المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العامل الأهم في مسيرة الأمم



المراسل الإخباري
05-16-2020, 11:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
لنا في المملكة تجربة رائدة على مستوى العالم العربي حين وحّد الملك عبدالعزيز المملكة بعزيمته وبالرجال المخلصين له¡ وهي بمساحة قارة فثبت أركانها بالأمن والعدل والتنمية¡ وعكسها الدول التي تولى قيادتها قادة غير أكفاء أو فاسدون فقد ساءت أحوالها..
من قراءة السير الذاتية للقادة وتجربة شخصية امتدت سنين طويلة آمنت أن العنصر الأهم في نجاح أو فشل المؤسسات هو القيادة. ومن يتتبع أداء الشركات الكبيرة في مختلف الدول يجد أنه رغم أهمية ما يتخذ من إجراءات إدارية ومتابعة وحوكمة لتفادي الخسائر والتجاوزات¡ إلا أن أكثر من تعرض للخسارة¡ وربما الإفلاس هي الشركات التي كان على رأس الهرم فيها قائد غير كفء أو يفتقر للنزاهة والأمانة التامة¡ بعكس الشركات التي نمت وازدهرت فقد وفقت بقادة بعيدي نظر ويتمتعون بالإستقامة والأمانة والشجاعة.
ونفس المثل ينطبق على الدول وعلى مستوى العالم¡ فالدول التي ازدهرت كان العنصر الحاسم هو القيادة¡ كما هو في معجزة الشرق سنغافورة بقيادة "لي كوان يو"¡ لتنتقل من أفقر دول آسيا إلى أفضلها من حيث مستوى دخل الفرد رغم عدم وجود أي مصادر طبيعية سوى الإنسان¡ وكذا كوريا الجنوبية مع رئيسها الجنرال المتقاعد بارك ليتحول الشعب الكوري الجنوبي بأكمله من الفقر والجهل إلى شعب منضبط ومنتج بفضل تركيزه على التعليم ومكافحة الفساد¡ وقبلهما اليابان التي خرجت من الحرب العالمية الثاانية محطمة ومدمرة وتشتكي من البطالة والفقر¡ ولتصبح بفضل قيادتها وتعديل دستورها عملاقاَ صناعياَ واقتصادياَ¡ ومثلها الولايات المتحدة الأمريكية وقادتها المؤسسين الأوائل¡ فلم تكن الثروة ولا الموقع أو عدد السكان هي العنصر الحاسم¡ بل كانت عوامل مساعدة¡ ولنا في المملكة تجربة رائدة على مستوى العالم العربي حين وحّد الملك عبدالعزيز المملكة بعزيمته وبالرجال المخلصين له¡ وهي بمساحة قارة فثبت أركانها بالأمن والعدل والتنمية¡ وعكسها الدول التي تولى قيادتها قادة غير أكفاء أو فاسدون فقد ساءت أحوالها¡ وزاد الفقر والفساد وغيبت الحريات والنقد البناء¡ ولا أدل على ذلك من بعض دول إفريقيا والعالم العربي كاليمن وليبيا واليمن والعراق وسورية¡ وقبلها الاتحاد السوفييتي الذي أهمل الإنسان فلم تشفع له قوته العسكرية ومساحاته الواسعة وثرواته الهائلة.
كل ما سبق يقودنا إلى الاطمئنان على مستقبل الاقتصاد والتنمية في المملكة¡ وحتمية تحقيق الرؤية 2030 وإتمام المشروعات والبرامج المخطط لها رغم المصاعب التي أوجدها وباء كورونا الذي شلّ اقتصاد العالم¡ ذلك أنه على رأس الهرم قائد جمع بين الخبرة والحكمة وبعد النظر¡ يساعده ويعينه ولي العهد الذي نذر نفسه للسير بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة¡ قائد يتحلى بالحيوية والشباب والشجاعة لاتخاذ القرارات المناسبة¡ فلا شيء كالمبادرة في اتخاذ الحلول بعد دراسة متأنية ودراسات مستفيضة.
القيادة هي العامل الحاسم في تخطي الصعاب ومن عوامل امتلاكها ما يلي:
أولاً. تغيير مفهومنا عن القيادة من أنها تولد مع الشخص¡ فالقيادة تدريب وتعلم وتنمية مهارات¡ صحيح أن الفرد يولد بسمات معينة تمكنه من التميز في أداء أشياء معينة¡ والبعض يولد ولديه مواهب في سرعة تعلم لعبة معينة¡ أو يكون لديه موهبة فنية كالعزف والرسم¡ أو حب القيادة¡ لكن اكتشاف هذه القدرات وتطويرها يفوق كثيراً في أهميته أي قدرات يولد بها الفرد¡ فكم من المواهب والقدرات وجدت ثم ذبلت وتلاشت بسبب إهمالها وعدم تطويرها¡ وهو ما يعني أن نجعل البحث عن القادة المتميزين والذين يمتلكون صفات القيادة من أمانة وشجاعة وحسن تصرف وتواضع من أهم برامج الدولة للبحث عن القادة¡ وتطوير أدائهم وإعطائهم مسارات تسرّع في توليهم المناصب الملائمة لقدراتهم¡ علينا أن نوجد برامج ودورات ومسارات لمن هم على رأس العمل سواء في القطاع العام أو الخاص أو القطاع الثالث غير الربحي¡ على أن تتولى جهة أكاديمية وإدارية كمعهد الإدارة برنامجاَ وطنياَ يستفيد مما لدى جامعات الدول المتقدمة والشركات الكبيرة الناجحة في طريقة البحث عن القادة وإيجاد مسارات خاصة لهم¡ وتقييمهم سنوياً ووضعهم تحت المجهر¡ وتمكينهم من ممارسة وظائف مختلفة لها علاقة بما سيوكل إليهم مستقبلاً.
ثانياً. التعليم هو الميدان المناسب للتقدم وتطوير قدرات القادة بممارسة القيادة في المدراس وخارجها¡ ومنها تكثيف البرامج التي تتيح للطالب أن يكون قائداً أو مقوداً مثل أنشطة الكشافة والأنشطة الرياضية والفنية ومنها المسرح المدرسي¡ مع استمرار المتابعة حتى مراحل متأخرة من التعليم الجامعي أو الكليات العسكرية¡ وهذا يتطلب أولاً حسن اختيار قادة المدارس والجامعات من بين أفضل المعلمين والمعلمات والأساتذة.
القيادة هي العامل الأهم في مسيرة الأمم ونجاح المهمة¡ وندرة القادة المتميزين على مستوى العالم حقيقة تعاني منها أكثر الدول¡ لكنه حين يوجد ويمكّن يصنع الفرق¡ وهذا هو ما يجعل القائد الناجح مطلوباً ويدفع له الكثير من المميزات والمكافآت.




http://www.alriyadh.com/1821420]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]