المراسل الإخباري
02-03-2020, 08:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المنطق التاريخي يؤكد أن من يسعى إلى إرساء التوازن بينه وبين جيرانه هو من يجب عليه أن يضمن معايير ذلك التوازن¡ ولذلك فإن الفرص التاريخية تتطلب الإمساك بها¡ وعلى إسرائيل - التي تطمع بعلاقات حسنة مع جيرانها - أن تدرك أنّ الاعتراف بشرعية السلطة وسيادتها على أراضيها قضية مهمة..
في مسيرة تاريخ المنطقة وتحديداً فيما يخص القضية الفلسطينية وعلاقة تلك القضية بمحاورها الدائمة "العرب والمسملين وإسرائيل وأميركا" وفي الزاوية الأبعد هناك منظمة الأمم المتحدة¡ وهنا لن أتحدث عن مبادرات الحل التي طرحتها أميركا أو من يجب عليه أن يقبل أو يرفض لأن أدبيات قضية فلسطين السياسية عبر التاريخ أثبتت أن القضية الفلسطينية هي شأن أهل فلسطين بالدرجة الأولى¡ انطلاقاً من المصلحة الذاتية¡ واستناداً على صوابية الآراء¡ وهذا الشأن ليس هو ما أناقشه هنا¡ ولكني أتطرق إلى مشهد ومنعطف أساسي حول تبدلات في المواقع وتحولات مهمة بين ثلاث قوى تدور حولها القضية الأهم في الشرق الأوسط.
أميركا والفلسطينيين وأخيراً الإسرائيليين تبادلت هذه المكونات المواقع السياسية في وسط المنحنيات التاريخية التي انتهجتها هذه القضية الباحثة عن حل نهائي¡ وهو ما يبدو بعيد المنال في الصيغة المتخيلة في عقول السياسيين¡ وهنا يأتي السؤال المهم القائل¡ إن تعقد القضية أمام منعطفات الحل ساهم بشكل مباشر في تفكيك المنطلقات والقيم التي تبنتنها الأطراف المعنية¡ بمعنى دقيق شكل الانغماس السياسي لأطراف القضية¡ المتطلعين إلى طموحات تخص كلا منهم إلى التأثير على مواقعهم الفعلية ومدى السيطرة على الحلول.
لنكن أكثر وضوحاً في هذا الجانب¡ لقد قيل في التراث السياسي "إن الحرب معلم صارم" والحقيقة أن القضية الفلسطينية هي حالة حرب دائمة منذ العقد الثاني من القرن الماضي وحتى هذه اللحظة¡ مع مراعاة اختلاف آليات وشكل هذه الحرب المرشحة للاستمرار بقدر ما هي مرشحة للتوقف¡ فتشخيص القضايا السياسية المزمنة عملية سهلة ولكن علاجها صعب¡ وهذا ما جعل المبادرات تبدو كتشخيص للقضية سهلة جداً على الورق ولكنها تتعقد كلما انتقلت إلى الواقع.
نأتي هنا إلى السؤال المهم حول الآثار الفعلية التي طبعها عمر القضية الفلسطينية على مكوناتها من حيث تبادل الأدوار في تحقيق منطلقات للحلول المحتملة¡ تاريخياً كانت إسرائيل أكثر وضوحاً من اليوم من حيث قدرتها على استبعاد أميركا عن شأنها¡ وخاصة في بنائها قوة عسكرية مستقلة في المنطقة وامتلاكها سلاحاً نووياً وعلاقتها مع الفلسطينيين وحتى ما قبل عقد من الزمان "تعودت إسرائيل منع أميركا من التدخل في شؤونها الخاصة بطبيعة وجودها وقاضاياها في المنطقة".
في المقابل كانت القضية بالنسبة للعرب والفلسطينيين تسير في ذات التاريخ حيث الثقافة القومية التي ملأت الشارع العربي والإسلامي ووعدت بالكثير الذي لم يتحقق فقد عاشت المنطقة خوفاً متبادلاً أبقى الجميع على مسافات حذرة خشية التصادم الأكبر¡ وكانت أميركا تحاول أن تقدم ما لديها من حلول¡ وتحاول أن تخفف من القوة السياسية والخطاب الإعلامي الذي تتخذه إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب¡ وخاصة بعدما حققت الكثير من المكتسبات على الأرض منذ منتصف القرن الماضي.
