المراسل الإخباري
12-24-2020, 15:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
هنالك نعمٌ عظيمةٌ جليلةٌ يُدركُ كل الناس أنها تُنالُ بجهودٍ كبيرةٍ¡ لكنهم يعفون منها أنفسهم¡ ويحصرونها في طائفةٍ معينةٍ تتولى الجهد المحسوس فيها¡ ومن تلك النعم¡ نعمة الأمن والاستقرار¡ فالناس يدركون أن الأمن مسؤولية كبيرة تتولاها الدولة ممثلة في أجهزتها المختلفة..
الرغائب التي تصبو إليها نفوس البشر سواء كانت مادية أم معنوية لو كانت تُنالُ مجاناً بلا بذل سبب¡ ولا مكابدة أدنى تعب¡ لتزاحم الناس على سُدِّتها¡ وتشاركوا في التجمُّلِ ببهجتها¡ ولو كان كذلك لانماعت مزاياها ولصارت من قبيل النعم العامة المحيطة بكل فردٍ منا¡ ولا يُعيرها كثيرون أدنى اعتبار¡ وقد جرت السنّة الكونية بكون الظفر منوطاً بالسعي والكدِّ¡ ولو شاء الله لهدى الناس كلهم من غير أن يصبروا نفوسهم على مشاقِّ التكليف¡ ولو شاء لأغناهم جميعاً بلا صفقةِ بيعٍ ولا غرسِ زرعٍ أو رعي نَعَمٍ¡ على أنهم لو كانوا كذلك لانسدَّ باب التعاون بينهم فلحقهم العنت¡ وهذا مصداق قوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)¡ فمن أحبَّ مغنماً معيناً فليبذل ثمن تحصيله¡ ومن المرغوبات ما يظن بعض الناس أنها تحصل اعتباطاً ولا تحتاج إلى بذل الأسباب لها ومنها:
أولاً: الهداية والاستقامة¡ فمن الناس من يظن أن المستقيم انساقت له المواظبة على الحق¡ والتمسك بالهدي القويم¡ والتزيُّن بالسمت الحسن من غير معاناة لها¡ ولم يدر أن التقوى إذا حصلت فبحبس النفس عن ملذاتها وشهواتها¡ وصبرها على مكارهها¡ ومراغمة الشيطان¡ وما تنشط إليه نفس المتعبدين وترتاح إليه جوارحهم من العمل الصالح فهو نتيجة لذلك التعبُّد والنصَب المبذولº فمن جزاء الحسنات أن تعقبها حسنات أخرى¡ فمن رأى متنسكاً وغبطه على ما هو عليه فلا ينتظرنَّ أن يصبح مثله فجأة¡ بل ليقبل على نفسه فليحملها على الإنابة.
ثانياً: الحظوة بالاحترام والتقدير¡ فمن الناس من يدعي أن الناس يُضفون رداء التقدير على من بدا لهم من غير أن يتعاطى ذلك المبجل أسباب التبجيل¡ وليس الأمر كما يدّعونه¡ بل إنما يُعظِّمُ الناس من رأوا عنده أسباب العظمة¡ والناس أضنُّ بالاحترام من أن يضعوه حيث لا يُوجدُ سببٌ لوضعه¡ وإنما يُحترمُ المرءُ لخصالٍ حسنةٍ تحلَّى بها¡ وهي كثيرةٌ ومتنوعةٌ¡ وكثيراً ما يُسألُ بعضُ عِليةِ العرب بم نال تلك المكانة والرفعة¿ ولا أحد منهم أجاب بأنه وُهبها جزافاً¡ ولا أنها نزلت عليه صدفة¡ فمنهم من قال مجيباً عن ذلك السؤال: "والله إنّي لأعفو عن سفيههم¡ وأحلم عن جاهلهم¡ وأسعى في حوائجهم¡ فمن فعل فعلي فهو مثلي¡ ومن زاد فهو أفضل¡ ومن قصّر فأنا خيرٌ منه" وأجوبتهم تحوم حول هذا¡ فمن كان ينفع الناس بماله أو علمه أو جاهه¡ ويغضّ طرفه عن فلتات سفهائهم¡ ولا يحسد فاضلهم¡ ولا ينشغل بما لا يعنيه فقد استحقّ أن يُحترم.
