المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روح المعرفة



المراسل الإخباري
10-26-2019, 16:16
http://www.qatarat.com/ على أنغام صوت الأمل يبتهج النهار لبزوغ يومٍ جديد¡ وللأمل حكايات كثيرة تبرمجها لنا المعرفة في إيجاد سلّم الإنسان التطوري في الحياة. فقد بدأ من اللا شيء إلى شيءٍ ذي أهمية¡ ويندرج ذلك في حياته الاجتماعية¡ وتطبعه في فهم الظواهر الكونية.
فهو ثنائي مع الطبيعةº إذ من غير المعقول الانفصال عن هذه الكينونة العجيبة¡ فيستحيل أن تفهم الطبيعة وجودهاº من دون الإنسان¡ فهذا المخلوق ما زال يتفوق على كل الإشكاليات الحياتية في إصراره وتحديه على اختراق محيطه والتجاوز على كل المسلّمات المادية.
فلو حُشرنا وفق النظم المادية فسنكون آلات بلا روح وبلا نفس¡ فهذه الثنائية الميتافيزيقية القريبة من أجسادنا لحد الشعور بها هي من تحرك الخلايا الفكرية الكامنة في عقولنا. وما الطبيعة إلا كتابٌ نقرأ فيه لنكتشف أنفسنا ومزايانا وقدراتنا الهائلة في كشف بواطن الأمور وجعلها في روضة حياتنا اليومية.
إنه عملٌ شاق أن نتجه إلى مزيد من الاكتشافات العلمية وللخروج من نظام الطبيعة¡ ولكن هناك أشياء كثيرة لا يمكن الخروج عنها¡ كمقاومة النوم وتحمل العطش والجوع .. وغيرها من أمور ذات طابع مطبوع في حياة الإنسان.
الحياة والموت ثنائية قُطبية عجيبة¡ خروج من العدم إلى الوجود¡ ويتكرر الشيء ذاته بمدار عكسي¡ وهكذا دواليك في منظومتنا العالمية. فهذا الوجود كان عدمًا وسيرجع إلى عدم¡ ويتجدد إلى الوجود¡ ولكننا لا نستطيع الإبحار في هذه العواصف الرامية¡ التي ربما تنثرنا إلى حالة من الجنون أو الانفلات من كل الروحانيات والإيمانيات¡ حتى تضحى ذواتنا في ذوبانٍ من اليأس والضجر¡ مما تتوقف عقولنا وتجري في فلكٍ ضيق.
الإنسان مجبول أن يقرأ الكثير بلا انقطاع¡ وأن يفهم سبر أغوار نفسه قبل الولوج في كوامن المادة¡ ولو فهم هذه المجريات لتمكن من فهم روح المادة وماهيتها لينطلق في جوهر الحياة وعوالمها الفلسفية. فالعقل الذي يتخطى الصيرورة بفعل الإدراكº يمكنه تجاوز المادة¡ وهذا ما يطلق عليه العقل الميتافيزيقي¡ الذي لا يكون عادة إلا مع العباقرة والأنبياء والفلاسفة¡ الذين تنبهوا لأشياء كثيرة وحدثت وما زال الزمن يعطينا من ذاته ويبحر بنا عبر سفينته الكونية.
هذا التحول الذي نعيشه ونحياه بين الغموض تارة والتناقض تارة أخرى¡ ما هو إلا إحداثيات¡ تكون صالحة في زمنٍ ما وآخر تختفي بحدوث نظرية جديدة. فكل زمن له منهج خاص حسب تطور أجياله في دراسة ظواهر الطبيعة التي تعطي لنا الأمل في التقدم المعرفي.




http://www.alriyadh.com/1784201]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]