تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكلام الطيب من أحمد الطيب



المراسل الإخباري
02-02-2020, 14:24
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
التجديد هو إصلاح البيت نفسه¡ ومجاراة الحاضر الحديث في ترميمه وإعادة بنائه¡ وهو عين ما ننادي به منذ زمن بألا نجمد على آراء فقهية معينة¡ ولا نتمحور حول مذهب محدد¡ ولا نقدس شيخًا كثر أتباعه أو قلوا¡ بل نعمد إلى تراثنا فنجدده من تراثنا..
لعل أكثرنا وهو يشاهد ما تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل مرّ عليه "المقطع الرائع" لشيخ الأزهر وهو يرتجل بعبارات موجزة نطقت عن كثير من المسلمين أثناء رده على بعض المطالبين بتجديد التراث بالطريقة الحداثية التي فهمها بعض جهلة من يدعي الحداثة¡ وأوغلوا في تشويه التراث رغبة منهم في التنفير عنه¡ ونسبة ما عليه بعض دول المسلمين من ضعف وتخلف¡ واغترار بما عليه الغرب من تطور واقتصاد وقوة¡ نسبة ذلك إلى التراث!
وقد أحسن الشيخ حين عدد الانتصارات التي مرت بها الأمة الإسلامية والازدهار والحضارة والعلوم التي جل علوم الغرب راجعة إليها ومنها¡ وكل ذلك كان في أوج تجسيد التراث وما في كتب الفقه تجسيدًا عمليًا في معاملات الناس وأفعالهم وأقوالهم وعاداتهم¡ وأيضًا كان ذلك مصاحبًا لمجتمع كثر فيه الفقهاء والفصحاء والخطباء وطلبة العلم¡ بل كان من لا يلقي الناس له بالاً من حيث الاعتبار الفقهي كان لا يقدم على فعل حتى يسأل عنه قاضي بلدته وفقيهها¡ وأثناء ذلك ظهرت الفتوحات والانتصارات وازدهرت الحضارة الإسلامية وبعثت دول الغرب بسفرائها إلى بلاد المسلمين لربط الغرب بهذه الحضارة الراقية¡ بينما في مثل هذه الأزمنة والتراجع الحاصل الذي عبر عنه شيخ الأزهر بعدم القدرة على "صناعة أحقر الأشياء" يأتي في ظل تتابع الناس في تقليد الشعوب الأخرى في كل ما يتعلق بالحياة¡ وإن كان ذلك لا يعني منعنا التوافق معهم في أمور الدنيا المرخص بها إلا أن التنصل عن الشخصية التي ميزنا بها تراثنا لم يأت إلا بعد الشعور بهوان هذا التراث نتيجة لحملات التشويه الحاصلة¡ ثم بعد ذلك وجد من وجد الفرصة لنسبة كل الإخفاقات والتراجعات إلى تراثنا¡ ورفع عقيرته مطالباً ومنادياً¡ ومدعياً أن هذا التراث بحاجة إلى تجديد!
والحقيقة أن هؤلاء نطقوا بما نطق به التراث من مطلب التجديد وهو الأمر الذي يحث عليه تراثنا من عدم تجميد العقل والفكر وضرورة إعماله¡ ولكن معنى التجديد عندهم هو الترك والتخلي والتنصل¡ وقد ضربوا له مثالاً بترك منزل الوالد إلى بيت جديد¡ وسموا الترك تجديدًا!
وقد أحسن شيخنا إذ أعاد المسمى إلى اسمه¡ وأوضح أن الترك غير التجديد¡ والتجديد هو إصلاح البيت نفسه¡ ومجاراة الحاضر الحديث في ترميمه وإعادة بنائه¡ وهو عين ما ننادي به منذ زمن بألا نجمد على آراء فقهية معينة¡ ولا نتمحور حول مذهب محدد¡ ولا نقدس شيخًا كثر أتباعه أو قلوا¡ بل نعمد إلى تراثنا فنجدده من تراثنا¡ فكم هي الآراء الفقهية التي عزلت عن الواقع المجتمعي في فترة وزمن من الأزمنة ربما لغلبة مذهب مخالف¡ أو لعدم حاجة الزمان والمكان لها¡ فواجب المسلمين هو مجاراة ومواكبة الحضارة بتلك الفقهيات المغيبة التي لا تتنكر للتراث لأنها من التراث¡ وإزاحة تلك الفقهيات التي جمّعت بحسن قصد لتكون واجهة للمسلمين¡ واتكأ منتقدو التراث على بعدها عن الواقع والحضارة ليطعنوا من خلالها في التراث كله.
إن الحديث عن التراث ينبغي له أن يكون شأن الفقهاء والعلماء والباحثين لإظهار محاسنه والذب عن حسن مقاصده¡ وما ليس منه فقد رفع العلماء والفقهاء والمشايخ أصواتهم بإنكاره وتقطعت حناجرهم من التحذير منه¡ فكم هي اللقاءات والندوات التي خصصت لإعلام العالم أن "الإرهاب لا دين له" ومع ذلك يصر أكثر مدعي الحضارة أن الإرهاب جاء من التراث الإسلامي¡ كما أشار شيخ الأزهر إلى ذلك¡ ومع ذلك بل مع إدراك وعلم كثير منهم أن دعواهم زيف¡ ولا نجد لهم مثيلًا إلا كما قال الشاعر:
وكنت كذئب السوء إذ قال مرّةً
لبهم رأى والذئب غرثان مرملُ
أأنت التي من قبل عام سببتني¿!
فقالت متى ذا¿ قال ذا عامُ أولُ
فقالت ولدت العامَ بل رمت أكلنا
فدونكَ أكلي لا هنا لك مأكلُ
هذا¡ والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/1802047]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]