المراسل الإخباري
10-30-2019, 20:28
http://www.qatarat.com/
لعل من أهم إيجابيات هذا التراشق الإعلامي بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم الإحساس بأن هناك ضعفًا في المستوى التحصيلي للطلاب يتطلب مضاعفة الجهود من الجميع..
أثار إصدار هيئة تقويم التعليم تغريدات عن تدني مستوى التعليم في المملكة¡ الذي طالبت فيه بدعم جهود وزارة التعليم لإيجاد حلول طويلة المدى لرفع كفاءة الأداء في الميدان التربوي بعيدًا عن العمليات الجراحية التجميلية. أثارت هذه التغريدات وزارة التعليم¡ التي بادرت بإصدار بيان تفصيلي¡ مشيرة فيه إلى أن الوزارة تؤكد أن النتائج التي أعلنتها هيئة تقويم التعليم والتدريب ليست جديدة عليها¡ وقد تنبهت إلى ضعف نتائج المملكة في مشاركاتها في الاختبارات الدولية عام 2015º مؤكدة أن جميع هذه الأرقام تتحمّل مسؤوليتها المؤسسة التعليمية والقائمون عليها وقت إجراء تلك الاختباراتº نتيجة لضعف التركيز المؤسسي لمعالجة جوانب الخلل. وعادت وزارة التعليم لتؤكد أن لديها مشروعًا إصلاحيًا بدأ منذ عشرة أشهر¡ يعتمد على تطوير المناهج الدراسية بما يحقق مواءمتها مع مهارات القرن الواحد والعشرين وتعزيز محتواها الوطني¡ وتطوير الأدلة التنظيمية والإجرائية للمدارس¡ ورفع مستوى القراءة والكتابة¡ والاهتمام بتدريب المعلمين في الداخل والخارج. ثم يعود البيان ليؤكد أن الوزارة هي المسؤولة عن رسم سياسات التعليم وتوجهاته¡ أما الهيئات والمؤسسات التي تعمل على الاختبارات الدولية¡ فينتهي دورها عند تقديم تقارير النتائج ومناقشتها مع الجهات المستفيدة أو الرقابية¡ ولا تقدم أي توصيات أو تدخلات خارج مهماتها¡ أو تنشر تغريدات من شأنها إثارة الرأي العام والبلبلة¡ أو تستنقص من مكانة المعلم ورسالته الخالدة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد¡ فبعد نشر تغريدات هيئة تقويم التعليم وبيان وزارة التعليم¡ توالت التغريدات من المهتمين بشؤون التعليم وخاصة المعلمين¡ مؤكدين أن وزارة التعليم تسير في الاتجاه الصحيح¡ خاصة مع سعيها إلى إعادة هيبة المعلم ورفع معنوياته. كما شخصت هذه التغريدات أسباب ضعف النواتج التعليمية¡ مشيرة إلى أنها تعود إلى هضم حقوق المعلمين¡ وتضخم الطلاب في الفصل الواحد¡ والبيئة المدرسية¡ ومحتوى المناهج¡ والتعاميم المتناقضة¡ وإشغال المعلم ببرامج لا منفعة منها¡ مدافعين عن المعلم وأنه أصبح الحلقة الأضعف للنقد¡ مع أنه الأدرى بالميدان والبيئة التعليمية¡ فدائمًا ما يتهم بأنه السبب في تدني مستوى التعليم والتحصيل العلمي.
وبعيدًا عن هذه المناكفات بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم وكل يلقي اللوم على الآخر¡ فينبغي الاعتراف بأن التحصيل الدراسي لدى طلابنا ما زال يعاني مشكلات حقيقية¡ لعل أهمها يعود فعلاً إلى إشغال المعلم بتعاميم ونماذج متعددة¡ تبعده عن وظيفته الحقيقية في مجال الاهتمام بالطالب داخل الفصل¡ كما أن طريقة التدريس ما زالت تعاني الجوانب التنظيرية¡ وتفتقد الجوانب التطبيقية التي تتفاعل مع الواقع الحياتي¡ وأنه فعلاً نتاج بيئته¡ ما يجعل تأثير المدرسة في الطالب محدودًا جدًا. والمنهج الدراسي وإن تطور نوعًا ما خلال السنوات الماضية¡ لكن ما زال الحفظ والتلقين مسيطرًا على طريقة الأداء التقليدية بين الطالب والمعلم وحتى الأسرة مع الأسف.