ما الذي يتغير اليوم¿¡ اليوم إسرائيل تهرع إلى البيت الأبيض بكل قيادتها لتغير مفهوم "دعونا وشأننا" إلى مفهوم مختلف جعل من إسرائيل تستند وبقوة إلى جدار القوة الأميركي لحلحلة القضية في اتجاه مختلف¡ لأن معايير القوة والفصل في المسائل وتبرير الأعمال وامتلاك القوة أصبحت مفاهيم تخشى عليها إسرائيل¡ فقد أصبحت إسرائيل تهرول إلى العالم العربي ودول الشرق الأوسط المحيطة بها من أجل بناء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع هذه الدول¡ وهنا تمكن أحدث الفرص التاريخية للقضية الفلسطينية بأن تسمح بتسرب هذه القوة إلى شرايين القضية عبر الدخول إلى لعب دور بارز في الخطط التي تطرح عبر أميركا واعتبارها فرصاً تاريخية.
العنصر الفلسطيني في قضية الشرق الأوسط هو جزء من مكونات هذه القضية كما ذكرنا¡ حيث إسرائيل وأميركا ومنظمة الأمم المتحدة وعبر المشهد السياسي الذي ولدت فيه حلول الإدارة الأميركية الحالية يتضح أن أميركا وإسرائيل وبحركة تاريخية عكس ما هو متوقع تمنح قوة جديدة للفلسطينيين في تحديد اتجاهات القضية¡ فما تطلبه إسرئيل سياسياً من حيث الانفتاح على العالم العربي لن يتم من دون حلول مقنعة للفلسطينيين¡ إسرائيل أصبح لديها يد تؤلمها من ناحية أهمية وجود علاقات مع العالم العربي¡ وهذا ما يجب استثماره عبر كل محاولات لإيجاد الحلول.
المنطق التاريخي يؤكد أن من يسعى إلى إرساء التوازن بينه وبين جيرانه هو من يجب عليه أن يضمن معايير ذلك التوازن¡ ولذلك فإن الفرص التاريخية تتطلب الإمساك بها¡ وعلى إسرائيل - التي تطمع بعلاقات حسنة مع جيرانها - أن تدرك أن الاعتراف بشرعية السلطة وسيادتها على أراضيها قضية مهمة¡ وكما يبدو أن معادلة الوجود الإسرائيلي "كدولة شرق أوسطية" تتجه نحو مفترق يصب في صالح فلسطين¡ القضية الأهم في المنطقة.
http://www.alriyadh.com/1802315]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
المنطق التاريخي يؤكد أن من يسعى إلى إرساء التوازن بينه وبين جيرانه هو من يجب عليه أن يضمن معايير ذلك التوازن¡ ولذلك فإن الفرص التاريخية تتطلب الإمساك بها¡ وعلى إسرائيل - التي تطمع بعلاقات حسنة مع جيرانها - أن تدرك أنّ الاعتراف بشرعية السلطة وسيادتها على أراضيها قضية مهمة..
في مسيرة تاريخ المنطقة وتحديداً فيما يخص القضية الفلسطينية وعلاقة تلك القضية بمحاورها الدائمة "العرب والمسملين وإسرائيل وأميركا" وفي الزاوية الأبعد هناك منظمة الأمم المتحدة¡ وهنا لن أتحدث عن مبادرات الحل التي طرحتها أميركا أو من يجب عليه أن يقبل أو يرفض لأن أدبيات قضية فلسطين السياسية عبر التاريخ أثبتت أن القضية الفلسطينية هي شأن أهل فلسطين بالدرجة الأولى¡ انطلاقاً من المصلحة الذاتية¡ واستناداً على صوابية الآراء¡ وهذا الشأن ليس هو ما أناقشه هنا¡ ولكني أتطرق إلى مشهد ومنعطف أساسي حول تبدلات في المواقع وتحولات مهمة بين ثلاث قوى تدور حولها القضية الأهم في الشرق الأوسط.
أميركا والفلسطينيين وأخيراً الإسرائيليين تبادلت هذه المكونات المواقع السياسية في وسط المنحنيات التاريخية التي انتهجتها هذه القضية الباحثة عن حل نهائي¡ وهو ما يبدو بعيد المنال في الصيغة المتخيلة في عقول السياسيين¡ وهنا يأتي السؤال المهم القائل¡ إن تعقد القضية أمام منعطفات الحل ساهم بشكل مباشر في تفكيك المنطلقات والقيم التي تبنتنها الأطراف المعنية¡ بمعنى دقيق شكل الانغماس السياسي لأطراف القضية¡ المتطلعين إلى طموحات تخص كلا منهم إلى التأثير على مواقعهم الفعلية ومدى السيطرة على الحلول.
