المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخوين الآخرين بين الحقيقة والكذب



المراسل الإخباري
10-03-2019, 08:55
http://www.qatarat.com/
من مظاهر التخوين: أن يُعّينَ شخصٌ ما في مكانٍ ما¡ من قبل وليِّ الأمر بعد التحرِّي عنه¡ والتأكُّد من أنه صالحٌ للأمانة التي أُسندت له¡ فينبري في تويتر من يُخوِّن هذا الشخص الـمُعيّن على الملأ ضارباً بعرضِ الحائطِ ثقةَ من ولّاهُ المسؤولية¡ فهذا التخوين يشمل ضمناً الاستخفاف بأهليّةِ الجهة التي قامت بتزكيته¡ وهي الجهة الأمنية¡ والتي نجزمُ أنها على قدرٍ عالٍ من الوعي والكفاءة..
الخيانةُ خلقٌ ذميمٌ¡ ووصمةُ عارٍ شنيعةٍ¡ وليس إثباتها أو نفيها من مُهمّات آحاد الناس¡ فإنما شُرِعَ للناس اتخاذ السلطان وبيعته والانقياد لهº حسماً لمادة الاختلاف اللازم حين يتصدّى آحادُ الناس للحكم على الآخرين¡ وهذا مُنتهى الفوضى والانفلاتº لأن الناس مشتركون ومتنافسون في مصالح كثيرة جرت العادة بالمشاحّة فيها¡ وتعاطي الناس مع ذلك مُتباينٌ¡ فمن الناس من يُزاحمُ الأكفاءَ بكفاءةٍ¡ وينافسهم بجدارةٍ¡ ومنهم من يعجزُ عن هذا فيسلك مسالك ملتوية¡ وعليه فلا يخلو أيُّ مجال إداريٍّ أو تعليميٍّ من وجودِ تنافسٍ غيرِ شريف¡ وتنطوي الأنفس جرّاء ذلك على حزازاتٍ كمينةٍ¡ وعداواتٍ عميقةٍ¡ وإذا حصل ذلك فقليلٌ من يعصمه الله تعالى من إظهار ما في صدره¡ والتعدّي على غيره¡ وهذا التعدّي له صورٌ وأشكالٌ¡ يكسوها الممارسُ لها ثياباً تُلمِّعُها من قبيل (دعوى المصلحة الوطنية)¡ ومن تلك الصور:
أولاً: أن يأتي هذا الخصم شخصيّاً للمسؤول لِيَكِيلَ لخصمه التُّهم¡ ويُروِّجَ ضدّه ما يقتضي خيانته لأمانة الوظيفة التي ائتمن عليها.
ثانياً: أن يضعف عن المواجهةº إذ المبطلُ ضعيفُ النّفسِ¡ فيرسل للمسؤول رسالةً تتضمَّنُ تخوين خصمه مُتقمِّصاً دورَ الناصح.
ثالثاً: أن يخاطب المسؤول بتغريدةٍ عبر تويتر مباشرةً¡ أو أن يمنشنه بعد أن يكيل التهم لخصمه على رؤوس الأشهاد¡ وهذا منافٍ للمشروع في إنكار الأخطاء¡ وعلى هذا فيجب على المسؤول أن يُخْضِعَ كُلَّ ما يَرِدُهُ من شخصٍ تجاه شخصٍ آخر للإجراءات النظامية¡ ولا يفتح المجال على مصراعيه لمن أراد تشويهَ صورةِ غيرِهِ¡ فأيُّ شكوى جاءته طَالَبَ رافعَها بتدوين دعواه¡ ومن ثمّ التوقيع عليها¡ ومن تهرّبَ من تحريرِ ما جاءَ بهِ أُهملت دعواه¡ وكذا الـمُتخفِّي باستخدامِ رقمٍ أو مُعرِّفٍ مجهولٍº لكونها من قبيل الشكاوى الكيدية¡ وإن كان إثبات الذي نقله إليه مُتوقِّفاً على شهادته¡ وتبيّن للمسؤولِ أنه يُكنُّ له العداوة¡ فلا يُؤبَهُ بتلك الإفادةº لأن المنافسة مَظِنّةُ التقوّل على المنافس¡ وعدم إنصافه¡ وتتبُّعِ عثراته¡ ومن هذا المنطلق قرّر العلماء عدم اعتبار وقيعة القرين في قرينه في مباحثِ التعديلِ والتجريح مع أهميّتها الشديدةº لِتعلُّقها بما يُقبلُ أو يُردُّ من الأحاديث¡ لكن التنافس والمقارنة يسقطان اعتبارَ الجرحِ إذا ثبتت العداوة¡ وكذلك الحال بالنسبة للشهادة في الحقوق المتنازع فيها¡ فقد ذكر الفقهاء أن العداوة من موانع قبول الشهادة¡ فلا تُقبلُ شهادةُ العدوِّ على عدوِّهِ¡ ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تجوز شهادةُ خائنٍ ولا خائنةٍ¡ ولا ذي غِمْرٍ على أخيه»¡ أخرجه ابن ماجه وغيره¡ وحسنه الألباني¡ والغِمْرُ: الحقد والضغينة.
