المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقاعة التحرر



المراسل الإخباري
05-14-2020, 16:30
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أضحت اليوم شبكة الإنترنت¡ ومواقع التواصل الاجتماعي مكانا محفِّزًا للقيام بكل شيء وقول ما نريد كانعكاس مبالغ فيه يعكس صورة لمجتمعات باسم الشفافية والحرية على هذه المنصات¡ فالرد على أي شيء وكل شيء أصبح بمتناول الكل¡ ويمكننا القيام بذلك من أي مكان¡ وفي أي وقت في ظل هذا التطور السريع والفراغ الروحي¡ والفكري الذي تعاني منه شريحة واسعة من المجتمع¡ وتزايد الإحساس بالانتقام.
تسارع نمو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير خاصة مع ظهور العديد من قنوات التواصل الاجتماعي¡ حيث مكنت مواقع التعليقات عبر الإنترنت ومواقع المراجعة الأفراد من ترك مراجعات تسمح لآلاف الأفراد بقراءة تعليقاتهم¡ كما توجد العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تمنح حق السماح للمستخدمين بمشاركة المعلومات¡ ومن هنا غالبا ما يحدث هذا التقاسم دون التفكير في حقيقة المعلومات¡ أو بدون إشراف تنظيمي¡ بالإضافة إلى ذلك سمحت الملفات الشخصية¡ والمواقع المجهولة للأفراد بنشر ما يعتقدونه حقًا على الفور¡ لذا أصبح من الصعب التحكم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون أن تكون هدفا لردود الفعل الضارة كالسخرية¡ والشتائم والتهديدات¡ والإهانات العنصرية¡ والجنسانية¡ بل من الصعب على نحو متزايد التنقل في الشبكات الاجتماعية دون التعرض لرصاصة إلكترونية طائشة أطلقتها حروب التويتر أو غيرها.
ومما لا يدع مجالا للشك أن هذه الظاهرة النرجسية الخطيرة ازدادت بالفعل بل تفاقمت إلى حد المبالغة في القذف¡ والشتم¡ وحشد العواطف لمزيد من العنف¡ والتعصب ناهيك أن هذه الشبكات الاجتماعية تمثل لدى الكثيرين حقيقة الحرية (عالم دون حدود يتساوى فيه الكل) إنها فقاعة التحرر المزعومة على مواقع التواصل الاجتماعي¡ فهل نحن أحرار فعلا في القرن الواحد والعشرين¿ وإن كنا كذلك¡ فما مدى خطوط العرض¡ وحدود وسائل التواصل الاجتماعي في ترجمة مثل هذه الحرية¿
المفروض أن الغرض من وسائل التواصل الاجتماعي تسهيل سرعة التواصل مع العائلة والأصدقاء¡ بالإضافة إلى تبادل الخبرات¡ وإعلام الآخرين بآرائنا¡ ومعتقداتنا¡ قد تجسد هذه الآراء والمعتقدات الأحداث العالمية¡ أو الشؤون المحلية أو السياسة¡ أو الدينية¡ أو تعبر عن المصالح¡ والانتماءات¡ والمنظمات¡ ومختلف المنتجات¡ والأشخاص ومجموعة متنوعة من الموضوعات الأخرى¡ وليس منصات للقذف والتشهير¡ تطال كل الشرائح في المجتمع¡ والوقوف على الأسباب يحتاج إلى تحليل تشخيصي دقيق من عدة علوم على رأسها علم النفس¡ وعلم الاجتماع¡ لفهم دوافع هذا السلوك¡ لذا تتعدد أسباب التشهير على مواقع التواصل الاجتماعي من اجتماعية إلى تربوية إلى نفسية تترجم عقدا نفسية تعاني منها هذه الشريحة¡ وأسباب تتعلق بالتنشئة الأسرية¡ والجهل¡ وقلة التعليم -غياب التوعية- أضف إلى ذلك اختلاف القوانين التي تجرم مثل هذه الأفعال من بلد إلى بلد لينتهي الأمر ببعض مستخدمي الإنترنت إلى الاختباء خلف أسماء مستعارة لإهانة الآخرين¡ والتشهير بهم بحجة حرية التعبير¡ لذا غالبًا ما تكون وسائل التواصل الاجتماعي سيفا ذا حدين.




http://www.alriyadh.com/1821062]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]