تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يدعي النزاهة أصحاب الإبادة.. تفضحهم أحداث التاريخ



المراسل الإخباري
01-01-2020, 21:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن مكانة المملكة الإقليمية والدولية في تصاعد مستمر¡ فلن يزيدها ثناء صديق ولن ينتقص منها تشكيك عدوº لأنها تنظر للمستقبل وتتطلع للصفوف الأولى¡ فهي تبحث عن التميز¡ في الوقت الذي تبحث فيه بعض الدول الإقليمية عن أدوات لعرقلة مسيرة المملكة¡ وعن وسائل لتشويه صورتها..
بحث أعداء المملكة خلال تاريخها المديد عن أي خطأ سياسي أو أمني أو عسكري لاستهدافها¡ والعمل على عزلتها عن محيطها الإقليمي¡ وإبعادها عن المجتمع الدولي¡ ففشلت محاولاتهم وخابت مساعيهم وغابت شمس الكثير من أعدائها حتى لم يعد الواقع يشهد لهم بإنجاز أو يشفع لهم التاريخ بأي سيرة حسنة. سعى أعداء المملكة خلال تاريخها العريق لتشويه صورتها الزاهية وتزييف واقعها الجميل أمام الرأي العام الإقليمي والدولي¡ فخابت مساعيهم الهدامة وانكشفت أكاذيبهم التخريبية وبقيت المملكة زاهية في صورتها وشامخة في نقائها. عمل أعداء المملكة خلال تاريخها المشرف - عربياً وإسلامياً - على استهداف قادة وملوك المملكة ومحاولة تشويه صورتهم الكريمة باصطناع القصص الوهمية وخلق الأكاذيب الباطلة وتزييف الحقائق القائمة¡ فانقلبت أعمالهم العدائية وبالاً عليهم¡ فإنجازات قادة وملوك المملكة تصادق على أقوالهم الكريمة¡ ومكانة المملكة المرموقة في المجتمع الدولي تُدلل على سياساتهم الحكيمة¡ ووقوفهم ودفاعهم عن الحقوق المشروعة للأمتين العربية والإسلامية تشهد على شهامتهم وشجاعتهم وفروسيتهم الأصيلة.
وأمام هذا الفشل الذريع وتلك الخيبات المتكررة التي قام بها أعداء المملكة في محاولاتهم لتشويه صورتها الزاهية وسعيهم لاستهدف مكانة ملوكها وقادتها في المجتمع الدولي¡ وأمام غياب الأسباب السياسية لعزل المملكة دولياً¡ وأمام صلابة جبهتها الداخلية ووحدتها الشعبية¡ وأمام قدراتها الأمنية وقوتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية والجماعات المُتطرفةº لجؤوا من خلال محاولاتهم المستمرة لاستهداف المملكة ومكانتها الدولية إلى وسيلة أخرى وهي التشكيك باستقلالية السلطة القضائية لتشويه صورة المملكة لدى الرأي العام الدولي¡ والعمل على استقطاب تعاطف المنظمات الحقوقية الدولية لتوجيه انتقادات حقوقية للمملكة. فبحثوا عن مسألة قضائية يمكن أن يوظفوها لتنفيذ مخططاتهم الهدامة¡ فلم يجدوا إلا قضية جنائية¡ ما زالت منظورة أمام المحاكم القائمة بقضاتها المستقلين بقراراتهم¡ وهي قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
هذه السلوكيات الخبيثة والمستمرة تجاه تشويه صورة المملكة واستهداف مكانة قادتها وملوكها تواصلت وتجددت بعد صدور بيان النائب العام بشأن قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي في 23 ديسمبر 2019م. فمباشرة بعد صدور بيان النائب العام بدأ أعداء المملكة والساعين للنيل من مكانتها الدولية بالتشكيك باستقلالية السلطة القضائية¡ وموجهين الاتهامات العشوائية مدعين بأن ما تضمنه بيان النائب العام من تحقيقات وإجراءات لا يعبر عن محاكمة نزيهة وشفافة. وإذا كانت مواقف بعض أعداء المملكة جاءت محدودة¡ إلا أن موقف كبار المسؤولين في تركيا تجاه بيان النائب العام يعتبر استثناءً في عدائها للمملكة. فقد قال متحدث وزارة الخارجية التركية¡ حامي أقصوي¡ كما ذكر موقع "يني شفق" في 24 ديسمبر 2019م: إن "القرار الصادر عن المحكمة المعنية في السعودية فيما يتعلق بقضية مقتل جمال خاشقجي¡ أبعد ما يكون عن تلبية تطلعات بلادنا والمجتمع الدولي لتسليط الضوء على جميع جوانب هذه الجريمة وتجلّي العدالة". كذلك جاء في تصريح وزير العدل التركي عبدالحميد غل¡ كما ذكرت "وكالة الأناضول" في 25 ديسمبر 2019م¡ قوله: "إن العملية القضائية المتعلقة بجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي¡ لن تستكمل¡ دون إجراء تحقيق شفاف حول الجريمة".
