المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهج ملكي منذ عهد المؤسس: خدمة الشعب واجبة علينا



المراسل الإخباري
03-19-2020, 15:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
«إن على الشعب واجبات¡ وعلى ولاة الأمر واجبات. أما واجبات الشعب فهي الاستقامة¡ ومراعاة ما يرضي الله ورسوله ويصلح حالهم¡ والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقيّ بلادهم وأمّتهم. إنّ خدمة الشعب واجبة علينا¡ لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا¡ ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص»..
ليس من قبيل المبالغة أو التزيّد أو المباهاة والمفاخرة حين نؤكد أن المملكة العربية السعودية تمثّل أنموذج الإدارة والحاكمية الأرقى والأوفى والأكملº وأنها تجسّد تجربة عظيمة في تسيير وإدارة شؤون الدولة بالمعنى العميق المجسّد للعدل والمساواة والحُدْب على الشعب. الحاكمية أو الإدارة – كما هو معروف – مصطلح ومفهوم تم استعماله للتعريف بفن الحكم ووصف للطريقة التي تدير فيها المؤسسات مختلف مسؤولياتها¡ بالإضافة إلى طريقة إدارة الدول¡ ومجموعة الدول لشؤونها العامة والخاصة.
ومملكتنا الفتية منذ تأسيسها على يد - المغفور له بإذن الله – الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعودº وهي لا تني تعطي دروساً في الوحدة والتلاحم وتجاوز الصعاب والتحديات على اختلاف أحجامها وتعقيداتها¡ ولا غرو في ذلك فالعبقري المؤسس شيّد هذه المملكة على مداميك صلبة راسخة من الإيمان بأهدافه السامية التي قامت على عقيدة ويقين حقيقيين ورؤية متبصرة وعميقة تستشرف المستقبل مستعينة ومستصحبة معها تمسّكها بمبادئها واضعة نصب عينيها تأسيس مجتمع موحَّد يسوده الرخاء والاستقرار. وهذا العبقري المؤسس ومشيّد كيان وطننا العزيز عندما بدأ في مشروع البناء الحضاري لدولة قوية الأركان- كما أشار خام الحرمين الشريفين- أيده الله – في تقديمه لكتاب الخطب الملكيةº فإنه وضع نصب عينيه السير على منهج آبائه¡ فأسّس دولة حديثة قوية¡ استطاعت أن تنشر الأمن في أرجائها المترامية الأطراف¡ وأن تحفظ حقوق الرعية¡ بفضل التمسّك بكتاب الله – عز وجلّ – وبسنّة رسوله عليه الصلاة والسلام¡ وامتدّ عطاؤها إلى معظم أرجاء العالمين العربي والإسلامي.
مما سبق يمكن فَهْم كُنْه وَسِرّ هذا التماسك والاستقرار والثبات لأركان دولتنا_أعزّها الله _ حيث أن الـتأسيس النواتي بدأ صلباً وواضحاً ومؤمناً بأهدافه واستراتيجيته المستقبلية التي ترنو بعين واثقة لمستقبل ومشروع حضاريين لا سقف لحدود طموحها وإيمانها باستحقاقها الوجودي الضخم الذي يتّكئ على عناصر ومقوّمات ومزايا تاريخية وإنسانية وسياسية ودينية باعتبارها موئل الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة عباده المسلمين من كل أصقاع العالم. وهو دور برعت فيه قيادتنا وأدّته بكل اقتدار ومسؤولية تاريخيةº دور عالمي نهضت بأعبائه فكان محط إعجاب العالم بأكملهº من حيث استقبال الحجيج ووفادة ضيوف الرحمن على مدار العام فضلاً عن الدور المحوري الذي تلعبه بلادنا في تسيير اقتصادات العالم فضلاً عن الفرص العظيمة التي أتاحتها قيادتنا للمستثمرين وأصحاب الأعمال وغيرها من دواعي عملية واقتصادية وإنسانية.
