المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة موضوعية في العلاقة ما بين الذكاء والعاطفية



المراسل الإخباري
05-14-2020, 16:30
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المبدأ الأهم في الذكاء العاطفي صناعة رؤية مستقبلية واضحة لما يمكن أن تكون عليهº فحين تضع معايير لنفسك يزداد تقديرك لذاتك وتعيش وفقًا لقيمك وقناعاتك وينتابك شعور رائع حيال نفسك وتصير بما تفكر فيه..
عندما ننظر في قصة نجاح دبليو كليمنت ستون مؤلف كتاب Success Through A Positive Mental Attitude نتصور أنه يتمتع بحظ لا يوصفº ولكنه ليس كما يبدو لنا فأحيانًا تكون إمكانات وقدرات الإنسان أكثر مما يتراءى للآخرين¡ فالناجح عادة ما يكون غير منطقي وواقعي -بمقاييس الآخرين- في تصوراته وتطلعاته ولكنه بمقاييسه الخاصة ذكيًا ودقيقًا في تحليله فعندما ننظر إلى شخصية مثل غاندي الذي حرر الهند من الاستعمار البريطاني عن طريق اللاعنف لم يكن يبدو في نظر الآخرين واقعيًا في تطلعه ولكنه كان دقيقًا في تحليله للموقف¡ وأذكر أنني شاركت في حلقة نقاش جامعية في الولايات المتحدة الأميركية حول شخصية غاندي والتي تجمع ما بين البساطة والعفوية والدهاء الخارق.
يقول ماكسويل: لا تفكر بالأمور بما هي عليه الآن ولكن بما قد تصير عليه في المستقبل.
وعندما ننظر في تجربة كليمنت ستون والذي انطلق من بداية متواضعة إلى أن أصبحت قصته لأكثر الأميركيين نجد أن النجاح بالمقاييس الأميركية يتمثل في كليمنت: المال والمركز الاجتماعي والشهرة.. ولكن لم يكن الأمر في بداياته على هذه الحال فقد مرت عليه أيام أكثر تعبًا عندما كان شابًا يافعًا يسكن كوخًا خشبيًا ويقتات على بيع الصحف في شوارع شيكاغو.. ولكن كل هذا الآن صار ماضيًا بالنسبة لكليمنت فقد (صنعها) حسب التعبير الأميركي السائد وهذا بالضبط هو ما كان يريد كليمنت.
هذه العقلية المتكيفة مع خطوات النجاح يراها الأميركيون وربما الغرب عمومًا نتاج نظرية الذكاء العاطفي.. فقد لاحظ علماء السلوك في الولايات المتحدة الأميركية أن مفهوم الإنجاز في الحياة الأميركية لا يتوقف على ذكاء العقل فحسب بل إلى تيار متدفق من المهارات والتقنيات والخبرات والصفات الفردية والسلوكية والتي تعرف بالذكاء العاطفي.
فقد أكدت الدراسات العلمية أن تطوير الذكاء العاطفي أكبر بكثير من تطوير الذكاء العقلي فقد يكون المرء متمكنًا من حل أعقد المسائل الرياضية وهي أحد مكونات الذكاء العقلي ولكنه قد لا يكون ناجحًا في الحياة فقد توصل الدارسين السيكلوجيين على أن النجاح يتوقف على مهارات الذكاء العاطفي ولكن لا يعني تغييب الذكاء العقلي وإن كان الذكاء العاطفي يمكن الإنسان من إطلاق قدراته ومواهبه المتفردة فيصير إنسانًا للإنجاز ويتعلم ألوانًا من الاستراتيجيات الأساسية للنجاح والتي تغير صورته في الحياة تمكنه من الارتقاء بذاته.
ففي دراسة لهاورد جارنر من جامعة هارفرد وجد أن الإنسان يحظى بتشكيلة متنوعة من الذكاءات: الذكاء اللفظي والذكاء الحسابي والذكاء البدني والذكاء البصري والذكاء في العلاقات مع الآخرين والذكاء في علاقاته مع نفسه والذكاء الحدسي والذكاء التجريدي.
ولكن النجاح الحقيقي يكمن في صناعة الأهداف ووضوح الرؤية وقوة العزيمة وروح الابتكار ومهارة التفوق ونوعية الأداء والتحسين المستمر والذي يعرف عند اليابانيين بنظرية كايزن Kaizan وهي منهجية يابانية لتحسين الأداء والفاعلية والتفكير الإبداعي ومنهجية كايزن Kaizan تمثل منهج تفكير للارتقاء بالأداء للوصول إلى أعظم النتائج وأسرعها زمنيًا.
فالمبدأ الأهم في الذكاء العاطفي صناعة رؤية مستقبلية واضحة لما يمكن أن تكون عليهº فحين تضع معايير لنفسك يزداد تقديرك لذاتك وتعيش وفقًا لقيمك وقناعاتك وينتابك شعور رائع حيال نفسك وتصير بما تفكر فيه.. فعندما تنهض على أساس من قيم راسخة يتحدد بدرجة كبيرة أي نوع من الأشخاص أنت وأي نوع من الحياة تعيش.. ولكن كيف يمكن لك أن تعبر عن قيمك¿ يتمثل فيما تقوم به وليس ما تقوله.
إن إحدى أكبر المشكلات ظاهرة القيم المؤقتة أو الأخلاق المؤقتة.
ولكي تصير فعالًا على المستوى الشخصي عليك أن تعيش باستمرار وفقًا لأسمى القيم على كل مستويات حياتك ففي فلسفة الذكاء العاطفي تحدث بشأن الحاضر والمستقبل وليس بشأن ما مضى وانقضى¡ واصنع لك رؤية مستقبلية واضحة وانجذب نحو أمانيك وأحلامك تنجذب لك أمانيك وأحلامك.




http://www.alriyadh.com/1821064]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]