ولا يمكن أن يكون إلغاء التقويم المستمر لطلاب المرحلة الابتدائية سببًا في تحسن المستوى¡ فالتقويم المستمر لم يكن يومًا سببًا رئيسًا في تدني المستوى التحصيلي للطالب¡ بل قد يكون واحدًا من أسباب كثيرة¡ وإن كنت أتمنى أن تكون وزارة التعليم قد تنبهت في قرارها لإعادة التقويم المستمر إلى أن يبدأ من الصفوف العليا للمرحلة الابتدائية - بمعنى أن يبدأ من الصف الرابع وليس الثالث - خاصة مع سياسة الدمج التي توسعت فيها وزارة التعليم هذا العام¡ وضم الطلاب إلى الطالبات في الصفوف الأولية.
ونقطة أخرى مهمة هي التركيز على قيام المعلم بوظيفته الأساسية في التعليم¡ وليس إجباره على التدريب أثناء اليوم الدراسي¡ ما يعني تخلفه عن حصصه الدراسية.
وأخيرًا¡ لعل من أهم إيجابيات هذا التراشق الإعلامي بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم هو الإحساس بأن هناك ضعفًا في المستوى التحصيلي للطلاب¡ يتطلب مضاعفة الجهود من الجميع¡ ولعلها المرة الأولى أن يظهر مثل هذا الاعتراف علنًا وفي وسائل الإعلام¡ لكن كان من المفترض ألا تحاول كل جهة إلقاء اللوم على الأخرى¡ فكلتاهما جهتان حكوميتان تعليميتان¡ وهما مسؤولتان عن تطوير التعليم والانتقال به إلى المستقبل الذي تنشده قيادتناº ليكون متوائمًا مع رؤية المملكة 2030¡ أما التراشق الإعلامي فلن يقدم أو يؤخر شيئًا¡ فكان من المفترض في المسؤولين في هيئة تقويم التعليم ألا ينتصروا لاختباراتهم الوطنية¡ فهذه مسؤوليتهم أولاً وأخيرًا¡ وإذا تبين قصور فمن المفترض معالجته بحكمة وخطط طويلة الأجل¡ لا أن تبادر بكيل الاتهامات إلى وزارة التعليم¡ كما كنت أتمنى من وزرة التعليم أن تترفع عن إصدار بيان تفصيلي¡ وكأنه عبارة عن تشفٍّ شخصي¡ فكل مسؤول أوكلت إليه مهمة وطنية من القيادة فهو مسؤول عن القيام بها بما يتوافق مع سياسات وخطط الدولة¡ وإن حصل قصور فتنبغي معالجته بعيدًا عن وسائل الإعلام الذي لن يحقق تحسين المستوى التعليمي الذي ننشده جميعًا.
http://www.alriyadh.com/1784926]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
لعل من أهم إيجابيات هذا التراشق الإعلامي بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم الإحساس بأن هناك ضعفًا في المستوى التحصيلي للطلاب يتطلب مضاعفة الجهود من الجميع..
أثار إصدار هيئة تقويم التعليم تغريدات عن تدني مستوى التعليم في المملكة¡ الذي طالبت فيه بدعم جهود وزارة التعليم لإيجاد حلول طويلة المدى لرفع كفاءة الأداء في الميدان التربوي بعيدًا عن العمليات الجراحية التجميلية. أثارت هذه التغريدات وزارة التعليم¡ التي بادرت بإصدار بيان تفصيلي¡ مشيرة فيه إلى أن الوزارة تؤكد أن النتائج التي أعلنتها هيئة تقويم التعليم والتدريب ليست جديدة عليها¡ وقد تنبهت إلى ضعف نتائج المملكة في مشاركاتها في الاختبارات الدولية عام 2015º مؤكدة أن جميع هذه الأرقام تتحمّل مسؤوليتها المؤسسة التعليمية والقائمون عليها وقت إجراء تلك الاختباراتº نتيجة لضعف التركيز المؤسسي لمعالجة جوانب الخلل. وعادت وزارة التعليم لتؤكد أن لديها مشروعًا إصلاحيًا بدأ منذ عشرة أشهر¡ يعتمد على تطوير المناهج الدراسية بما يحقق مواءمتها مع مهارات القرن الواحد والعشرين وتعزيز محتواها الوطني¡ وتطوير الأدلة التنظيمية والإجرائية للمدارس¡ ورفع مستوى القراءة والكتابة¡ والاهتمام بتدريب المعلمين في الداخل والخارج. ثم يعود البيان ليؤكد أن الوزارة هي المسؤولة عن رسم سياسات التعليم وتوجهاته¡ أما الهيئات والمؤسسات التي تعمل على الاختبارات الدولية¡ فينتهي دورها عند تقديم تقارير النتائج ومناقشتها مع الجهات المستفيدة أو الرقابية¡ ولا تقدم أي توصيات أو تدخلات خارج مهماتها¡ أو تنشر تغريدات من شأنها إثارة الرأي العام والبلبلة¡ أو تستنقص من مكانة المعلم ورسالته الخالدة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد¡ فبعد نشر تغريدات هيئة تقويم التعليم وبيان وزارة التعليم¡ توالت التغريدات من المهتمين بشؤون التعليم وخاصة المعلمين¡ مؤكدين أن وزارة التعليم تسير في الاتجاه الصحيح¡ خاصة مع سعيها إلى إعادة هيبة المعلم ورفع معنوياته. كما شخصت هذه التغريدات أسباب ضعف النواتج التعليمية¡ مشيرة إلى أنها تعود إلى هضم حقوق المعلمين¡ وتضخم الطلاب في الفصل الواحد¡ والبيئة المدرسية¡ ومحتوى المناهج¡ والتعاميم المتناقضة¡ وإشغال المعلم ببرامج لا منفعة منها¡ مدافعين عن المعلم وأنه أصبح الحلقة الأضعف للنقد¡ مع أنه الأدرى بالميدان والبيئة التعليمية¡ فدائمًا ما يتهم بأنه السبب في تدني مستوى التعليم والتحصيل العلمي.
