المراسل الإخباري
03-17-2020, 11:43
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كورونا هذا الفيروس الفاضح¡ الذي يرمح على سطح كوكب الأرض بلا رادع¡ يغلق ليس فقط البيوت على أصحابها وإنما أيضًا يغلق مدنًا بالجيوش التي تمنع انتقال البشر للداخل أو للخارج¡ بل تطور ليغلق القارات ويوقف حركة السفر التي تصاعدت في القرن الحادي والعشرين في إزاحة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية¡ هذا الطي للمسافات يضع له فيروس كورونا حدًا أيضًا لم يخطر لبشر منا على بالº إذ إن الغلق لم يقتصر على الحدود بين شرق وغرب¡ وإنما تمدد بشكل لم يخطر لأي عقل حين أعلنت القارة الأميركية إغلاق الطرق بينها وبين أوروبا المفترض كونها حليفة أزلية¡ بل إن أوروبا نفسها تغلق دولها الحدود بينها¡ حجر صحي يشمل دولًا بأكملها كما حدث للصين وإيطاليا¡ المدارس والجامعات بل رموز الثقافة تنغلق في العالم المتحضر كما نشهد في إغلاق المتاحف وصالات العرض والمسارح ودور السينما¡ ظاهرة أشبه بالمستحيلة في التاريخ الحديث¡ موجة تفضح هشاشة مجتمعاتنا البشرية وأنظمتها الاقتصاديةº حيث نجح هذا العدو الخفي كورونا في اقتحام البورصات وتحطيم أسعار الأسهم العتيدة¡ وكبد الدول خسائر اقتصادية فادحة¡ عدو بفداحة حرب عالمية ثالثة¡ عدو بلا جيوش ولا أسلحة متطورة ولا استراتيجيات يمكن دراستها ولا احتمالات ضعف أو هزيمة¡ عدو يزحف من يد ليد ومن نَفَس نتنشقه لنَفَس¡ يسري من يد الواحد للمقربين¡ وهكذا كل فرد قابل لنقل العدوى لثلاثة أفراد¡ في توسع رهيب لا يمكن حصره¡ لتجد البشرية نفسها عاجزة عن الدفاع عن الذات.
وأمام هذا العدو لا تنجو إلا الأجساد الحاملة لسر النجاة¡ السر الكامن في الحصانة التي تنبع من السلامة النفسية والثقة في المطلق¡ هناك حصانة يمنحها الإيمان بأن كل أمر المخلوق خير¡ هذا التسليم بكل ما يجيء يفقد الجائحة سطوتها¡ ويطفئ الألم بسكينة عجيبة. ويذهب المعلمون الروحانيون للقول إن الفيروس هو أداة مطهرة للذات¡ فإن تمتع الباطن بالنقاء فلن يجد الفيروس تربة ينمو فيها¡ إذ لا حاجة أصلًا لإقامته في النفس السليمة الطوية.
كورونا تحد يواجه البشرية ولا يمكن التكهن له بنهاية¡ لكن الدرس الأهم هنا هو هشاشة الهيمنة البشرية¡ والحذر الحذر من غضبة الطبيعة¡ والمطلق وراء الطبيعة.
http://www.alriyadh.com/1810792]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وأمام هذا العدو لا تنجو إلا الأجساد الحاملة لسر النجاة¡ السر الكامن في الحصانة التي تنبع من السلامة النفسية والثقة في المطلق¡ هناك حصانة يمنحها الإيمان بأن كل أمر المخلوق خير¡ هذا التسليم بكل ما يجيء يفقد الجائحة سطوتها¡ ويطفئ الألم بسكينة عجيبة. ويذهب المعلمون الروحانيون للقول إن الفيروس هو أداة مطهرة للذات¡ فإن تمتع الباطن بالنقاء فلن يجد الفيروس تربة ينمو فيها¡ إذ لا حاجة أصلًا لإقامته في النفس السليمة الطوية.
كورونا تحد يواجه البشرية ولا يمكن التكهن له بنهاية¡ لكن الدرس الأهم هنا هو هشاشة الهيمنة البشرية¡ والحذر الحذر من غضبة الطبيعة¡ والمطلق وراء الطبيعة.
http://www.alriyadh.com/1810792]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]