المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفكار القذافي المالتوسيّة.. وخيوط الماريونت



المراسل الإخباري
06-28-2020, 10:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن القذافي الهالك بفعله ومحاولاته الدنيئة في إشاعة الفوضى لا تقل بشاعة عن الأفكار المالتوسيةº أما من كان يتردد على خيمة القذافي من المرتزقة والمنتفعين والإرهابيين فهم لا يعدون أن يكونوا خيوط «الماريونت»..
التآمر مستمر..بل إنه يتسارع إلى ذروته..هكذا يقرر المفكر العربي الراحل مصطفى محمود في أحد تحذيراته وكأنه يستبطن ويسبر ويستغور أعماق المشهد العربي الملتهب الذي تحيط به نيران الخيانات والتآمرات من كل حدب وصوب. ويتساءل في حيرة مشوبة بمرارة موجعة: ألم تأتِ اللحظة التي نعيد فيها حساباتنا.. وننظر إلى ما يجري حولنا ببصيرة أكثر عمقاً¿ إن الأحداث لا تتحرّك فرادى.. ولا تسير منفصلة وإن بدت في الظاهر منفصلة..!
ولكن يبدو أننا لا نقرأ التاريخ ولا نعتبرº نتسامح بأكثر مما يجب¡ وقد ترتّب على هذا التسامح عدم اتقاننا المحاورة مع هذا العصر اللئيم بلغته الماكرة ومصطلحاته الذكية التي كانت تستوجب أن نكون أكثر صرامة حتى نتجنّب وجع الخيانات والتآمرات التي لم تراعِ أي قيمة أخلاقية أو إنسانية.
نعم التآمر – وكما تشي معطيات الواقع ومشاهداته – آخِذٌ في التكاثر بشكل مثير للقلق ومشاعر الخذلان والخيبةº فإن يتآمر عليك البعيد النائي فهو أمر قد تجد الكثير من مسوغاته من أطماع همينة وحوز طاقة وغيرهاº أما أن يأتي السلوك المشين الخالي من أي مروءة ومراعاة لقيم وأعراف وجوار ودين وأواصر أخوّة ومصاهرة¿ هو أمر يبعث على استدعاء كل مشاعر الاشمئزاز والانخذال والخيبة في أبشع مضامينها.
خيمة القذافي: هذا المكان الدالّ¡ وذلك الفضاء الذي يأخذ طابعاً دلالياً ورمزيّاً يشكّل أحد تمظهرات إنتاج المعنىº إنتاج دلالة أحد مظاهرها أنها كانت رمزاً لإنتاج التآمر وصناعة الخيانة وتصدير العنف والإرهاب والبذاءات بشتى صنوفهاº فالخيمة التي كانت مظهراً بدوياً لأصالة البدوي العربي وصدق تعامله ونقاء سريرته باتت هنا دالاًّ على القُبح والدمامة الأخلاقية والبشاعة السلوكية. هذا الفضاء الذي شهد التزاوج والانصهار والمماهاة بين الخونة بطريقة براغماتية ومكيافيلية بشعةº القذافي من جانب وقيادات ومرتزقة الإخوان من جهةº هؤلاء الذين لا يتورعون عن مصافحة حتى الشيطان لتحقيق مآربهم الدنيئة دون اعتبار لقيمة أو أخلاق أو دينº وهم لا يختلفون عن أشد وأنكى الأعداء ممن لا تنقضي أطماعهم وتآمراتهم على بلاد العرب عموماًº والتاريخ ذاكرة أمينة مشرّعة لكل راغب في القراءة والتعلُّم والاستفادة من الدروسº فأحلام السيطرة على العالم العربي ما زالت مثيرة للأطماعº وتفكيك النظام الإقليمي العربي وطمس هويته وإعادة تشكيله وفقاً لأديولوجيات حزبية وفئوية ودعم الأصوليات الدينية باستخدام المطيّة الإخوانية التي تحمل تاريخاً وإرثاً باذخاً ومقززاً من الخيانات والتآمرات الرخيصة وفق المصلحة والأهداف المتبادلة.
التسجيلات التي تم تسريبها لعدد من لاعقي الأحذية المتآمرين باتت حديث العالمº وقد وضح من خلالها مدى ضآلة وتقزّم هؤلاء الإرهابيين الذين تآمروا ضد دولهم وجيرانهم بكل خساسة وانعدام مروءةº تآمر يرقى بل يتجاوز الخيانة العظمىº إذ لا يكاد المرء يستوعب مدى تهافت نفوس وعقول المتآمرين الذين يبيعون ضمائرهم ويتخلّون بكل صفاة وتبجّح عن أوطانهم ولا يرقبون في مواطنيهم وأشقائهم إلاً ولا ذمّةº ولا يكترثون بإشاعة الفوضى والقتل والتدمير لملايين البشر مقابل مكاسب حقيرة لا تسمن من كرامة ولا تغني من إنسانية. أي هوان هذا الذي يجعلك تتجرّد من كل قيمة أخلاقية وتتآمر ضد بلدك¿ أي اعتساف للنصوص القرآنية والأحاديث الشريفة وتوظيفها لخدمة أهوائكم وتبرير فسادكم وانحلال أخلاقكم وتهافت فكركم واضمحلال عقولكم¿
إن القذافي الهالك بفعله ومحاولاته الدنيئة في إشاعة الفوضى لا تقل بشاعة عن الأفكار المالتوسيةº نسبة إلى توماس روبرت مالتوسº وهو باحث اقتصادي بريطاني شهير قدّم نظرية تتعلّق بالسكّان وخطورة ازديادهم والمشكلات التي قد تنجم عن قلة الغذاءº وفكرته أن عدد السكان يزيد بمتوالية هندسية بينما إنتاج الغذاء يزيد بمتوالية حسابية وهذا يعني أنه عند مرحلة زمنية معينة مستقبلية سوف يكون الغذاء أقل من حاجة السكان ونتائج ذلك ستكون كارثية على العالم ورأى أن الحل يكمن في التخلص من الفقراء وليس مهماً بقاء الفقراء أحياء وطلب العمل على زيادة عدد الوفيات وتشجيع الفوضى والدمار في سبيل التخلص منهم. أما من كان يتردد على خيمة القذافي من المرتزقة والمنتفعين والإرهابيين فهم لا يعدون أن يكونوا خيوط "الماريونت"º وهي الدُّمى التي يتم تحريكها بواسطة الخيوط في المسرح السياسي العبثي الذي أخرجه بصفاقة وعته الهالك القذافي.
التسريبات واقع مخجل وعار لمن ظهرت أصواتهم وتآمرهم عبرهاº والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت ولا أحد يدري أي مفاجأة تنتظر المتابع والمراقب لمسرح تشهد خشباته أشد الوقائع درامية وعبثية.




http://www.alriyadh.com/1828821]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]