المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بعـد كــورونا..!



المراسل الإخباري
03-22-2020, 01:57
http://www.alriyadh.com/media/thumb/18/b3/800_cdc79cf6f0.jpg لم يشهد العالم يومًا حدثًا مشابهًا لهذا الوباء» كورونا» الذي يجتاح العالم ويصيب الأرض بالشلل¡ بمنأى عن اعتباريات الشخوص المصابة به¡ أو حتى النفوذ الوجودي لتلك الشخصيات¡ فوزير أقوى دفاع في العالم مثلاً داهمه هذا الفايروس ومازال يفاوضه بعجز¡ وهناك رؤساء وزراء¡ ونجوم كرة.. إلخ.. أقول: ربما لم يشهد العالم يومًا حدثاً وجودياً كهذا¡ لنتخيّل كيف سيكون مصير الحياة بعده لمن قدِّر له أن يشهد ولو بعد حين الانتصار عليه¡ لكننا سنتفاءل رغبة بالحياة وإصرارًا عليها وثقة بقيادتنا في توفير الأمن الصحّي لنا بعد أن كانت من أوائل الدول المتقدمة التي واجهت الفايروس بوعي وحزم منذ ظهور أول حالاته بيننا¡ سنتفاءل لنستشرف العالم بعده من زوايا عدة¡ لعل أولها هو مراجعة الإنسان لكيفية استثمار قدراته على الأرض بعد أن أسرف دائماً في صنع أدوات موته¡ وفقد ثقة الطبيعة به للدرجة التي بات فيها هذا الداء إحدى كوارثه على الأرض كما يصرّ كثيرون لا يرون في الإنسان إلا آلة قتل مجنونة تفعّل دائماً كل حيلها ومبتكراتها للموت¡ فلا يستبعدون بالتالي من أن يكون هذا الوباء أحد الأسلحة البيولوجية التي تورّط بها أحد المجانين¡ أيا كانت دوافعه وهويّته¡ وثانيها.. هو مراجعة الإنسان لذاته ودائرته الصغيرة حينما انكفأ في عزلته يراجع أيامه على جدران بيته¡ وعادت العائلات قسرياً لمراجعة ذكرياتها وأيامها عبر دوائر صغيرة قد لاتخلو من الخوف والقلق والاحتواء¡ وثالثها هو هذا الاختبار النوعي والمحك الحقيقي لقدرة الحياة الافتراضية على التعويض عن الحياة الواقعية¡ والاكتفاء بها بعد أن صار الاكتفاء بها ضرورة في ظل هذه العزلة الإجبارية للعالم¡ ورابعها ضرورة مراجعة الإنسان لحجمه ومدى قدراته على الحفاظ على هذا الكوكب¡ بعد أن واجه دائماً عدوّا مباشرًا سواء كان حقيقياً أو مصنوعاً لأغراض عنصرية أو وتوسّعية أو حتى تاريخية¡ فالأمر اليوم أكبر من جنونٍ عنصري كما هي حال النازية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي¡ وأكبر من قنبلة نووية تتصارع على تطويرها القوى¡ ويدرك كل منهم أنها أعدت للنهايات فقط¡ ولا هو كذلك إرهاب إسلاموي تحتشد الأمم لمواجهته والقضاء عليه¡ إنه كورونا ..غضب الأرض الذي اختار الإنسان ليحمله منه إليه وينشره بين بني جنسه بإرادته ورغما عنه..!




http://www.alriyadh.com/1811564]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]