وأضافت الوكالة أن الوزير قد بيّن "أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان¡ يُذكر نظراءه في كل المحافل بخصوص مقتل خاشقجي¡ حيث إن تركيا طلبت تسليمها الجناة¡ وطالبت بتبادل كافة المعلومات والوثائق التي تشكل دليلاً للمحاكمة¡ إلا أن السلطات السعودية لم تقم بذلك."
وبغض النظر عن ما تضمنته أقوال المسؤولين الأتراك من أكاذيب وتزييف تجاه عدم تعاون النيابة العامة في المملكة أو تشكيك باستقلالية ونزاهة السلطة القضائية¡ فإن الذي يدعو للاستغراب ومزيد من التعجب أن هذه المواقف العدائية تجاه المملكة تصدر عن تركيا التي تملك سجلاً مُخزياً في مسألة حقوق الإنسان ويحفل تاريخها بجرائم ضد الإنسانية ومذابح جماعية وقتل منظم وأعمال إجرامية متواصلة وصفها المجتمع الدولي بعملية الإبادة الجماعية نتيجة لما قامت به من محاولة للقضاء على شعب بأكمله أو طائفة بعينها خلال الحرب العالمية الأولى. هذا السجل التركي القائم على انتهاك حقوق الإنسان والتعدي على كرامته مازال ماثلاً حتى وقتنا الحاضر من خلال التصفية والاعتقال للمعارضين¡ أو من خلال الاستهداف العرقي والعنصري لأبناء العرقيات في الداخل¡ أو من خلال التدخل العسكري المسلح في العراق وسورية الذي أدى إلى سفك دماء عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
وبالإضافة لهذا السجل غير المشرف للدولة التركية في مجال حقوق الإنسان¡ أيضاً لم نجد لتركيا موقفاً مشرفاً تدافع به عن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب السوري نتيجة التدخل الروسي أو الإيراني وميليشياته الطائفية.
وفي الختام من الأهمية القول: إن مكانة المملكة الإقليمية والدولية في تصاعد مستمر¡ فلن يزيدها ثناء صديق ولن ينتقص منها تشكيك عدوº لأنها تنظر للمستقبل وتتطلع للصفوف الأولى¡ فهي تبحث عن التميز¡ في الوقت الذي تبحث فيه بعض الدول الإقليمية عن أدوات لعرقلة مسيرة المملكة¡ وعن وسائل لتشويه صورتها واستهداف ملوكها وقادتها الكرام. محاولات وضِيعة تجاه المملكة أثبت التاريخ فشلها¡ وسيثبت المستقبل خيبة القائمين عليهاº لأنهم ليسوا إلا دعاة إجرام وأصحاب إبادة وإن رفعوا شعار النزاهة.




http://www.alriyadh.com/1796454]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]