المراسل الإخباري
03-22-2020, 01:57
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png رأى الفيلسوف الفرنسي نيكولا جريمالدي أن جائحة الفيروس التاجي وطريقة مواجهته بالتحصين المفروض على الناس كشف أننا لا نعيش لأنفسنا¡ ولكن لعلاقاتنا مع الآخرين.
يأتي هذا الفيروس في الوقت الذي انهارت فيه حواجز كثيرة بين الشعوب¡ ما جعل التواصل بينها على مستوى كوكب الأرض ممكنا بكبسة زر¡ وحتى صعوبة اللغة قام "غوغل" بحلها¡ فيما سعت تقنيات أكثر حداثة بابتكار أجهزة تقوم بالترجمة الفورية بين أي غريبين كلٌّ من بلد مختلف.
ما الذي حدث إذن بعد أن نسينا تماماً أن الأوبئة قد تأتينا فجأة بكل هذا العنف اللا متوقع¡ وأن حياتنا قمّة في الهشاشة¿
لم يسبق أن اختبرنا بهذا الشكل العميق علاقاتنا بأنفسنا¡ وعلاقاتنا بالآخرين¡ وعن قيمة التضحيات التي يمكن أن نقدمها لبعضنا بعض¡ فهل هناك أكبر من تضحية الأطباء في المستشفيات خصوصاً حين يبذلون أقصى جهودهم من أجل إنقاذ حتى المستهترين الذين تسببوا في اتساع حجم الكارثة¿
يتوقف جريمالدي عند كلمة "حرب" التي كررها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه ثلاث مرات أو أربع¡ مذكراً أن الحرب " تدافع عن السلطة السياسية وقيم¡ بينما في حالتنا هذه لا شيء أمامنا غير الدفاع عن صحتنا¡ وما يمثله الجميع هو أنفسهم¡ في الحرب نُطعم المقاتلين ونجلب لهم الذخيرة¡ أما هنا¡ فهي مسألة ملجأ¡ ومأوى¡ وتأمل".
اليوم في مواجهة الحجر المنزلي¡ وخواء يومياتنا من الحركة¡ نستحضر مقولة بليز باسكال الشهيرة : "لا يوجد شيء يمقته الإنسان أكثر من الرّاحة الكاملة¡ كونها لا تختلف عن الموت"
إذ فجأة حين قمنا بتفكيك علاقاتنا مع الآخرين بشكل مؤقت¡ تكشفت لنا القيمة الحقيقية لأنفسنا¡ وهي لاشيء¡ إذ ما قيمة حياة الشخص من دون أحبته¿ وأي معنى لوجوده حين يقف في بيته وحيداً¿ بالتأكيد لن يحتمل الوحدة القاتلة¡ وقد يصادق الكلاب والهررة ودواب الأرض كلها¡ لكنّه سينهار متضرعاً لله أن يرسل له إنساناً مثله يعطي معنى لحياته أو ينهي حياته لتنتهي عذاباته.
لعلّ ذلك جزء من حكاية روبنسون كروزو التي كتبها دانيال ديفو العام 1719 بقراءة مختلفة تكشف مدى أهمية العزلة لإعادة بناء الذات¡ وترميم علاقاتنا بالآخر حين تبلغ أوج تشوهها.
لكن سواء كانت العزلة في البيت¡ أو في جزيرة ضائعة في البحار¡ تبقى الوحدة واحدة¡ إنّها تجعلنا نعرف بالضبط ما نفتقر إليه¡ محددين ما نريده. بالتأكيد بإمكاننا التقيد بالحجر الذاتي لحماية أنفسنا¡ وحماية من نحب قدر المستطاع لكن من المستحيل أن نشتري الخلود¡ نحن متساوون اليوم أمام الموت بأسرع سبله¡ وهذه حكمة أخيرة تضعنا في مواجهة الحروب السخيفة التي خضناها ونخوضها من أجل تدمير الآخر. إن تراجيدية ما نعيشه في هذه الحقبة الحرجة تكمن في المقاتل الذي يصوب بندقيته نحو إنسان يضحي طبيب من أجل إنقاذه..!
