تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أسلم «بارك»¿



المراسل الإخباري
02-26-2020, 05:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
ما أجمل أن نرى هذه النماذج في جميع أنحاء العالم وهي تقدم الإسلام الحقيقي¡ الإسلام الوسطي¡ فما يقوم به بعض من ينتسبون إلى الإسلام اسمًا¡ ولكنهم في تصرفاتهم يتعارضون معه سلوكًا هم من شوه صورته¡ فلم يكن يومًا من الأيام داعيًا إلى العنف أو كراهية الآخر..
"بارك" مصور كوري كان يعمل في المملكة بداية الثمانينات الميلادية¡ وكان من ضمن مسؤولياته تصوير المشروعات الصناعية الضخمة التي كانت تنفذ في مدينتي الجبيل وينبع آنذاكº حيث كان يعمل في أحد المكاتب الهندسية المسؤولة عن التصميم والإشراف على عدد من مشروعات الهيئة الملكية للجبيل وينبع. تعرفت على "بارك" حينما كان يعمل في مجلة البناء الهندسية لفترة قصيرة.. سافرت بعدها للدراسة في أميركا. وبعد سنوات تقارب العشر سافرت في مهمة عمل إلى العاصمة الكورية "سيئول"º حيث كان من ضمن لقاءاتي الاجتماع مع عدد من رجال الأعمال في الوكالة الكورية لتشجيع التجارة الخارجية¡ فاستقبلني "بارك" مرحبًا ولم أكن أتذكره¡ ولكنه تذكرني¡ فبقيت معه طوال مدة زيارتي التي استغرقت أربعة أيام¡ وطلبت منه زيارة المركز الإسلامي الكوري في سيئول¡ وكانت المفاجأة أن دخل معي إلى المركز وصلينا معًا.
سألته: هل أنت مسلم¿ فأجاب: نعم¡ أسلمت حينما كنت أعمل في الرياض¡ فأخذني الفضول¡ فسألته: كيف أسلمت¿ فأجاب "كانت طبيعة عملي كمصور الانتقال بالسيارة بين الرياض والجبيل وينبع¡ وكنت أشاهد السيارات وهي تقف على جانبي الطريق أوقات الصلاةº حيث يقوم الناس بتأدية الصلاة في الفضاء الرحب.. فتساءلت: ما هذا الدين الذي يجبر هؤلاء القوم على الوقوف في الصحراء وتلبية نداء الصلاة¿ فأخذت أقرأ عن الإسلام¡ ووجدت أنه دين الحق¡ فهؤلاء الذين يقفون في عمق الصحراء دون رقيب ليؤدوا صلاتهم لا شك أنه يدفعهم إلى ذلك دين عظيم¡ ومن هنا بدأت علاقتي مع الإسلام.
طبعًا قصص الذين وجدوا الطريق إلى الإسلام كثيرة جدًا ومتنوعة في أسبابها على مدار التاريخ¡ فمثلاً الدكتورة إنجريد ماتسون أستاذة الأديان بكلية هارت فورد في ولاية كونتيكنت الأميركية تقول إن علاقتها بالإسلام بدأت عن طريق عشقها للفن¡ وزيارتها للمتاحف الكبرى¡ وأنشأت أول برنامج ديني إسلامي في الولايات المتحدة الأميركية¡ وتم انتخابها رئيسة للجمعية الإسلامية في أميركا الشمالية كأول امرأة تصل إلى هذا المنصب في تاريخ الجمعية.
ولا ننسى قصة البروفيسور موريس بوكاي الجراح الفرنسي الشهير¡ الذي بدأت قصة إسلامه من خلال مومياء الملك الفرعوني¡ وبقائها أكثر سلامة من غيرها¡ رغم أنها استخرجت من البحر¡ فوجد الجواب في القرآن الكريم¡ فأعلن إسلامه¡ وخرج بكتابه الشهير "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة". وتأتي قصة هداية عالم الرياضيات الأميركي جيفري لانج من خلال قراءته للقرآن الكريم. وهكذا أيضًا قصة إسلام البروفيسور كيث مور¡ الذي يعد من أكبر علماء التشريح والأجنة بسبب آية قرآنية عن تطور نمو الجنين. وقصة إسلام الدكتور دوجلاس آرشر من جامايكا كانت من خلال دراسته المتعمقة لعلم النفس¡ وكذلك الدكتور المجري جولاجر أو عبد الكريم جرمانيوس بهره العالم الروحي للإسلام¡ فكان سببًا لهدايته وتأليفه عشرات الكتب عن الإسلام وتاريخ المسلمين بعدد من اللغات. وهذا أيضًا ما حدث للمستشرق الإنجليزي روف عالم الأديان والاجتماع¡ الذي وجد أن الإسلام هو الدين الرباني الوحيد الذي لا يؤمن بالعصبية القومية أو العرقية¡ فاهتدى قلبه للإيمان بعد أن انبهر بعظمة الإسلام¡ وسمو أهدافه ومبادئه¡ وملاءمته للبيئات والحضارات المختلفة.
ولنا شاهد آخر من ألمانيا والمتمثل في السفير مراد هوفمان¡ الذي شغل منصب سفير ألمانيا في المغربº إذ اعتنق الإسلام بعد دراسة عميقة له¡ مؤكدًا أن الإسلام هو الوحيد القادر على تحقيق التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح¡ وألف عديدًا من الكتب أشهرها كتاب "الإسلام كبديل". وآخر هذه النماذج النمساوي ليوبولد فايس أو محمد أسد الذي قاده بحثه عن الحقيقة إلى الإسلام¡ وألف كتابيه المشهورين (الإسلام على مفترق الطرق)¡ و(الطريق إلى مكة)¡ وترجم معاني القرآن الكريم وصحيح البخاري إلى اللغة الإنجليزية.
يا ترى ما الذي جعل هذه النماذج تتفق جميعًا على أن الإسلام هو دين الحق رغم اختلاف خلفياتهم الدينية والاجتماعية¿
إنه الحل الشامل الذي يقدمه الإسلام للفرد سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية¡ فهو دين الفطرة¡ وغذاء الروح¡ ورسول السلام¡ لتكوين حضارة عقلانية ربانية بعيدًا عن زيف الحضارة المادية¡ قادر على التعامل مع المستجدات والتقلبات الحضارية المتباينة.
وجميع هؤلاء يتفقون على أن الإسلام بهرهم بعظمته وبساطته وتسامحه¡ فأنت تصوم شهرًا كاملاً لمدة تصل إلى 15 ساعة يوميًا دون التفكير في كسر الصيام حتى لو كنت وحيدًا استجابة لتعاليم الإسلام. هذه النماذج وغيرها كثير قادرة على بيان قدرة الإسلام على التعايش مع الآخرين¡ وبيان سماحته وشموليته.
فما أجمل أن نرى هذه النماذج في جميع أنحاء العالم وهي تقدم الإسلام الحقيقي¡ الإسلام الوسطي¡ فما يقوم به بعض من ينتسبون إلى الإسلام اسمًا¡ ولكنهم في تصرفاتهم يتعارضون معه سلوكًا هم من شوه صورته¡ فلم يكن يومًا من الأيام داعيًا إلى العنف أو كراهية الآخر.




http://www.alriyadh.com/1806819]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]