مجهولون آثارهم كبيرة

[المراسل الإخباري]

http://www.qatarat.com/ في أوائل القرن الميلادي الماضي¡ كانت البضائع اليابانية ضعيفة الجودة¡ وكانت عبارة «صُنِع في اليابان» علامة رداءة¡ ولكن بعد الحرب العالمية الثانية نهضت اليابان – رغم هزيمتها الأليمة وتعرُّضها لقصفين نوويين على يد الولايات المتحدة – نهضة أدهشت الأميركان بل العالم¡ ولا يزال العلماء يناقشون أسباب وحوافز هذه النهضة العلمية¡ وبعد أن تطورت الصناعة والجودة اليابانية إلى درجات فريدة أقبل الأميركان يشترون منتجاتهم¡ وصار وضع اسم اليابان على سلعة علامة جودة لا يجاريها شيء¡ ولكنه طريق ثنائي¡ فاليابانيون أيضًا يعشقون المنتجات الأميركية كالمطاعم والترفيه والهواتف الذكية¡ وكثير لا يعرفون أن وجود المنتجات الأميركية في اليابان يسبق الحرب العالمية الثانية¡ وله قصة غريبة بطلها رئيس أميركي سابق¡ اسمه فيلمور.
هل مر عليك¿ لا يعرف كثيرون حتى الأميركان اسمه ميلارد فيلمور¡ رغم أنه هو الذي فتح هذا الباب. تتذكره كتب التاريخ كنائب رئيس نال الرئاسة لما توفي الرئيس زاكاري تيلور¡ ولم يكمل إلا سنتين¡ ولم يرغب أن يرشح نفسه لإعادة الانتخاب¡ فتلاشى ذكره¡ ولا يُعد إلا من عدة رؤساء قليلي الكفاءة¡ عجزوا عن وقف انجراف الأمة نحو الحرب الأهلية الشرسة¡ إلا أن له يدًا من تأثير غيرت التاريخ¡ فلقرون ظلت اليابان انطوائية¡ أغلقت أبوابها دون العالم¡ ولم ترغب في أي علاقات ولو تجارية¡ لكن فيلمور أصر أن يحاول فتح التجارة مع اليابان ولو بالقوة (الطريقة المفضلة)¡ فأرسل أربع سفن حربية قابلها اليابانيون برفض دخولها فهددوا بالقصف¡ وأذعن اليابانيونº لأنهم لم يملكوا قوة عسكرية لصد هذا العدوان¡ وأرسل فيلمور الهدايا للإمبراطور مع طلب الإذن بالتجارة¡ فوقع الاثنان معاهدة عام 1852م¡ وهذه من آثارها أن اليابان لاحظت تخلفها العسكري¡ فعزمت على نهضة علمية تقنية لتواكب الغرب¡ ونهضت بجبروتٍ هائل أدهش العالم كله¡ ومنهم الأميركان¡ لما سحقت اليابان جيوشًا¡ وقهرت أممًا في الحرب العالمية الثانية¡ ووصل حجم التجارة الأميركية مع اليابان إلى 600 مليار ريال عام 2019م¡ والاثنان شريكان تجاريان مهمان أحدهما للآخر¡ على ما في بداية هذه العلاقة من شحناء.




http://www.alriyadh.com/1782944]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]