لنكن أكثر وضوحاً في هذا الجانب¡ لقد قيل في التراث السياسي "إن الحرب معلم صارم" والحقيقة أن القضية الفلسطينية هي حالة حرب دائمة منذ العقد الثاني من القرن الماضي وحتى هذه اللحظة¡ مع مراعاة اختلاف آليات وشكل هذه الحرب المرشحة للاستمرار بقدر ما هي مرشحة للتوقف¡ فتشخيص القضايا السياسية المزمنة عملية سهلة ولكن علاجها صعب¡ وهذا ما جعل المبادرات تبدو كتشخيص للقضية سهلة جداً على الورق ولكنها تتعقد كلما انتقلت إلى الواقع.
نأتي هنا إلى السؤال المهم حول الآثار الفعلية التي طبعها عمر القضية الفلسطينية على مكوناتها من حيث تبادل الأدوار في تحقيق منطلقات للحلول المحتملة¡ تاريخياً كانت إسرائيل أكثر وضوحاً من اليوم من حيث قدرتها على استبعاد أميركا عن شأنها¡ وخاصة في بنائها قوة عسكرية مستقلة في المنطقة وامتلاكها سلاحاً نووياً وعلاقتها مع الفلسطينيين وحتى ما قبل عقد من الزمان "تعودت إسرائيل منع أميركا من التدخل في شؤونها الخاصة بطبيعة وجودها وقاضاياها في المنطقة".
في المقابل كانت القضية بالنسبة للعرب والفلسطينيين تسير في ذات التاريخ حيث الثقافة القومية التي ملأت الشارع العربي والإسلامي ووعدت بالكثير الذي لم يتحقق فقد عاشت المنطقة خوفاً متبادلاً أبقى الجميع على مسافات حذرة خشية التصادم الأكبر¡ وكانت أميركا تحاول أن تقدم ما لديها من حلول¡ وتحاول أن تخفف من القوة السياسية والخطاب الإعلامي الذي تتخذه إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب¡ وخاصة بعدما حققت الكثير من المكتسبات على الأرض منذ منتصف القرن الماضي.
ما الذي يتغير اليوم¿¡ اليوم إسرائيل تهرع إلى البيت الأبيض بكل قيادتها لتغير مفهوم "دعونا وشأننا" إلى مفهوم مختلف جعل من إسرائيل تستند وبقوة إلى جدار القوة الأميركي لحلحلة القضية في اتجاه مختلف¡ لأن معايير القوة والفصل في المسائل وتبرير الأعمال وامتلاك القوة أصبحت مفاهيم تخشى عليها إسرائيل¡ فقد أصبحت إسرائيل تهرول إلى العالم العربي ودول الشرق الأوسط المحيطة بها من أجل بناء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع هذه الدول¡ وهنا تمكن أحدث الفرص التاريخية للقضية الفلسطينية بأن تسمح بتسرب هذه القوة إلى شرايين القضية عبر الدخول إلى لعب دور بارز في الخطط التي تطرح عبر أميركا واعتبارها فرصاً تاريخية.
العنصر الفلسطيني في قضية الشرق الأوسط هو جزء من مكونات هذه القضية كما ذكرنا¡ حيث إسرائيل وأميركا ومنظمة الأمم المتحدة وعبر المشهد السياسي الذي ولدت فيه حلول الإدارة الأميركية الحالية يتضح أن أميركا وإسرائيل وبحركة تاريخية عكس ما هو متوقع تمنح قوة جديدة للفلسطينيين في تحديد اتجاهات القضية¡ فما تطلبه إسرئيل سياسياً من حيث الانفتاح على العالم العربي لن يتم من دون حلول مقنعة للفلسطينيين¡ إسرائيل أصبح لديها يد تؤلمها من ناحية أهمية وجود علاقات مع العالم العربي¡ وهذا ما يجب استثماره عبر كل محاولات لإيجاد الحلول.
المنطق التاريخي يؤكد أن من يسعى إلى إرساء التوازن بينه وبين جيرانه هو من يجب عليه أن يضمن معايير ذلك التوازن¡ ولذلك فإن الفرص التاريخية تتطلب الإمساك بها¡ وعلى إسرائيل - التي تطمع بعلاقات حسنة مع جيرانها - أن تدرك أن الاعتراف بشرعية السلطة وسيادتها على أراضيها قضية مهمة¡ وكما يبدو أن معادلة الوجود الإسرائيلي "كدولة شرق أوسطية" تتجه نحو مفترق يصب في صالح فلسطين¡ القضية الأهم في المنطقة.
http://www.alriyadh.com/1802315]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]