المراسل الإخباري
04-30-2020, 16:10
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الحرب ليست نزهة
في مطلع السبعينات من القرن الماضي مهدت زيارة سرية قام بها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر للصين لكسر حالة من الجفاء بين البلدين العملاقين¡ وفي نوفمبر الفائت حذر ثعلب السياسة الأميركية الذي منحته أعوامه التي تجاوزت التسعين حكمة آخر العمر¡ من اندلاع حرب حقيقية بين الدولتين أخطر من الحرب العالمية الأولى بسبب النزاع التجاري بينهما. ثم أتت جائحة كورونا لتفاقم التوتر بين العملاقين¡ وتشهد تصعيداً دبلوماسياً خطيراً انطوى على اتهامات صريحة متبادلة تحمّل كل طرف مسؤولية إطلاق الفيروس أو التستر على معلومات مهمة حياله.
عندما يحذر عراب التقارب التاريخي بين واشنطن وبكين من مآل كهذا¡ علينا جميعاً أن نتهيأ للأسوأ¡ ونأخذ تحذيره على محمل الجد¡ فصراع أميركي صيني -اللذين يمثلان قرابة 40 % من أجمالي الناتج العالمي- يمس كل شبر على أرض البسيطة¡ وسيعيد تشكيل العالم على نحو لا يمكن التكهن به¡ وربما تكون أولى التداعيات طي مفهوم العولمة بقواعده الحالية¡ أو أن يتم تقليم أظافر العولمة الطويلة¡ أو بحسب ما وصفه المفكرون بـ»العولمة المتوحشة»¡ ولهذا وحده تداعيات هائلة على الاقتصاد والسياسة في العالم بأسره.
كما أن منظمة الصحة العالمية في مرمى سهام هذا الصراع¡ وتبين ذلك عندما قرر دونالد ترمب تعليق المساهمة الأميركية في تمويل منظمة الصحة العالمية¡ بسبب ما وصفه بـ»سوء إدارة» المنظمة التابعة للأمم المتحدة لأزمة كورونا¡ وهو ما سيستدعي رداً صينياً.
خطورة الصراع البارد الجديد¡ أنه قائم على أسس اقتصادية بالدرجة الأولى¡ وليس تظهيراً لصراع أيديولوجي كما شأن الصراع الأميركي السوفيتي¡ وبالنظر إلى حجم تداخل البلدين في عصب الاقتصاد العالمي¡ فإن توتر العلاقة سيكون له ارتدادات واسعة النطاق¡ وربما يقود إلى ثنائية جديدة تكون وقوداً لصراعات واختلالات سياسية مدمرة.
ثمة قول سياسي عميق للفيلسوف الروماني سينيكا¡ إن الخوف من الحرب أسوأ من الحرب ذاتها¡ وفي حالتنا هذه يترآى كم كان سينيكا بعيد النظر¡ فليس شرطاً أن تقع الحرب ليعم شرورها¡ فحالة الاستقطاب التي ستنشأ عن لعبة شد الحبل بين واشنطن وبكين¡ يمكن أن تربك معادلات السياسة الدولية التي استقرت بعد سقوط المعسكر الشيوعي¡ وتدخل العالم مجدداً في حرب باردة جديدة¡ سيناريوهات المرحلة المقبلة مفتوحة على المجهول بسبب هذا الفيروس الغامض¡ لكن ما نعلمه يقيناً أن لا أحد يريد حقاً أن يرى فيلين يتصارعان في متجر للخزف¡ خصوصاً إن كان عالمنا هو متجر الخزف هذا.
http://www.alriyadh.com/1818548]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في مطلع السبعينات من القرن الماضي مهدت زيارة سرية قام بها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر للصين لكسر حالة من الجفاء بين البلدين العملاقين¡ وفي نوفمبر الفائت حذر ثعلب السياسة الأميركية الذي منحته أعوامه التي تجاوزت التسعين حكمة آخر العمر¡ من اندلاع حرب حقيقية بين الدولتين أخطر من الحرب العالمية الأولى بسبب النزاع التجاري بينهما. ثم أتت جائحة كورونا لتفاقم التوتر بين العملاقين¡ وتشهد تصعيداً دبلوماسياً خطيراً انطوى على اتهامات صريحة متبادلة تحمّل كل طرف مسؤولية إطلاق الفيروس أو التستر على معلومات مهمة حياله.
عندما يحذر عراب التقارب التاريخي بين واشنطن وبكين من مآل كهذا¡ علينا جميعاً أن نتهيأ للأسوأ¡ ونأخذ تحذيره على محمل الجد¡ فصراع أميركي صيني -اللذين يمثلان قرابة 40 % من أجمالي الناتج العالمي- يمس كل شبر على أرض البسيطة¡ وسيعيد تشكيل العالم على نحو لا يمكن التكهن به¡ وربما تكون أولى التداعيات طي مفهوم العولمة بقواعده الحالية¡ أو أن يتم تقليم أظافر العولمة الطويلة¡ أو بحسب ما وصفه المفكرون بـ»العولمة المتوحشة»¡ ولهذا وحده تداعيات هائلة على الاقتصاد والسياسة في العالم بأسره.
كما أن منظمة الصحة العالمية في مرمى سهام هذا الصراع¡ وتبين ذلك عندما قرر دونالد ترمب تعليق المساهمة الأميركية في تمويل منظمة الصحة العالمية¡ بسبب ما وصفه بـ»سوء إدارة» المنظمة التابعة للأمم المتحدة لأزمة كورونا¡ وهو ما سيستدعي رداً صينياً.
خطورة الصراع البارد الجديد¡ أنه قائم على أسس اقتصادية بالدرجة الأولى¡ وليس تظهيراً لصراع أيديولوجي كما شأن الصراع الأميركي السوفيتي¡ وبالنظر إلى حجم تداخل البلدين في عصب الاقتصاد العالمي¡ فإن توتر العلاقة سيكون له ارتدادات واسعة النطاق¡ وربما يقود إلى ثنائية جديدة تكون وقوداً لصراعات واختلالات سياسية مدمرة.
ثمة قول سياسي عميق للفيلسوف الروماني سينيكا¡ إن الخوف من الحرب أسوأ من الحرب ذاتها¡ وفي حالتنا هذه يترآى كم كان سينيكا بعيد النظر¡ فليس شرطاً أن تقع الحرب ليعم شرورها¡ فحالة الاستقطاب التي ستنشأ عن لعبة شد الحبل بين واشنطن وبكين¡ يمكن أن تربك معادلات السياسة الدولية التي استقرت بعد سقوط المعسكر الشيوعي¡ وتدخل العالم مجدداً في حرب باردة جديدة¡ سيناريوهات المرحلة المقبلة مفتوحة على المجهول بسبب هذا الفيروس الغامض¡ لكن ما نعلمه يقيناً أن لا أحد يريد حقاً أن يرى فيلين يتصارعان في متجر للخزف¡ خصوصاً إن كان عالمنا هو متجر الخزف هذا.
http://www.alriyadh.com/1818548]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]