المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في مفهوم الشعرية



المراسل الإخباري
06-06-2020, 03:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png دنسمع كثيرًا قولهم: (مناظر شعرية - لوحة شعرية - أجواء شعرية أو شاعرية...) وهكذا¡ ينسبون الجمال إلى الشعر¡ أو يقيمون بينه وبين الجَمال علاقاتٍ¡ وصلاتº ومن هنا صاروا يقولون عن اللغة الجميلة¡ إذا زادت أدبيتها¡ وجماليتها: (صورة شعرية - لغة شعرية - رسالة شعرية - بنية شعرية)¡ فيستعملون هذا الوصف من باب التجميل والتحسين. وهذه نقطة المركز في (الشعرية) أو مركز الكتلة كما يقول الفيزيائيون.
وبين من ينعتها بالعلم¡ ومن يصفها بالمنهج¡ ومن يحكم عليها بالاتجاهº يخلط كثير من الباحثين والنقاد في مفهوم الشعرية وفروعها الاصطلاحيةº فيخلع بعضهم عليها أوصافًا تقرّبها تارةً من الشعر¡ وتبعّدها عنه تارات أُخرº غير أننا في كل الأحوال لا يمكن أن نعزلها عن الجذر اللغوي لمادة (شعر)¡ وعلى ذلك يمكن القول: إن الشعرية حاولت ألا تبتعد عن الغاية من الشعر¡ وليس الشعر في حد ذاتهº وانطلاقًا من ذلك قال بعض النقاد: «إذا كانت كلمة (شعر) قد عَنَتْ لعصورٍ طويلة نمطًا مُعَيّنًا من الكتابة¡ له معاييره الخاصة المتعارف عليها¡ وفي مقدمتها الوزن والقافيةº فإن كلمة (شعرية) أو (شاعرية) (Poetics) أَضْحَت المصطلح الجامع الذي يصف اللغة الأدبية في النثر والشعر معًا».
ثم تطورت دلالات هذه الكلمة لدى النقّاد الغربيين¡ فأطلقها الإنشائيون على خصائص الخطاب وسماته¡ بما يجعله خطابًا ذا أثر أدبيº ولهذا قال أهم أعلام الشعرية المعاصرة الفرنسي (تزفيتان تودوردف 2017م) في كتابه (الشعرية) متحدثًا عن أهم مرتكزات هذه الكلمة: «ليس العمل الأدبي في حد ذاته هو موضوع الشعرية¡ فما تستنطقه هو خصائص هذا الخطاب النوعي الذي هو الخطاب الأدبي» كما اختزلت الناقدة البلغارية الفرنسية (جوليا كريستيفا) الشعرية بملامحها (الفسيفسائية).
وطرح الفرنسي الآخر (جيرار جينيت 2018م) أحد أقطاب الشعرية في العصر الحديث سؤالًا مهمًا في كتابه (مدخل لجامع النص) وهو: «في أي شيء تنحصر أدبية الأدب¿»¡ وهو سؤال تتجلى من خلاله أقصى غايات الشعرية¡ وأهدافها¡ واتجاهاتها. وكذلك سلك الشعريون أو الإنشائيون مسلكهº فحاولوا الانطلاق من الإجابة عن هذا السؤال في تحديدهم لمفهوم الشعرية.
ولقد اكتسبت الشعرية منذ القديم إلى يومنا هذا طابعًا جماليًا يميزهاº فتعددت اتجاهاتها¡ وتنوعت أشكالها¡ ولئن كان «مرد الشعرية في القول بحسب رأي الفلاسفة إلى الإخراج الصوري للمعنى¡ أو إلى تشكيل المواد المعنوية»¡ فلقد بتنا نرى شعرياتٍ منبثقةً من تصورات مختلفةº حتى ذهب بعضهم إلى الحديث عن شعريات كثيرة¡ كشعرية البلاغة¡ وشعرية الصياغة¡ وشعرية المعنى¡ وشعرية الماهية¡ وشعرية الأشياء¡ ونحو ذلك من الشعريات المختلفةº وصار هذا التنوع في الشعريات دليلاً على وجود شعريات فرعية أخرى يمكن اكتشافها في مواطن كثيرةº لعل من بينها - على سبيل المثال - الشعريات النصية عمومًا¡ وهي شعريات يمكن أن تكون لونًا من ألوان شعرية الصياغة.




http://www.alriyadh.com/1824791]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]