المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرتطم الخيال بحدود الواقع



المراسل الإخباري
01-01-2020, 21:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الابتسامة سترتسم على وجه الإنسان تلقائيًا حينما يسأل الأطفال عن طموحاتهمº لأن الطفل نموذج مصغر للكبار¡ والطفل يقع في الخيال المحدود نفسه الذي يقع فيه الكبير¡ فلو سألتَ ابن السادسة مثلًا عن أقصى مبلغ مالي يتمناه فقد يقول: خمسون ريالًا! بالنسبة لطفل صغير لم يتعود على التعامل مع مبالغ مالية كبيرة وربما أكبر مبلغ أُعطيَه هو 10 ريالات ليشتري بها من البقالة بعض الحلوى¡ فإن مبلغ 50 لهو مبلغ هائل.
ونحن نعاني المحدودية نفسها مهما ظننا أننا مبدعون في السباحة في الخيال¡ فالبعض تسأله عن أقصى أمانيه فيقول إذا كان عاطلًا: وظيفة. وإذا كان ذا وظيفة عادية قال: عمل مرموق. وإذا كان ذا منصب قال: تجارة رابحة. وإذا كان ذا تجارة رابحة قال: منصب عالٍ يشار إليه بالبنان. والغير يقول إذا كان أعزب: زوجة. ولو كان متزوجًا مع خلافات كثيرة قال: زوجة غير نكدية! وهلم جرًا. والبعض يتجاوز هذا كله ويدخل في التفكير التجريدي¡ فلا يقتصر على النظر لمشكلة حاضرة¡ بل يقفز إلى أطوار عقلية أعلى¡ فيتمنى أشياء مثل: السعادة¡ العافية¡ راحة البال. والإسلام قد حث على طلب الاثنين معًا¡ فهناك دعاء أن نسأل الله مفاهيم عامة كالعفو والعافية¡ وأشياء محددة كشكره تعالى على قوت اليوم.
هناك كاريكاتير طريف يبين هذه الفكرة¡ وهو أن أحدًا ذهب لكائن الإسفنج الطبيعي الذي يعيش في الماء ويشبه الشعب المرجانية وقال لها: تمنّي. قالت الإسفنجة: هل أستطيع أن أتمنّى أي شيء¿ قال: نعم. ما أقصى أمانيك في هذه الحياة¿ فهتفت الأسفنجة بحماس: أريد أن أكون سرطان البحر! وهذه تُعبّر عن البشر تمامًا¡ فالأسفنجة الطبيعية كائن حي بسيط لا توجد لديه أجهزة هضمية ولا عصبية ولا دموية¡ وتعتمد على الماء الذي يمر في خلاياها ليقوم مقام تلك الأجهزة¡ فلما أتتها فرصة أن تتمنى تمنت أن تكون حيوان سرطان البحر¡ فهو كائن أكثر تعقيدًا منها¡ ويتحرك ويأكل ويفعل ما يريد¡ فكانت أقصى أمنية لها هي شيء محدود بواقعها.




http://www.alriyadh.com/1796500]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]