حدثت في الهيئة إطلاق منتدى الإعلام السعودي وجائزة الإعلامي السعودي¡ وهما خطوات رائدة تواكب المتغيرات الهائلة التي يشهدها وطننا في عصره الحديث مع الألفية الثالثة¡ بكل ما فيها من تحديات¡ تتطلب لغة إعلامية تعرف بمكتسباتنا الوطنية¡ وتتصدى للأجندة الهائلة من الاستهدافات الإقليمية والدولية التي تحاول النيل منا¡ وفي نفس الوقت تجعل مع المواطن حائطاً صلباً يحفظ هيبة هذا الوطن العملاق¡ وبأيدي أبنائه وحدهم وفقط.
ولهذا¡ كانت عبارة الأستاذ خالد المالك - معلمنا وأستاذنا رئيس مجلس إدارة الهيئة في المؤتمر الصحفي - عندما قال: إنه من الضروري بناء صورة ذهنية جديدة عن المملكة أمام المؤثرين في صناعة الإعلام العالمي¡ إشارة لا يجب إغفالها¡ ومقدمة لما هو آتٍ من خطوات بناءة أولاً لمزيد من الثقة بالنفس في أدواتنا الإعلامية¡ وثانيها لبذل الجهد¡ كل الجهد¡ في أن يكون إعلامنا بما يليق بوطننا الذي يستحق ما هو أكثر.. وربما كانت جائزة الإعلام السعودي فرصة تاريخية للتنافس وإثراء ساحة المهنة بالكثير من الأفكار وتشجيع الجميع على المنافسة الشريفة من أجل الوطن ثم المهنة.
فالمنتدى الذي ستنطلق فعالياته 27 نوفمبر المقبل¡ تحت شعار "صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات" بحضور أكثر من ألف إعلامي محلي وعربي ودولي¡ سيكون فرصة ذهبية لإثراء النقاش وتبادل الآراء والتجارب حول صناعة الإعلام¡ إضافة لتعزيز الحوار مع الآخر وفهم التجارب العالمية والإقليمية¡ والأهم أنه سيكون تظاهرة سنوية - إذا قدر لها أن تقام سنوياً - ترسخ اسم الرياض كعاصمة إعلامية للعالم العربي¡ وقيادية في الساحة السياسية والاقتصادية على مستوى العالم.
أدرك أن صناعة القوة الناعمة تحتاج جهوداً ضخمة في ظل عصر الإعلام الجديد والتحول الرقمي¡ كما تحتاج خطاباً مغايراً لما قبله¡ لذا كانت الأدوات - خاصة البشرية والتقنية - هي العنصر الحاسم في هذه المعركة المتجددة¡ لذا¡ كان إطلاق جائزة الإعلام السعودي في نسختها الأولى محوراً مهماً يخلق أجواء جديدة من المنافسة والثراء تنهي الركود¡ كما أن الإعلام الداخلي القوي هو الركيزة الأساسية لصورة قوية موضوعياً ومهنياً في الخارج¡ ولن يحدث هذا بغير امتلاك روح الإبداع المهني في الإعلام وإطلاقه إلى حدوده القصوى بشجاعة ورصانة¡ أو كما قال عضو مجلس إدارة الهيئة ورئيس منتدى وجائزة الإعلام السعودي الدكتور الصديق محمد فهد الحارثي: إن المتغيرات في صناعة الإعلام تفرض تحديات كثيرة¡ ولكنها في نفس الوقت تفتح فرصاً جديدة¡ معتبراً أن تجمع نحو ألف إعلامي في مكان واحد لمناقشة مستقبل الصناعة وتحدياتها سيكون له تأثير إيجابي على الإعلام محلياً وإقليمياً.. لأن الهدف - بتعبيره أيضاً - هو "تحفيز الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية لرفع التنافسية وتطوير المحتوى وذلك وفق معايير التنافسية والجودة والابتكار¡ مؤكداً أن المتغيرات المتسارعة على المستوى الإعلامي وتطبيقاته¡ تعزز من أهمية المحتوى وجودته".
أعتقد أن المنتدى والجائزة¡ هما نقطتا تحول إيجابي في مسيرة العمل الإعلامي بالمملكة¡ خاصة أن المشروع يجد اهتماماً من معالي وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة الرجل المسلح بالخبرة والكفاءة¡ وأثق أن هناك خطوات أخرى ستعزز من رصيد هذا الإعلام داخلياً وخارجياً¡ وهو ما نحتاج إليه كثيراً خاصة هذه الأيام والسنوات المقبلة¡ في ظل رؤية 2030 الاستراتيجية الدافعة لكل نهضة وتطور بقيادة مهندسها العملاق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله.




http://www.alriyadh.com/1779573]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]