http://www.alriyadh.com/1811566]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
يأتي هذا الفيروس في الوقت الذي انهارت فيه حواجز كثيرة بين الشعوب¡ ما جعل التواصل بينها على مستوى كوكب الأرض ممكنا بكبسة زر¡ وحتى صعوبة اللغة قام "غوغل" بحلها¡ فيما سعت تقنيات أكثر حداثة بابتكار أجهزة تقوم بالترجمة الفورية بين أي غريبين كلٌّ من بلد مختلف.
ما الذي حدث إذن بعد أن نسينا تماماً أن الأوبئة قد تأتينا فجأة بكل هذا العنف اللا متوقع¡ وأن حياتنا قمّة في الهشاشة¿
لم يسبق أن اختبرنا بهذا الشكل العميق علاقاتنا بأنفسنا¡ وعلاقاتنا بالآخرين¡ وعن قيمة التضحيات التي يمكن أن نقدمها لبعضنا بعض¡ فهل هناك أكبر من تضحية الأطباء في المستشفيات خصوصاً حين يبذلون أقصى جهودهم من أجل إنقاذ حتى المستهترين الذين تسببوا في اتساع حجم الكارثة¿
يتوقف جريمالدي عند كلمة "حرب" التي كررها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه ثلاث مرات أو أربع¡ مذكراً أن الحرب " تدافع عن السلطة السياسية وقيم¡ بينما في حالتنا هذه لا شيء أمامنا غير الدفاع عن صحتنا¡ وما يمثله الجميع هو أنفسهم¡ في الحرب نُطعم المقاتلين ونجلب لهم الذخيرة¡ أما هنا¡ فهي مسألة ملجأ¡ ومأوى¡ وتأمل".
اليوم في مواجهة الحجر المنزلي¡ وخواء يومياتنا من الحركة¡ نستحضر مقولة بليز باسكال الشهيرة : "لا يوجد شيء يمقته الإنسان أكثر من الرّاحة الكاملة¡ كونها لا تختلف عن الموت"
إذ فجأة حين قمنا بتفكيك علاقاتنا مع الآخرين بشكل مؤقت¡ تكشفت لنا القيمة الحقيقية لأنفسنا¡ وهي لاشيء¡ إذ ما قيمة حياة الشخص من دون أحبته¿ وأي معنى لوجوده حين يقف في بيته وحيداً¿ بالتأكيد لن يحتمل الوحدة القاتلة¡ وقد يصادق الكلاب والهررة ودواب الأرض كلها¡ لكنّه سينهار متضرعاً لله أن يرسل له إنساناً مثله يعطي معنى لحياته أو ينهي حياته لتنتهي عذاباته.
لعلّ ذلك جزء من حكاية روبنسون كروزو التي كتبها دانيال ديفو العام 1719 بقراءة مختلفة تكشف مدى أهمية العزلة لإعادة بناء الذات¡ وترميم علاقاتنا بالآخر حين تبلغ أوج تشوهها.
لكن سواء كانت العزلة في البيت¡ أو في جزيرة ضائعة في البحار¡ تبقى الوحدة واحدة¡ إنّها تجعلنا نعرف بالضبط ما نفتقر إليه¡ محددين ما نريده. بالتأكيد بإمكاننا التقيد بالحجر الذاتي لحماية أنفسنا¡ وحماية من نحب قدر المستطاع لكن من المستحيل أن نشتري الخلود¡ نحن متساوون اليوم أمام الموت بأسرع سبله¡ وهذه حكمة أخيرة تضعنا في مواجهة الحروب السخيفة التي خضناها ونخوضها من أجل تدمير الآخر. إن تراجيدية ما نعيشه في هذه الحقبة الحرجة تكمن في المقاتل الذي يصوب بندقيته نحو إنسان يضحي طبيب من أجل إنقاذه..!
http://www.alriyadh.com/1811566]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]