وعوداً على بدءº فيما يخص حُدْب واهتمام قيادة وملوك بلادنا على شعبها فإنّ المؤسس رسّخ هذه القيمة العظيمة وجذّر أدبيّاتها لدى أبنائه الملوك من بعدهº إذ كان هو – طيب الله ثراه- الحريص دوماً على تعزيز العدل وقيمته وكذلك المساواة بين شعبهº ولا أدلّ على ذلك من خطابه الذي ألقاه في الحفل التكريمي الذي أقيم على شرفه بمناسبة سفره إلى الرياض ( 2 صفر 1355 هـ/ 24 أبريل 1936 م )º حيث جاء ضمن ذلك الخطاب قوله: «إن على الشعب واجبات¡ وعلى ولاة الأمر واجبات. أما واجبات الشعب فهي الاستقامة¡ ومراعاة ما يرضي الله ورسوله ويصلح حالهم¡ والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقيّ بلادهم وأمّتهم. إنّ خدمة الشعب واجبة علينا¡ لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا¡ ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص».
إنّ من يطلّع على الخطب الملكية لملوك المملكة السابقين -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله وسدّده- يلحظ أنها سياسة ثابتة لا تتبدّل وقناعات ومبادئ أصيلة راسخة لا تتزحزحº يأتي في مقدمتها العدل والمساواة ومراقبة الله في الشعب وتحقيق رفاهه وحفظ حقوقه وأولها وطنه الذي نشترك جميعاً في تجذره في قلوبنا وحرصنا على استقراره وأمنه وصونه عن كل طامع ومُعْتد.
ومن هنا فإنّ الموقف التاريخي الذي وقفته قيادتنا مع الشعب في التعامل مع انتشار فيروس «كورونا»º الذي داهم العالم وكشف هشاشة الكثير من الدولº هذا الموقف لقيادتنا والإجراءات السريعة المتناغمة بانسيابية وسلاسة نادرين ولافتين أظهرت للعالم أجمع كم هي عظيمة السعودية قيادة وإدارة وحاكميةº تفاعل خلاّق سريع وتحرّك لم يشهد العالم مثلهº في التعامل مع الحدث -رغم حساسية الوباء وخطورته- وقد كان للإجراءات المتزامنة عبر خلية وورشة طوارئ على أعلى المستوياتº كان لها الأثر العظيم الذي يجعلنا نتباهى فخراً بأن قيض الله لنا قيادة راشدة بهذا الحدب والرعاية والحنكةº رعاية جعلها لا تألو جهداً وتسخيراً لكل مقدراتها لصون الشعب والحفاظ على صحته وإيقاف جميع مناشط التعامل التجاري والرحلات الدولية والتبادلات الاقتصادية المختلفة داخل وخارج البلاد دون أن يشعر المواطن وحتى التاجر ورجل الأعمال بأنّ ثمة توقّف للحياة التجارية أو العملية.
مليارات تم رصدها للقطاع الخاص الذي استشعرت أنه سيتكبد خسائر من هذا التوقفº وهنا تتجلى إنسانية القيادة وتلمّسها لاحتياجات الجميع دون تفرقةº وكأنها تستحضر النهج الإداري الفذ الذي سنّه المؤسس العبقري خلال تدشينه للمملكة العربية السعودية التي باتت وجهة وقبلة حضارية واقتصادية تشرئب قلوب وأعين العالم عليها من كل حدب وصوب.
لن أسرد أو أفيض في الإجراءات التي قامت بها قيادتنا الحصيفةº فقد تكفّل بهذا الجهد والعمل الاستثنائي وكالات أنباء العالم وقياديوه وأشبعوه تناولاًº لكني -كما غيري- أشعر بزهو وفخر لا يدانيه أي فخر أن أعبر زمناً ووجوداً في مملكة يقف على هرمها ملك عظيم وولي عهد قوي وقائد تغيير يقودنا نحو فضاءات السؤدد والفخر والمجد.




http://www.alriyadh.com/1811230]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]