ثالثاً: صلاح ذات البين داخل الأسرة¡ وقد يظن ظانٌّ أن نعمة الترابط والتآلف الأسري مجردُ حظٍّ تصادفه بعض العوائل فتحظى به وتعيش عيشةً هنيئةً لا تشوبها المماحكات¡ ولا تُعكِّرُها التشنجات¡ ولم يدر أن حسن العلاقة بين القرابة نعمةٌ تُنالُ بفضل الله تعالى ثم ببذل الأسباب الكثيرة ولا يكفي التسبب في ذلك وقتاً ما من الأوقات بل يستمر الكفاح في هذا المجال الشديد الأهمية من غير تراخٍ ولا استرخاءٍ¡ ومن تلك الأسباب تعاطي جوالب الصفاء من قبيل الإنصاف من النفس وأخذ العفو وبذل ما على كل طرف من الحق¡ كما أنه يحتاج إلى التجافي عن منغصات الألفة¡ ومن منغصاتها تضخيم خطأ القريب¡ وحمل الحقد في القلب¡ والمعاتبة على كل صغيرة وجليلة¡ وصدق القائل:
إذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِباً .. خَلِيلَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتِبُهُ
فَعِشْ وَاحِداً أَوْ صِلْ أخاكَ فَإنَّهُ .. مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
وأخيراً: هنالك نعمٌ عظيمةٌ جليلةٌ يُدركُ كل الناس أنها تُنالُ بجهودٍ كبيرةٍ¡ لكنهم يعفون منها أنفسهم¡ ويحصرونها في طائفةٍ معينةٍ تتولى الجهد المحسوس فيها¡ ومن تلك النعم نعمة الأمن والاستقرار¡ فالناس يدركون أن الأمن مسؤولية كبيرة تتولاها الدولة ممثلة في أجهزتها المختلفة¡ ثم تختلف مدارك الناس¡ فمنهم من يحصر تلك المسؤولية في الجهات الأمنية وحدها¡ ولا يدرك أن كل مواطن ومواطنة عليه شيءٌ من هذه المسؤولية¡ وأشمل هذه المسؤوليات مسؤولية السمع والطاعة ولزوم الجماعة والإخلاص للدولة وتقديم مصلحة الوطن العامة على المصالح الشخصية¡ وهذه الواجبات لا تخلو ذمَّةُ مُكلَّفٍ من أن تكون معمورةً بها¡ وهي ثمن ما يحبه كل منا من الاستقرار والازدهار والعيش برفاهية في ظل الكرامة والأمن¡ فالمحبوبات لا بد لها من أثمانٍ¡ "ومن خطب الحسناء لم يغله المهر".
http://www.alriyadh.com/1860403]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هنالك نعمٌ عظيمةٌ جليلةٌ يُدركُ كل الناس أنها تُنالُ بجهودٍ كبيرةٍ¡ لكنهم يعفون منها أنفسهم¡ ويحصرونها في طائفةٍ معينةٍ تتولى الجهد المحسوس فيها¡ ومن تلك النعم¡ نعمة الأمن والاستقرار¡ فالناس يدركون أن الأمن مسؤولية كبيرة تتولاها الدولة ممثلة في أجهزتها المختلفة..
الرغائب التي تصبو إليها نفوس البشر سواء كانت مادية أم معنوية لو كانت تُنالُ مجاناً بلا بذل سبب¡ ولا مكابدة أدنى تعب¡ لتزاحم الناس على سُدِّتها¡ وتشاركوا في التجمُّلِ ببهجتها¡ ولو كان كذلك لانماعت مزاياها ولصارت من قبيل النعم العامة المحيطة بكل فردٍ منا¡ ولا يُعيرها كثيرون أدنى اعتبار¡ وقد جرت السنّة الكونية بكون الظفر منوطاً بالسعي والكدِّ¡ ولو شاء الله لهدى الناس كلهم من غير أن يصبروا نفوسهم على مشاقِّ التكليف¡ ولو شاء لأغناهم جميعاً بلا صفقةِ بيعٍ ولا غرسِ زرعٍ أو رعي نَعَمٍ¡ على أنهم لو كانوا كذلك لانسدَّ باب التعاون بينهم فلحقهم العنت¡ وهذا مصداق قوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)¡ فمن أحبَّ مغنماً معيناً فليبذل ثمن تحصيله¡ ومن المرغوبات ما يظن بعض الناس أنها تحصل اعتباطاً ولا تحتاج إلى بذل الأسباب لها ومنها:
أولاً: الهداية والاستقامة¡ فمن الناس من يظن أن المستقيم انساقت له المواظبة على الحق¡ والتمسك بالهدي القويم¡ والتزيُّن بالسمت الحسن من غير معاناة لها¡ ولم يدر أن التقوى إذا حصلت فبحبس النفس عن ملذاتها وشهواتها¡ وصبرها على مكارهها¡ ومراغمة الشيطان¡ وما تنشط إليه نفس المتعبدين وترتاح إليه جوارحهم من العمل الصالح فهو نتيجة لذلك التعبُّد والنصَب المبذولº فمن جزاء الحسنات أن تعقبها حسنات أخرى¡ فمن رأى متنسكاً وغبطه على ما هو عليه فلا ينتظرنَّ أن يصبح مثله فجأة¡ بل ليقبل على نفسه فليحملها على الإنابة.
