المراسل الإخباري
12-01-2019, 01:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هذه الأيام تبدو السماء أصفى مما كانت عليه قبلُ¡ فبعد أجواءٍ تعاقبت عليها الأمطار¡ والغيوم¡ والرياح¡ والأغبرة¡ توارى ذلك الغبش¡ وانقشع بعض القتام¡ واهتدينا إلى زرقة سماءٍ صافية¡ يزينّها منظر الجبال في وسط النهار¡ ولمعان النجوم في وسط الليل. لون أزرق¡ وصفاء أبيض يذكّرني بقول البحتري:
وأزْرَقُ الفَجْرِ**يَأتي**قَبلَ أبيَضِه / وَأوّلُ الغَيثِ قطرٌّ¡ ثمّ يَنسَكِبُ
أما الوقت الذي يعقب غروب الشمس¡ ويسطع فيه الهلال¡ فلا تحدثني عن جمال روعته التي تسحر الأبصار¡ وتلفت الأنظار.
كنتُ بالأمس متجها إلى الجامعة مع حلول المساء فألقيتُ نظرة نحو الأفق الجميل بكل صفائه ونقائه¡ بدا لي الهلال نحيلاً كأنه قد اغتسل¡ وعاد جديداً¡ عادت بي الذاكرة إلى بيت شعري ضمن قصيدة قديمة كتبتها:
أنتَ الهلالُ لناظريَّ إذا بدا / فكلاكما متفرَد بسمائه
اجتمع في ذلك الأفق كل لون جميل¡ كنت أجد إحساساً بالفخامة¡ وشعوراً بالانتشاء والطرب¡ وأنا أقلّب النظر حوله¡ وأدركتُ أن الشعراء الذين وصفوا البدر كثيراً كانوا مقصرين في وصف الهلال النحيل¡ لكنني تذكرت بعض الأبيات الفخمة التي قد تسد هذا النقص كقول ابن المعتز في بيته الشهير:
انظُر إليه كزورقٍ من فضةٍ / قد أثقلته حمولة من عنبرِ
حتى اهتديتُ بفعل هذا الجمال إلى كتاب قيّم لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764هـ) حُقق قبل سنوات ليست بالطويلة¡ حققه (محمد عايش) ويقع في (240) صفحة¡ حمل عنوان (رشف الزلال في وصف الهلال) وهو من الكتب التي قلّ نظيرها في هذا المجال¡ حيث فصّل فيه الصفدي الحديث عن الهلال من النواحي اللغوية¡ والتفسيرية¡ والفقهية¡ والفلكية¡ والأدبية¡ كما حوى هذا الكتاب كمّاً هائلا من الأوصاف الجميلة للهلال التي جعلتني أعيش أجمل تفاصيل الوصف¡ وأستعذب ذلك المنظر الذي دلني إلى هذا الكتاب.
كما قادني الهلال بجماله إلى كتاب آخر لجلال الدين السيوطي (ت911هـ) صاحب المصنفات الكثيرة¡ حيث وجدتُ له كتاباً يحمل عنوان (رصف اللآل في وصف الهلال) وقد حوى هذا الكتاب أوصافاً جميلة عن الهلال¡ بدت واضحة من عنوانه¡ وإن كان الصفدي أسبق¡ وأقدم في هذا الباب¡ لكنهما معاً أشبعا رغبةً كامنة في النفس حول أوصاف الهلال¡ وحركا في دواخلي مشاعر الجمال تجاه هذا الهلال¡ وكانا أكثر إنصافاً من الذين لم يعطوا الهلال حقه من الوصف والرصف. ولو كنتُ رسّاماً لاستعرتُ لوحة الهولندي (فان غوخ) التي سماها (ليلة مرصعة بالنجوم) ورسمت ذاك الهلال الجميل¡ وسميت لوحتي (ليلة مرصّعة بالهلال).
http://www.alriyadh.com/1790515]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وأزْرَقُ الفَجْرِ**يَأتي**قَبلَ أبيَضِه / وَأوّلُ الغَيثِ قطرٌّ¡ ثمّ يَنسَكِبُ
أما الوقت الذي يعقب غروب الشمس¡ ويسطع فيه الهلال¡ فلا تحدثني عن جمال روعته التي تسحر الأبصار¡ وتلفت الأنظار.
كنتُ بالأمس متجها إلى الجامعة مع حلول المساء فألقيتُ نظرة نحو الأفق الجميل بكل صفائه ونقائه¡ بدا لي الهلال نحيلاً كأنه قد اغتسل¡ وعاد جديداً¡ عادت بي الذاكرة إلى بيت شعري ضمن قصيدة قديمة كتبتها:
أنتَ الهلالُ لناظريَّ إذا بدا / فكلاكما متفرَد بسمائه
اجتمع في ذلك الأفق كل لون جميل¡ كنت أجد إحساساً بالفخامة¡ وشعوراً بالانتشاء والطرب¡ وأنا أقلّب النظر حوله¡ وأدركتُ أن الشعراء الذين وصفوا البدر كثيراً كانوا مقصرين في وصف الهلال النحيل¡ لكنني تذكرت بعض الأبيات الفخمة التي قد تسد هذا النقص كقول ابن المعتز في بيته الشهير:
انظُر إليه كزورقٍ من فضةٍ / قد أثقلته حمولة من عنبرِ
حتى اهتديتُ بفعل هذا الجمال إلى كتاب قيّم لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764هـ) حُقق قبل سنوات ليست بالطويلة¡ حققه (محمد عايش) ويقع في (240) صفحة¡ حمل عنوان (رشف الزلال في وصف الهلال) وهو من الكتب التي قلّ نظيرها في هذا المجال¡ حيث فصّل فيه الصفدي الحديث عن الهلال من النواحي اللغوية¡ والتفسيرية¡ والفقهية¡ والفلكية¡ والأدبية¡ كما حوى هذا الكتاب كمّاً هائلا من الأوصاف الجميلة للهلال التي جعلتني أعيش أجمل تفاصيل الوصف¡ وأستعذب ذلك المنظر الذي دلني إلى هذا الكتاب.
كما قادني الهلال بجماله إلى كتاب آخر لجلال الدين السيوطي (ت911هـ) صاحب المصنفات الكثيرة¡ حيث وجدتُ له كتاباً يحمل عنوان (رصف اللآل في وصف الهلال) وقد حوى هذا الكتاب أوصافاً جميلة عن الهلال¡ بدت واضحة من عنوانه¡ وإن كان الصفدي أسبق¡ وأقدم في هذا الباب¡ لكنهما معاً أشبعا رغبةً كامنة في النفس حول أوصاف الهلال¡ وحركا في دواخلي مشاعر الجمال تجاه هذا الهلال¡ وكانا أكثر إنصافاً من الذين لم يعطوا الهلال حقه من الوصف والرصف. ولو كنتُ رسّاماً لاستعرتُ لوحة الهولندي (فان غوخ) التي سماها (ليلة مرصعة بالنجوم) ورسمت ذاك الهلال الجميل¡ وسميت لوحتي (ليلة مرصّعة بالهلال).
http://www.alriyadh.com/1790515]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]