المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقر مُركّب



المراسل الإخباري
12-30-2020, 17:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بعض النفوس تضيق بالاتساع وبعضها يتسع بالضيق¡ وبعض الناس يفتقر بغناه ويغتني بفقره¡ تلك القناعات المرتبكة لدى الكثير تجعلهم يموتون في حياة ويحيون بممات.
العقل أحيانا يتفوق على قدرته فقط في الحلم¡ أما اليقظة فلا تتآكل فيها الأمنيات¡ الكل يتمنى ويرغب ويبحث عن شيء ما يخصه سواء في أماكن تخصه أو لا تخصهº لأن القانون لديه هناك "حلم" يجب أن يتحقق حتى لو احترقت أحلام أخرى لأجله.
من السهل لدى البعض أن يزرع غرسه الضئيل في تربة مكلفة فقط لكي يلامس هذا الغرس تلك التربة¡ وسهل أن يلبس أحدهم من ملابس غيره حتى لو لم تكن تتسع له أو تناسبه¡ فقط¡ لكي يكون مثله. هكذا بدأت حكاية المظاهر لدينا وتنتهي بما ابتدت به¡ وهكذا تم تقديم المتأخر¡ وتأخير المتقدم¡ وهكذا بدأت قصة الجوع الظاهري لغرابات الدنيا¡ وهكذا الأولويات سقطت على صلد الجهل والغفلة.
تذكرته الذي يريد تأخير دفع إيجار شقتهº لأن أقساط سيارته الفاخرة قد أثقلته وحل القسط القادم قريبا¡ وعرفته ذلك الذي يطلب بعض الدين لأنه يريد إقامة حفلة كبيرة في مكان فخم¡ ومر عليهم ذلك الذي بدأ بمعاملة القرض البنكي لسفرة الصيف المقترب¡ وجاء إليه مهرولا¡ أليس لديك بعض المال سيدفع لأحدهم فهو محتاج جدا يريد شراء الجوال الجديد الثمين وغيرهم.
المظاهر أعداء الجيوب¡ والعقول¡ وهي أدوات الفقر الجديدة التي قلبت موازين الرشد والتعقل إلى ميول الإفلاس النفسي¡ وهزيمة الذات¡ نعم هو الآخر يهزم الآخر بما ينافسه فيه¡ بل إن قانون الناس والتبعية هو المعيار حتى لو فاق التكلف كل مستوى¡ وتعدى البطر كل درجة¡ واستوطن الحمق ˜ل رأس¡ يتساقط البعض في مشكلات كبيرة وكثيرة لأجل تلبية بعض الرغبات¡ والأمنيات المعطلة على حساب على النفس والعقل¡ ويخسرون الكثير من دينهم¡ وقيمهم¡ ومكانتهم¡ ومصداقيتهم لمقابل رخيص ينطوي تحت "ألا أكون أقل من غيري" حتى لو كان حقا أقل¡ ويدفعون ما لا يطيقون ليحصلوا على ما لا يناسبهم¡ ويرتفعون كثيرا عما يجب أن يكونوا فيه.
في فقر المظاهر البعض مستعد أن يظهر نفسه فقيرا محتاجا ليلبي رغبات أكبر من حاجته ومطالبه¡ والبعض غلبهم الهوس بالمظاهر والتقليد فوضعوا أنفسهم في خانات الضيق والبؤس والتذمر¡ فكانت مساحات عدم الرضا بنعمة الله وقسمته واسعة¡ وتكررت الشكوى في غير محلها¡ ولم يقبل هؤلاء بما لديهم¡ ولم يرضوا لأنهم انشغلوا بما لدى غيرهم ومحاولة مجاراته البائسة¡ من يجهل أن الرضا هو نصف الحياة¡ والتدبير هو نصف المعيشة فقد أصبح فقيرا لن يغتني إلا بالتذلل والكذب¡ ولن يرتاح أبدا بسبب تشوه أمنياته¡ فكونوا أغنياء بالرضا مما قسم الله لنا وتدبروا¡ ولا ترموا أنفسكم في فقر المظاهر المركّب.




http://www.alriyadh.com/1861463]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]