ثانياً: الحظوة بالاحترام والتقدير¡ فمن الناس من يدعي أن الناس يُضفون رداء التقدير على من بدا لهم من غير أن يتعاطى ذلك المبجل أسباب التبجيل¡ وليس الأمر كما يدّعونه¡ بل إنما يُعظِّمُ الناس من رأوا عنده أسباب العظمة¡ والناس أضنُّ بالاحترام من أن يضعوه حيث لا يُوجدُ سببٌ لوضعه¡ وإنما يُحترمُ المرءُ لخصالٍ حسنةٍ تحلَّى بها¡ وهي كثيرةٌ ومتنوعةٌ¡ وكثيراً ما يُسألُ بعضُ عِليةِ العرب بم نال تلك المكانة والرفعة¿ ولا أحد منهم أجاب بأنه وُهبها جزافاً¡ ولا أنها نزلت عليه صدفة¡ فمنهم من قال مجيباً عن ذلك السؤال: "والله إنّي لأعفو عن سفيههم¡ وأحلم عن جاهلهم¡ وأسعى في حوائجهم¡ فمن فعل فعلي فهو مثلي¡ ومن زاد فهو أفضل¡ ومن قصّر فأنا خيرٌ منه" وأجوبتهم تحوم حول هذا¡ فمن كان ينفع الناس بماله أو علمه أو جاهه¡ ويغضّ طرفه عن فلتات سفهائهم¡ ولا يحسد فاضلهم¡ ولا ينشغل بما لا يعنيه فقد استحقّ أن يُحترم.
ثالثاً: صلاح ذات البين داخل الأسرة¡ وقد يظن ظانٌّ أن نعمة الترابط والتآلف الأسري مجردُ حظٍّ تصادفه بعض العوائل فتحظى به وتعيش عيشةً هنيئةً لا تشوبها المماحكات¡ ولا تُعكِّرُها التشنجات¡ ولم يدر أن حسن العلاقة بين القرابة نعمةٌ تُنالُ بفضل الله تعالى ثم ببذل الأسباب الكثيرة ولا يكفي التسبب في ذلك وقتاً ما من الأوقات بل يستمر الكفاح في هذا المجال الشديد الأهمية من غير تراخٍ ولا استرخاءٍ¡ ومن تلك الأسباب تعاطي جوالب الصفاء من قبيل الإنصاف من النفس وأخذ العفو وبذل ما على كل طرف من الحق¡ كما أنه يحتاج إلى التجافي عن منغصات الألفة¡ ومن منغصاتها تضخيم خطأ القريب¡ وحمل الحقد في القلب¡ والمعاتبة على كل صغيرة وجليلة¡ وصدق القائل:
إذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِباً .. خَلِيلَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتِبُهُ
فَعِشْ وَاحِداً أَوْ صِلْ أخاكَ فَإنَّهُ .. مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
وأخيراً: هنالك نعمٌ عظيمةٌ جليلةٌ يُدركُ كل الناس أنها تُنالُ بجهودٍ كبيرةٍ¡ لكنهم يعفون منها أنفسهم¡ ويحصرونها في طائفةٍ معينةٍ تتولى الجهد المحسوس فيها¡ ومن تلك النعم نعمة الأمن والاستقرار¡ فالناس يدركون أن الأمن مسؤولية كبيرة تتولاها الدولة ممثلة في أجهزتها المختلفة¡ ثم تختلف مدارك الناس¡ فمنهم من يحصر تلك المسؤولية في الجهات الأمنية وحدها¡ ولا يدرك أن كل مواطن ومواطنة عليه شيءٌ من هذه المسؤولية¡ وأشمل هذه المسؤوليات مسؤولية السمع والطاعة ولزوم الجماعة والإخلاص للدولة وتقديم مصلحة الوطن العامة على المصالح الشخصية¡ وهذه الواجبات لا تخلو ذمَّةُ مُكلَّفٍ من أن تكون معمورةً بها¡ وهي ثمن ما يحبه كل منا من الاستقرار والازدهار والعيش برفاهية في ظل الكرامة والأمن¡ فالمحبوبات لا بد لها من أثمانٍ¡ "ومن خطب الحسناء لم يغله المهر".
http://www.alriyadh.com/1860403]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]