المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثنائية والاستمرارية الزائفة



المراسل الإخباري
10-28-2019, 16:30
http://www.qatarat.com/ "إذا لم تكن جزءًا من الحل فأنت جزء من المشكلة".
كم مرت عليك مثل هذه المقولة¿ كثير. البعض يكررها بإعجاب وكأنها حِكم¡ وليست في الغالب إلا مغالطات منطقية لا يتطرق إليها الحق.
هذه المغالطة اسمها الثنائية الزائفةº أي أن يضع محاورك انقسامًا عبطيًا¡ فيلغي كل الاحتماليات ويزعم أنه لا يوجد إلا الاحتمال (أ) أو الاحتمال (ب)¡ ثم يختار منهما ما يروق له¡ وقد حاول كثيرون إقناعك بشيء ما باستخدام هذه المغالطة¡ كأن يقول لك: الحيوانات إما ثدييات وإما أسماك. يمكنك تفنيد هذه بسهولة بأن تذكر الطيور وتُزيل الثنائية الزائفة¡ لكن أحيانًا لا تكون المسألة بهذه السهولة¡ كأن يحتد النقاش ويقول أحدهم: إذا لم تكن مؤيدًا للرأسمالية أو انتقدتها فأنت شيوعي! وهذه شاعت لما احتدم الصراع الأيديولوجي بين الطرفين¡ فأي انتقاد للماركسية في الدول الشيوعية يعني أنك رأسمالي النزعة وعدو لهم¡ وفي أميركا العكس¡ وأُقيمت الاستجوابات على يد السيناتور جوزيف مكارثي للمشاهير والمفكرين بتهمة الشيوعية¡ وكأن الاتجاهات الفكرية الكثيرة تلاشت¡ وصار الفكر البشري مقصورًا على خيارين لا ثالث لهما! ويمكن الرد على هذه المغالطة بذكر احتماليات أخرى.
إذن هناك استمرارية بين الطرفين¡ ومن الخطأ غالبًا حصر الأمور في اثنين¡ غير أن هذه لها نقيض متطرف¡ وهي مغالطة الاستمرارية الزائفة¡ وفيها يزعم الشخص أن حصر الاحتماليات في 2 أو حتى 3 أو 4 لا يصحº لأن الاحتمالات من كثرتها تجعل من الخطأ أن تضع وصفًا أو تحديدًا¡ كأن يقول: لا يصح وصف الناس بالطول أو القصر¡ فهناك أطوال كثيرة¡ والطويل هناك أطول منه والقصير هناك أقصر منه. ورغم أن في هذه نوعًا من الصحة في بعض الحالات¡ إلا أنها في الغالب مغلوطة¡ ويمكن توضيح خطئها بالإشارة إلى أن تراكم الفروقات والخطوات الصغيرة يصنع فرقًا¡ فيقول: "لن أصلّع¡ لو سقطت شعرة لن تؤثر¡ ولا اثنتان¡ فمهما سقط لن يؤثر¡ فلا يصح حصر الوصف بين وجود الشعر وعدمهº لأن بينهما استمرارية واسعة". لكن التراكم يظهر بعد فترة¡ وإن كان الشخص مغمورًا في بطء العملية (كالشيخوخة أو تساقط الشعر) فعلى خط زمني أكبر تتضح الفروقات¡ ويسهل تقسيم الأشياء (العصر الجوراسي¡ أصلع.. إلخ)¡ وإلا لما كان للساعة الرملية أي قيمة!




http://www.alriyadh.com/1784550]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]