المراسل الإخباري
03-01-2021, 02:56
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png رأيت كوب قهوة مكتوبا عليه "ضائع".
ضاع.. يضيع.. الضياع.. هل هو شيء سلبي؟ ليس دائما، فما أحسن أن تغيب عن الواقع ومشكلاته وهمومه وتضيع في شيءٍ جميل.
الضياع في غابة أو صحراء كارثة، لكن الضياع في متاهة صناعية ممتع، تشق طريقك وتستكشف خيارات الهروب وتتفحص الأدلة والإشارات حتى تجد طريق الخروج، في صغري شاهدت برنامج Crystal Maze الذي كانت هذه فكرته، فريق من المتسابقين يحاول الخروج من غرف مغلقة ومتاهات وذلك بحل ألغاز، تمنيت أن ألعبها! وإلى الآن تبدو ممتعة.
الضياع يمكن أن يكون سيئا كما هو معروف والكلمة ارتبطت بذلك أكثر، ربما ضعتَ في السوق وأنت صغير، وأكيد أنه ضاعت منك عدة أشياء ذات قيمة، وستضيع منك مستقبلا كما هو حال البشر، مثلما ضاعت محفظتي لما كنت مراهقا وفيها 150 ريالا وهي ثروة ضخمة بالنسبة لي آنذاك و"تحويشة العمر"، فكان فقدانها مؤلما، والأسوأ لما فقدتُ شريحة ذاكرة قبل بضعة أشهر فيها صور وذكريات فكان هذا أسوأ بكثير، رغم أنها ليست خسارة مادية بل معنوية، وهي غالبا أسوأ من خسارة المال.
عصرنا عصر تشتيت، أتى الجوال فقضى على الكثير من التركيز والهوايات والاجتماعية، وصار الذهن مضطربا متقلبا ضائعا لا يستطيع التركيز على شيء واحد إلا دقائق بسيطة، فتمسك كتابا أو تحادث شخصا أو تقرأ مقالة أو تنتظر في عيادة أو تتسوق أو تشاهد التلفاز، وتجد يدك تسللت كل بضع دقائق لتمسك بهذا المرض الذي أدمنتَه.
لذلك صار الاستغراق والانغماس والاندماج في شيءٍ ممتع هدفا غير سهل لكن مجزيا لذيذا، أو بكلمة أخرى، الضياع في كتابٍ رائع أو هواية جميلة أو حوارٍ جاذب أو أمسية ممتعة أو حتى في أحلام اليقظة.. ما أجمل الضياع!
http://www.alriyadh.com/1872444]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ضاع.. يضيع.. الضياع.. هل هو شيء سلبي؟ ليس دائما، فما أحسن أن تغيب عن الواقع ومشكلاته وهمومه وتضيع في شيءٍ جميل.
الضياع في غابة أو صحراء كارثة، لكن الضياع في متاهة صناعية ممتع، تشق طريقك وتستكشف خيارات الهروب وتتفحص الأدلة والإشارات حتى تجد طريق الخروج، في صغري شاهدت برنامج Crystal Maze الذي كانت هذه فكرته، فريق من المتسابقين يحاول الخروج من غرف مغلقة ومتاهات وذلك بحل ألغاز، تمنيت أن ألعبها! وإلى الآن تبدو ممتعة.
الضياع يمكن أن يكون سيئا كما هو معروف والكلمة ارتبطت بذلك أكثر، ربما ضعتَ في السوق وأنت صغير، وأكيد أنه ضاعت منك عدة أشياء ذات قيمة، وستضيع منك مستقبلا كما هو حال البشر، مثلما ضاعت محفظتي لما كنت مراهقا وفيها 150 ريالا وهي ثروة ضخمة بالنسبة لي آنذاك و"تحويشة العمر"، فكان فقدانها مؤلما، والأسوأ لما فقدتُ شريحة ذاكرة قبل بضعة أشهر فيها صور وذكريات فكان هذا أسوأ بكثير، رغم أنها ليست خسارة مادية بل معنوية، وهي غالبا أسوأ من خسارة المال.
عصرنا عصر تشتيت، أتى الجوال فقضى على الكثير من التركيز والهوايات والاجتماعية، وصار الذهن مضطربا متقلبا ضائعا لا يستطيع التركيز على شيء واحد إلا دقائق بسيطة، فتمسك كتابا أو تحادث شخصا أو تقرأ مقالة أو تنتظر في عيادة أو تتسوق أو تشاهد التلفاز، وتجد يدك تسللت كل بضع دقائق لتمسك بهذا المرض الذي أدمنتَه.
لذلك صار الاستغراق والانغماس والاندماج في شيءٍ ممتع هدفا غير سهل لكن مجزيا لذيذا، أو بكلمة أخرى، الضياع في كتابٍ رائع أو هواية جميلة أو حوارٍ جاذب أو أمسية ممتعة أو حتى في أحلام اليقظة.. ما أجمل الضياع!
http://www.alriyadh.com/1872444]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]