المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مالئ الدنيا وشاغل الناس



المراسل الإخباري
08-14-2020, 05:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هذا هو لبنان باختصار شديد¡ ولم يستطع أحد تغيير هذه المعادلةº ففي لبنان وحدها كنت تجد الكاتب الفرعون¡ الذي يفتخر علناً بأنه يقبض لكي لا يكتب¡ ويقبض لكي يكتب! وفي لبنان وحده كانت عديد من الدول تصفي خصومها¡ ودائماً الفاعل مجهول.. وفي لبنان استطاع زعيم فلسطيني راحل أن يقف أمام وسائل الأعلام ليقول بالفم المليان إنه "حاكم بيروت"! وكان جنوده وعماله يتحركون وسط الناس بأسلحتهم¡ برهنة على ذلك القول¡ ومن بيروت كان هذا الزعيم يقذف الحجارة على كل دولة لا تمده بالمال.. ومن لبنان كانت بعض الدول تدير عديداً من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية علناً.
وفي لبنان وحده¡ كنت لا تعدم يافطات لأحزاب عربية على الجسور والكباري وأسطح العمارات.. وفي بيروت أو لبنان كله لن تعدم وأنت تتمشى على الكورنيش¡ أو تطلق رجليك بهدوء في الشوارع الخلفية¡ أن تجد جثة مطعونة ومشوهة مرمية على الطريق دون أن يجرؤ أحد على النطق بمن قام بذلك الفعل.. وزراء ورجال أعمال ورؤساء قُتلوا بهذه الطريقة. لكن الكبار مثل "رفيق الحريري" كانت تتم تصفيتهم على الهواء عبر تفجير لا يقضي عليهم فقط¡ لكنه يطال الشوارع والجدران والمحلات العامة والناس ومرافقي الضحية دون أن يدل أحد على الفاعل!
وفي لبنان وحده هناك طبقات تبلع الزلط¡ وطبقات تبحث عن الزلط لكي تبلعه¡ لكنها لا تجده! في لبنان وحده الذي ليس عنده كبير يستند عليه في الملمات يشتري له كبير حتى لا يضيع.. وفي لبنان نفسه¡ سراً وعلناً¡ كانت عديد من الدول حاضرة¡ حتى القذافي عندما لم يستطع تصفية خصومه من الزعماء اللبنانيين استضاف أحدهم (موسى الصدر) بعد أن رتب له زيارة رسمية ودية¡ ولم يخرج الضيف من بلد مضيفه¡ لا هو ولا مرافقوه حتى الآن¡ رغم أن الذي استضافهم¡ وقيل إنه صفاهم¡ خرج منها مقتولاً على سطح سيارة ونيت.. ماذا فعل "موسى الصدر"¡ حتى استحق ذلك المصير¿
في لبنان وحده¡ لن يزعم أحد أن المسيحيين أو السنة أو الشيعة أو الدروز¡ على قلب رجل واحد. كل عرق وكل ديانة أو مذهب بات من عدة أقسام¡ فليس المسيحيون كلهم مع عون¡ وليس السنة كلهم مع الحريري¡ وليس الشيعة كلهم مع نصر الله¡ حتى الدروز على قلة عددهم¡ ليسوا كلهم مع جنبلاط! الناس في لبنان بمختلف عرقياتهم وعقائدهم ومعهم العرب¡ لا يجمعون إلا على محبة فيروز وصباح وفيلمون وهبي والرحابنة وجبران ونعيمة وسعيد عقل¡ ودور النشر المتعددة الاتجاهات¡ حتى قيل إن لبنان تنشر¡ وبغداد تقرأ¡ ومصر تكتب أو تؤلف. ولا ينافس اللبناني على النجاح والتألق خارج بلاده إلا اليماني¡ وكلاهما¡ ومنذ القدم¡ بلداهما هذه حالهما! فمتى نرى لبنان يعود لأهله¡ دون محاصصة.. متى يكون اللبناني ناجحاً في لبنان مثلما هو خارجه¿ العنف في لبنان بات مسلسلاً مملاً¡ منذ العام 1958م وحتى الآن¡ ما جعل لبنان على الدوام مالئ الدنيا وشاغل الناس!




http://www.alriyadh.com/1836625]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]