المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العام الذي استيقظ فيه العالم



المراسل الإخباري
01-05-2021, 08:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png رحل العام سيئ السمعة غير مأسوف عليه¡ وبدأت سنة جديدة يتطلع لها سكان العالم بالكثير من التفاؤل¡ خصوصا وأن حملات التطعيم والتحصين ضد العدو الشرس بدأت مع إرهاصات العام الجديد¡ لا شيء يعقب اليأس الشديد سوى الأمل¡ ولا يرى البشر قاعا أعمق مما وصلوا إليه في عام الوباءº رغم أن الجائحة علمتنا ألا نركن للدعة والرخاء وأن نستعد لشدائد الأيام.
عندما حذرت منظمة الصحة العالمية قبل عدة أيام من أن البشرية قد تواجه ما هو أسوأ من وباء كورونا غضب الناس المحتقنون أصلا على منظمة يرون أنها فشلت في حمايتهم من الكارثة¡ وانتقلت من التطرف في التفاؤل¡ إلى التطرف في التشاؤم والتحذير من عواقبها¡ وهم محقون جزئيا في اتهاماتهم للمنظمة التي لم تنجح إعلاميا على الأقل¡ ولا نعلم الكثير عن منجزاتها العملية الأخرى¡ كما أن الغضب العالمي جاء في وقت بدأت فيه مؤشرات بيضاء تلوح في الأفق¡ بعد ليل كئيب لازمنا طويلا¡ وفي وقت بدأت فيه كرة اللقاحات في التدحرج إيذانا بترويض الفيروس¡ لا يريد الناس سماع تحذيرات من هذا القبيل.
منظمة الصحة العالمية مصيبة تماما في تحذيرها¡ رغم أنها أخطأت في التوقيت¡ وإن كان لجائحة كورونا من إيجابية فهي أنها كانت بمثابة نداء الإيقاظ للعالم المأخوذ بقوته وجبروته¡ وما حدث هو أشبه بالدرس الناعم جدا في معايير الأوبئة والكوارث¡ ورغم كل الألم والفقد والخسائرº إلا أن ما شهدته البشرية العام الماضي لم يكن السيناريو الأسوأ في قائمة الكوارث العالمية¡ ولا بد فعلا للعالم أن يتعلم الدرس حرفا حرفا¡ ويستعد من الآن بعمل كل ما يستطيع لتفادي المفاجآت المرعبة¡ فالاستعداد للأعداء المجهريين لا يقل أهمية عن التسلح والاستعداد للحروب التقليدية التي تضخ الدول في ميزانياتها مئات المليارات سنويا¡ بل إن خطورة الفيروسات والجراثيم قد تكون أشد بكثير من الحروبº ذلك أن الأوبئة تملك دائما عنصر المفاجأة¡ ولا يحمل اندلاعها بوادر أو فتيلا يمكن إخماده والاستعداد لتداعياته¡ بل تأخذ العالم على حين غرة وتضرب مفاصله وتشله تماما عن الحركة¡ وما أحدثته أزمة كورونا من مآسٍ هو مجرد نموذج بسيط¡ ولك أن تتخيل معاناة العالم لو كان هذا الوباء أكثر فتكا¡ وأسرع انتشارا¡ ولا يمكن مقاومته بالصابون والمطهرات والكمامات.
بعد تلاشي الجائحة ستتعلم بعض الدول الدرس¡ وتحرص على تيقظها لعدة سنوات على الأقل¡ لكن دولا أخرى ستنسى الدرس سريعا وستكون الخاصرة الضعيفة التي قد يفاجئنا منها العدو¡ ومن دون أن يتم تحصين العالم بأكمله¡ وتطوير أنظمته الدفاعية والاستباقية ضد الأوبئة فإنه سيظل مهددا بجوائح وكوارث صحية قد تهدد الجنس البشري بأكمله.




http://www.alriyadh.com/1862412]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]