وبعيدًا عن هذه المناكفات بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم وكل يلقي اللوم على الآخر¡ فينبغي الاعتراف بأن التحصيل الدراسي لدى طلابنا ما زال يعاني مشكلات حقيقية¡ لعل أهمها يعود فعلاً إلى إشغال المعلم بتعاميم ونماذج متعددة¡ تبعده عن وظيفته الحقيقية في مجال الاهتمام بالطالب داخل الفصل¡ كما أن طريقة التدريس ما زالت تعاني الجوانب التنظيرية¡ وتفتقد الجوانب التطبيقية التي تتفاعل مع الواقع الحياتي¡ وأنه فعلاً نتاج بيئته¡ ما يجعل تأثير المدرسة في الطالب محدودًا جدًا. والمنهج الدراسي وإن تطور نوعًا ما خلال السنوات الماضية¡ لكن ما زال الحفظ والتلقين مسيطرًا على طريقة الأداء التقليدية بين الطالب والمعلم وحتى الأسرة مع الأسف.
ولا يمكن أن يكون إلغاء التقويم المستمر لطلاب المرحلة الابتدائية سببًا في تحسن المستوى¡ فالتقويم المستمر لم يكن يومًا سببًا رئيسًا في تدني المستوى التحصيلي للطالب¡ بل قد يكون واحدًا من أسباب كثيرة¡ وإن كنت أتمنى أن تكون وزارة التعليم قد تنبهت في قرارها لإعادة التقويم المستمر إلى أن يبدأ من الصفوف العليا للمرحلة الابتدائية - بمعنى أن يبدأ من الصف الرابع وليس الثالث - خاصة مع سياسة الدمج التي توسعت فيها وزارة التعليم هذا العام¡ وضم الطلاب إلى الطالبات في الصفوف الأولية.
ونقطة أخرى مهمة هي التركيز على قيام المعلم بوظيفته الأساسية في التعليم¡ وليس إجباره على التدريب أثناء اليوم الدراسي¡ ما يعني تخلفه عن حصصه الدراسية.
وأخيرًا¡ لعل من أهم إيجابيات هذا التراشق الإعلامي بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم هو الإحساس بأن هناك ضعفًا في المستوى التحصيلي للطلاب¡ يتطلب مضاعفة الجهود من الجميع¡ ولعلها المرة الأولى أن يظهر مثل هذا الاعتراف علنًا وفي وسائل الإعلام¡ لكن كان من المفترض ألا تحاول كل جهة إلقاء اللوم على الأخرى¡ فكلتاهما جهتان حكوميتان تعليميتان¡ وهما مسؤولتان عن تطوير التعليم والانتقال به إلى المستقبل الذي تنشده قيادتناº ليكون متوائمًا مع رؤية المملكة 2030¡ أما التراشق الإعلامي فلن يقدم أو يؤخر شيئًا¡ فكان من المفترض في المسؤولين في هيئة تقويم التعليم ألا ينتصروا لاختباراتهم الوطنية¡ فهذه مسؤوليتهم أولاً وأخيرًا¡ وإذا تبين قصور فمن المفترض معالجته بحكمة وخطط طويلة الأجل¡ لا أن تبادر بكيل الاتهامات إلى وزارة التعليم¡ كما كنت أتمنى من وزرة التعليم أن تترفع عن إصدار بيان تفصيلي¡ وكأنه عبارة عن تشفٍّ شخصي¡ فكل مسؤول أوكلت إليه مهمة وطنية من القيادة فهو مسؤول عن القيام بها بما يتوافق مع سياسات وخطط الدولة¡ وإن حصل قصور فتنبغي معالجته بعيدًا عن وسائل الإعلام الذي لن يحقق تحسين المستوى التعليمي الذي ننشده جميعًا.
http://www.alriyadh.com/1784926]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]