تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل سيذكرونك العام 2080م¿



المراسل الإخباري
02-07-2020, 12:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من معايير النجاح للإنسان هي سيرته وذكراه بعد مغادرته للمنصب أو الكرسي حيث لا مصالح ولا مجاملات..
حكى لي سعادة السفير الأستاذ محمد بشير كردي قصته عندما ذهب إلى طوكيو للمرة الأولى كملحق عام 1963م حيث كانت تجربته الدبلوماسية الأولى¡ وتحت قيادة السفير السعودي وقتها معالي الشيخ أحمد عبدالجبار¡ -رحمه الله-¡ حيث يروي قائلاً:" كنت حديث العهد في عمل السفارة والأقل مرتبة. كان يتقدمني السكرتير الثالث المكلف بالشؤون القنصلية والمستشار المكلف بالتقرير الصحفي. وحصل أن أخذ المستشار إجازة لمدة ثلاثة شهور فكلفني السفير بالتقرير الصحفي إضافة لعملي الإداري. ويومها لم تكن لغتي الإنجليزية كما يجب فاعتذرت. ولكن لم يقبل السفير الاعتذار وسألني عما إذا كنت أستوعب ولو بإلمام موضوع مقال أقرأه بالإنجليزية¿ فأجبته نعم استوعب الموضوع من دون التعمق فيه. فرد علي:"لا بأس¡ هل عندك قاموس عربي إنجليزي¿". وبعد أن رددت بنعم¡ أضاف قائلاً:"ما عليك إلا أن تعطيني كل يوم نصف ساعة في الصباح أحدثك فيها عن أهم ما تناولته الصحافة والراديو والتلفزيون وصباح كل يوم ستكون على مكتبك كل الصحف اليابانية الصادرة بالإنجليزية لنطلع عليها وتسجل ما استوعبته منها يوماً بيوم ونلتقي في نهاية الأسبوع لتراجعها معي".
ويتابع السفير أ.محمد بشير كردي عن تلك المرحلة بقوله :"هنا بدأت رحلة جديدة حيث ترتب على ذلك التكليف أن أضع خطاً تحت كل كلمة لم أفهم معناها لأرجع في المساء لقاموس المورد¡ وأسجل معناها بالعربية لأعيد صياغة ما دونته¡ وفي نهاية الأسبوع التقى بمعالي السفير لمراجعة ما دونته من رؤوس أقلام لنصوغ الخبر سوياً. وعندما طبعت التقرير مع المقدمة المعتادة وهي خطاب إلى معالي وكيل وزارة الخارجية وأن المرفق هو التقرير الصحفي عن الفترة من وإلى¡ مع التفضل بالاطلاع وقبول فائق الاحترام¡ والتوقيع: السفير أحمد**عبدالجبار. وكان هذا هو الأسلوب المتبع في الخطابات السابقة. وكانت المفاجأة أن معالي السفير أحمد عبدالجبار -رحمه الله- أضاف على الرسالة جملة: "وهذا التقرير من إعداد الملحق محمد بشير كردي".
استغرب الملحق الشاب وتساءل:"التقارير السابقة لم تكن تذكر معد التقرير¿". فأجاب الشيخ عبدالجبار:"هذا صحيح. غير أن ما تبذله من جهد يستحق التقدير والتنويه". يعلق السفير محمد بشير كردي:"ازدادت ثقتي بقدرتي وازدادت مهامي في السفارة¡ ونسيت أنني الأقل مرتبة. وكان هذا هو الدرس العملي الذي تعلمته في الإدارة¡ والذي سرت على نهجه عندما أصبحت السفير السعودي في اليابان بعد أكثر ثلاثين عاما".
مضى على هذه القصة ما يقارب الستين عاماً.. ومع ذلك يذكرها السفير محمد بشير كردي بكل امتنان وعرفان في وفاء غير مستغرب. والسؤال الذي أطرحه لكل مدير وقائد: هل لديكم الطموح أن تبقى أعمالكم ويذكركم الناس بخير بعد ستين عاماً من الآن في عام 2080م¿




http://www.alriyadh.com/1803140]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]