ومن مظاهر التخوين: أن يُعّينَ شخصٌ ما في مكانٍ ما¡ من قبل وليِّ الأمر بعد التحرِّي عنه¡ والتأكُّد من أنه صالحٌ للأمانة التي أُسندت له¡ فينبري في تويتر من يُخوِّن هذا الشخص الـمُعيّن على الملأ ضارباً بعرضِ الحائطِ ثقةَ من ولّاهُ المسؤولية¡ فهذا التخوين يشمل ضمناً الاستخفاف بأهليّةِ الجهة التي قامت بتزكيته¡ وهي الجهة الأمنية¡ والتي نجزمُ أنها على قدرٍ عالٍ من الوعي والكفاءة¡ ولديها المعيارُ الدقيقُ والعادلُ الذي يُمكِّنها بتوفيق الله تعالى من معرفةِ الصالحِ من غيرِهِ¡ وعليه يبقى هذا الـمُخوِّنُ أفّاكاً أثيماً¡ يُنازعُ الجهات المختصة في صميمِ اختصاصها¡ ويُشوِّشُ على سيرِ عملِها¡ ويُربكُ عامة الناس¡ ويفتحُ عليهم أبوابَ جدلٍ هم في غنىً عنها¡ هذا هو الواقع¡ وهو مآل تصرفات هؤلاء¡ ولا يُعفيهم عن التبعاتِ أنّ قصدهم مجرّدُ استهدافِ فلانٍ¡ لا القدح في قرار الجهة الأمنيةº لأن المفسدةَ مفسدةٌ بصرف النظر عن نيّةِ الـمُتسبِّبِ فيها.
وأخيراً: كيف يُسمحُ لمثل هذا أن يَلِغَ في أعراضِ الناس¡ ويتّهم ضِمْناً الجهات الأمنية بالتقصير¡ ناهيك أنه يرفعُ لواءَ التشهيرِ والابتزازِ من خلالِ وعيدِهِ لغيرِهِ بأن ينشر ملفاتٍ ووقائع لأناسٍ¡ وأين ¿ في تويتر¡ وكأنه يُوحي لأعداء الوطن الخارجيين بأن بلد المملكة العربية السعودية فاسدٌ داخلياً¡ وأن الفسادَ ينخرُ في مؤسساته¡ أليست هذه جرائم يُعاقبُ عليها النظام حتى وإن كان ما أدلَى به صحيحاً ¿ ألا يوجدُ طرقٌ نظاميةٌ يستطيع هو وغيرُهُ أن يوصلَ ما يُريدُ للجهة المختصة إن كان بالفعل يُريدُ المصلحة¿ أم هو الشخصنة وتصفية الحسابات الشخصية تحتَ غطاءِ الوطنية¿ هيهات ما أبعد الوطنية عن الخِفَّةِ والطيش! الوطنيةُ تعني التكاملية في الالتزام بأنظمة الوطن¡ والتي منها: نظام الجرائم المعلوماتية¡ وكُلُّنا أَمَلٌ بالجهات المختصة كما عهدناها أن تُحِقَّ الحقَّ وتُبطلَ الباطل¡ وأن تردعَ هؤلاء المتجاوزين¡ وتُوقفهم عند حدِّهم¡ فيبقى المواطن كما هو محفوظَ الكرامةِ في بلدِ الكرامة.




http://www.alriyadh.com/1780157]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]